المشاركات الإعلامية

ما الرسائل التي حاول “الجولاني” إيصالها في فلم “الجهادي” ؟

خلال استضافته في موقع “نداء بوست” للتعليق على ظهور زعيم تنظيم “هيئة تحرير الشام- هتش” الملقب بـ”أبي محمد الجولاني” في لقاء مع الصحفي الأمريكي “مارتن سميث”، قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. محمد سالم، إن “الجولاني” يهدف لإرسال رسائل عدة من مثل تلك اللقاءات.
وأوضح سالم أن رسائل “الجولاني” موجهة في الدرجة الأولى إلى الولايات المتحدة والفاعلين الدوليين في الملف السوري، مفادها أن “هتش” و”الجولاني” شخصياً، تنظيم يمكن الاعتماد عليه في الوقت الحالي، ولفت سالم إلى أنه وبالرغم من أن “هتش” ليست أفضل الخيارات إلا أنها فرضت واقعاً في منطقة إدلب الحرجة، كما فعلت حركة “طالبان” في أفغانستان، موضحاً أن “الجولاني” يحاول أن يؤكد على عدم ارتباطه بتنظيم “القاعدة” وأنه لا يشكل تهديداً للغرب ويمكن أن يحصل على شرعية الوجود.
كما لم يستبعد الباحث أن ينجح “الجولاني” في تحقيق أهدافه، خاصة وأن محافظة إدلب مكتظة بالسكان ولا تريد الولايات المتحدة والدول الغربية أن تشهد هذه المنطقة موجة لجوء كبيرة إلى تركيا ومنها إلى أوروبا، وأشار إلى أن هذه الدول ترى أنه لا بد من إرساء نوع من الاستقرار -ولو نسبياً- في شمال غربي سوريا، وقد تكون “هتش” أحد أقل الخيارات السيئة سوءاً، كما قال المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا “جيمس جيفري” في فيلم “الجهادي”.
وبحسب سالم فإن جيفري لا ينفرد بهذا الرأي وحده، حيث صبت تقارير عدة بما في ذلك تقرير لمجموعة “الأزمات الدولية”، بأن “هتش” ليست الخيار المثالي أو المطلوب لكنها انفصلت عن تنظيم “القاعدة” وانخرطت في القتال ضده، وأن انهيارها سيؤدي إلى ظهور الأسوأ كـ”حراس الدين”، كونها تمثل حائط صد أمام “الجهاديين” الذين قد يتسللون إلى تركيا ومنها إلى أوروبا.
ويعتقد الباحث أن الدول الغربية لن تقبل بشكل صريح بـ”الجولاني” أو تعطيه شرعية إلا إذا قدم تنازلات كبيرة، مضيفاً أن الغرب في الظروف الحالية لن يقبل به كما أنه لن يرفضه، باعتباره فاعلاً يمكن التعامل معه استخباراتياً.
ومن المحتمل أن يتم رفع اسم “هتش” من لوائح الإرهاب، أو التعامل معها كجماعة غير شرعية لكنها غير مصنفة، وفقاً لما يرى سالم، والذي يشير إلى أن ذلك ممكن على المدى الطويل ومرتبط بسلوك “هتش” وانضباطها في المعايير المطلوبة للوصول إلى جماعة مقبولة، بشكل مشابه لكيفية تعاطي الدول مع مليشيا “حزب الله” ومشاركته في الحكومة اللبنانية.

للمزيد:
https://cutt.ly/QnEShje

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى