ما المعوّل عليه من مباحثات اللجنة الدستورية وهل تتأثر بالأوضاع في أوكرانيا؟
خلال استضافته على راديو “الكل” للحديث عن بدء الجولة السابعة من اللجنة الدستورية وإمكانية التقدم في مسار الحل السياسي؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إن مسار اللجنة لن يوصل إلى حل سياسي، وإنما الهدف منه أن يثبت المجتمع الدولي أنه يقوم بما عليه بالنسبة للقضية السورية.
ولفت سالم إلى أن الأطراف المعنية بالقضية السورية أصبحت اليوم على طرفي نقيضٍ بشكل تام إذا ما تحدثنا بالدرجة الأولى عن الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، وروسيا من جهة أخرى، وذلك بسبب الحالة الأوكرانية، فهم أكثر بعداً عن الوصول إلى توافقات في القضية السورية، وهذا الأمر سيستغله نظام الأسد الذي لا يريد أي حل سياسي ولا يخضع لأي ضغوطات حقيقية.
وأوضح الباحث أن الروس بالأصل لم يكونوا يضغطون على نظام الأسد وهم كانوا المعوَّل عليهم من قبل المجتمع الدولي لكي يبدي بعض المرونة، في حين أن الروس يبدون أكثر عناداً من نظام الأسد وسيدعمون أي محاولات لتعطيل اللجنة الدستورية والحل السياسي.
وأشار سالم إلى أن روسيا اليوم محتاجة أكثر من أي وقت لأي تأييد للعملية العسكرية في أوكرانيا ونظام الأسد يعلم ذلك، ولهذا فإنه حاول أن يعطي شيكاً على بياض لبوتين من خلال تأييده المطلق لحربه في أوكرانيا وإبداء الاستعداد لدعمه بالمرتزقة، وبالتالي فإن روسيا ترى أن نظام الأسد من أبرز الجهات التي دعمتها بشكل مطلق أكثر حتى من الحلفاء التقليديين عندها، ويعود ذلك لضعف نظام الأسد وحرصه على أن يرد الجميل لروسيا.
إلى ذلك، رأى الباحث أن الأطراف الدولية والإقليمية تحاول فصل الملفات بالفعل وعدم نقل ما يجري في أوكرانيا إلى سوريا، خاصة تركيا التي لا تريد أن تزيد العلاقة توتراً، وتحاول أن تحافظ على علاقتها مع الطرفين؛ الغرب وروسيا، فيما تحاول روسيا وأمريكا ألا تنقل التوتر الموجود في أوكرانيا إلى سوريا ولكن هو انتقل ولو بشكل قليل عبر بعض المظاهر من الاحتكاك بين وكلاء الطرفين على الأرض في شمال شرق سوريا، لافتاً إلى أن هناك قابلية لحدوث نوع من الاحتكاك بين الأطراف في سوريا بسبب الوضع في أوكرانيا.
وحول اللجنة الدستورية؛ قال سالم إن نظام الأسد يستطيع أن يناقش كل شيء لكنه سيغرق الآخر في التفاصيل، مشيراً إلى أنه وبغض النظر عن العنوان الموجود في الجولة الحالية فإن نظام الأسد يمكنه أن يرجع إلى ما قبل المبادئ الدستورية، ولا يلتزم بالعنوان، والأمر الثاني أن بعض المبادئ الدستورية يعول نظام الأسد عليها لأنها تؤدي إلى انقسام المعارضة مثل موضوع “هوية الدولة”.
وبحسب سالم فإن أحد القضايا التي من المزمع نقاشها موضوع “هوية الدولة” وهل هي هوية عربية أم إسلامية أم علمانية أم غير ذلك، فنظام الأسد حسم هذا الأمر بسبب عدم وجود للرأي الآخر لديه، بينما عند المعارضة هناك عدة آراء حول ذلك، وهو بالتالي يعول على نوع من إحداث الانقسام عند المعارضة حال نقاش مثل هذه التفاصيل.
للمزيد:
https://www.radioalkul.com/p438023/
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة