ما الرسائل الروسية وراء التصعيد الأخير في عفرين وريف إدلب؟
خلال استضافته على “تلفزيون سوريا” بشأن دلالات التصعيد الذي تعرضت له مناطق في عفرين وريف إدلب، قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. محمد سالم، إن رسائل روسية بالدرجة الأولى وراء ذلك التصعيد وإن كان بأيادٍ غير روسية.
ولفت سالم إلى أن القصف جاء من منطقة تل رفعت التي سيطرت عليها مليشيا “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” بدعم روسي كرد فعل على إسقاط الطائرة الروسية في 2015، لافتاً إلى أنه تم استخدام أسلوب “الضربة المزدوجة” في قصف عفرين، وهو نفس الأسلوب التي تنفذه الطائرات الروسية أو طائرات نظام الأسد بتوجيهات روسية، من أجل قتل أكبر عدد من الناس.
ورأى الباحث أن الرسائل الروسية في عفرين متفقة مع الرسائل التصعيدية في ريف إدلب، وهي تمثل عدم رضا روسي عن السلوك التركي فيما يتعلق بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بالمعابر الحدودية، وعدم الرضوخ للضغوط الروسية فيما يتعلق بفتح المعابر الداخلية التي ترغب موسكو بأن تكون متنفساً اقتصادياً للنظام.
وأوضح سالم أن الرسالة التي تريد روسيا أن تقولها هي أنها قادرة على التصعيد بشكل غير مباشر في المنطقتين، فهي أبقت جيب تل رفعت بيد “قسد” لمثل هذه الأيام، حيث يتم استخدامها عندما تتوتر علاقة موسكو مع أنقرة وعندما تريد أن تدفعها في التوجه نحو سياسة معينة، لتقول للأتراك بأنها قادرة على جعل المنطقة التي تحت سيطرتهم بعيدة عن الأمن.
ورأى سالم أن تركيا تفضل عدم التصعيد بدرجة كبيرة وتحاول ردود فعلها أن تكون متوازية أو أقل مع الفعل، وهذه سياسة لها وجهة نظرها وفق الباحث الذي يشير إلى أن تركيا مكرهة على التعامل مع روسيا خاصة بعد حادثة إسقاط الطائرة عام 2015، كما إن عدم التدخل الأمريكي الحازم ترك تركيا بوضع صعب أمام الروس آنذاك.
ويضيف الباحث أن تركيا تدرك أن الضربة على عفرين وراءها روسيا كما كانت تعلم أن الضربة ضد الجنود الأتراك في 2020 كانت وراءها الطائرات الروسية أيضاً، لكنها في ذات الوقت لم تُصعّد اللهجة ضد روسيا بشكل مباشر لأنها تعلم أنه لا يوجد توازن قوى حقيقي بين الطرفين، فهي تحاول الصدام مع مَن تستطيع الاصطدام به من قوات نظام الأسد والمليشيات الإيرانية ومليشيا “قسد”.
ويشير سالم إلى أن روسيا أيضاً في ذات الوقت حريصة على عدم التصعيد العنيف جداً في المنطقة كي لا تجعل تركيا تبتعد عنها تماماً.
للمزيد:
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة