ما أهداف القصف الروسي على الحراقات النفطية في ريف حلب الشرقي؟
خلال مشاركته على “تلفزيون سوريا” بشأن القصف الذي شنته قوات النظام السوري وروسيا على حراقات النفط في مناطق المعارضة السورية بريف حلب الشرقي؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري، د. محمد سالم، إن الهدف من القصف ضرب عصب المناطق المحررة.
وأضاف سالم أن عمليات الاستهداف ضد مناطق الحراقات النفطية تتم بشكل ممنهج منذ شهر تشرين الثاني الماضي، حيث تم قصف المنطقة أكثر من مرة، في محاولة من قبل النظام السوري وروسيا لإفقار المناطق المحررة وضرب عصب الاقتصاد في كل النواحي.
وأوضح سالم أن نظام الأسد وروسيا لا يريدان أن تحيا المناطق المحررة بأي نوع من الاستقرار، خاصة أن مناطق النظام تعاني من نقص كبير في المحروقات وبقية المواد الأساسية، بعكس مناطق المعارضة.
ولفت الباحث إلى أن الجديد في الاستهداف للحراقات هو استخدام صاروخ باليستي من مناطق الساحل، وذلك بعد أسبوع من حديث رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان بأن الصواريخ الروسية غير فعالة، لترد موسكو على ذلك بنشر فيديو يوثق قصف مشفى اعزاز شمالي حلب، وقد تكون عملية القصف الجديدة مندرجة ضمن نفس السياق، لكن يبقى الهدف الأساسي خنق المحرر ومنع الحياة فيه ومنع المعارضة من إثبات أنها يمكن أن تبني منطقة نفوذ حقيقي يعيش فيها السوريون.
وتابع سالم بأن الرد النوعي بقصف مماثل على المصافي في مناطق النظام السوري لا يستطيع الجيش الوطني تنفيذه، كما إن تركيا ليست في وارد التصعيد مع روسيا لان الأولوية بالنسبة لها منع الاجتياح الكامل خاصة بعد صمود اتفاق موسكو لمدة سنة، بالرغم من الخروقات اليومية، مشيراً إلى أن السوريين يستطيعون الضغط إعلاميًا عبر المنظمات لتجريم روسيا ورفع الموضوع إلى مجلس الأمن بهدف تقليل الإجرام الروسي.
وشدد سالم على أن الرد الأفضل على مثل تلك الاستهدافات هو السعي لحل جذري لهذه الإشكالية والعمل على تأمين منطقة حظر طيران وزيادة التنسيق الأمريكي التركي، مشيراً إلى أن روسيا تريد منع المعارضة من أخذ النفط السوري من قسد، لإجبار الأخيرة على بيعه فقط للنظام السوري، في حين لا يستطيع الروس ضرب مناطق قسد بسبب وجود قوات التحالف الدولي فيها، ما يعني أن الحل الأفضل هو استجلاب الحماية الدولية لمنطقة شمال غربي سوريا وليس فقط الحماية التركية، لأن روسيا تتجرأ على المناطق التي تحت الحماية التركية بعكس المناطق التي تحت الحماية الأمريكية.
للمزيد:
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة