المشاركات الإعلامية

ماذا يعني تطبيع دول مثل موريتانيا والأرجنتين مع نظام الأسد؟

خلال استضافته على قناة “حلب اليوم” بشأن تطبيع موريتانيا والأرجنتين مع نظام الأسد وتداعيات ذلك، قال الباحث في مركز الحوار السوري د. محمد سالم، إن هذا السيناريو يندرج ضمن الجهود الروسية الراغبة بإعادة تعويم النظام من جديد، ولو بشكل تدريجي بهدف تسجيل مزيدٍ من النقاط لصالحه.

وأضاف سالم أنه لا يجب الاستهانة بالجهود الروسية، فصحيح أن مثل تلك الدول ليست ذات ثقل لكنَّ النظام في وضع صعب ويريد أي مكسب ويحتفي بمثل تلك المكاسب، خاصة مع تغير المزاج الدولي تجاه الثورة السورية، إذ لا يمكن إنكار أنه ومنذ بداية 2014 ومع صعود داعش بدأ المزاج الدولي ينظر للمسألة السورية على أنها “أمن وإرهاب” حتى من قبل بعض الدول التي أيدت مطالب الشعب السوري، وفق الباحث.

ورأى سالم أن الروس يلعبون على تعدد الآراء داخل دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، حيث يحاولون الإقناع بأن نظام الأسد أصبح أمراً واقعاً، مشيراً إلى أنه لولا قانون “قيصر” لكانت هناك هرولة من قبل مختلف الفاعلين باتجاه تسوية الأوضاع مع النظام، ورجَّح أن تستمر إدارة بايدن في نفس السياق بما يخص قانون قيصر.

وفي الوقت نفسه يقول الباحث: إنه لا يمكن الركون إلى أي موقف دولي بشأن سوريا بما فيه الموقف الأمريكي، إذ قد يحدث التفاف على قانون “قيصر”، وبالتالي فإن الموضوع يعتمد على استمرار نضال السوريين في هذا السياق، فهم أصحاب التأثير ويجب أن تكون هناك ضغوط على الدول كي لا تعيد علاقاتها مع النظام قبل حدوث انتقال سياسي.

وشبّه سالم حالة موريتانيا بالسودان حينما جاء الرئيس السابق عمر البشير وزار بشار الأسد في دمشق، في حين تبين لاحقاً أن تلك الزيارة كانت مدفوعة بجهود ودعم روسي.

وأوضح سالم أن التطبيع الأخير من موريتانيا والجزائر هو بمثابة كسب نقاط لنظام الأسد وليس نقلة بمستوى 180 درجة، مشيرا إلى أن النظام يحاول العودة تدريجياً وبشكل زاحف مثلما عمل عسكرياً في خطة “دبيب النمل” في استعادة مدينة حلب، مردفاً: “مثل هذا العمل هو تراكمي ويُبنى عليه، والمعارضة تحتاج أن يكون لديها صبر ونفس طويل في العمل بنفس السياق لأن عودة النظام للجامعة العربية تعني تدريجيًا سريان كثير من الاتفاقيات، وهناك صناديق اقتصادية لها علاقة بالجامعة يمكن من خلالها لبعض الدول أن تدعم النظام دبلوماسيًا وماديًا وإن كان حالياً مستبعد نوعاً ما”.

للمزيد:

https://www.youtube.com/watch?v=tWYK_uLdeoA

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى