ما حقيقة الانسحاب الإيراني من مطار “التيفور” ولماذا تتمسك طهران بالبادية السورية؟
خلال استضافته على قناة “حلب اليوم” للحديث عن نفي إيران انسحابها من مطار التيفور شرقي حمص إلى مطار الشعيرات جنوبها؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. ياسين جمول، إن ما جرى أقرب لإعادة الانتشار وليس الانسحاب للمليشيات الإيرانية من المطار، نظراً لأهميته الكبيرة.
وأوضح جمول أن مطار التيفور فضلاً عن جاهزيته العالية كمطار عسكري وما يحويه من مدارج وحظائر طيران؛ إلا أنه كذلك يتحكم بعقدة مواصلات لأنه يقع على الطريق الذي يتحكم بالخطوط العابرة للبادية السورية؛ سواءٌ باتجاه الشمال أو الشرق، كما إنه يقترب كثيراً من حقل الشاعر وهو من الحقول النفطية المهمة جداً، وكذلك قريب من حقول الغاز، فضلاً عن قربه من مناطق خنيفيس والصوانة وهي مناجم الفوسفات التي تتنافس فيها إيران مع روسيا.
ويرى جمول أن ما جرى أقرب إلى إعادة الانتشار لأن المسافة بين مطار التيفور ومطار الشعيرات قريبة، مشيراً إلى أن الشعيرات يقع كذلك بالقرب من منطقة مْهين؛ حيثُ المستودعات العسكرية الضخمة وفيها مطار عسكري صغير قياساً مع التيفور، لافتا إلى أن إيران تريد هذه المطارات وترديد المناطق التي فيها التنافس مع روسيا في الفوسفات والغاز والطريق الاستراتيجي.
وأوضح الباحث أن إخلاء إيران لمناطق البادية السورية يهدد مشروع “الهلال الشيعي” الذي تحلُمُ فيه والذي يمر من إيران إلى العراق وسوريا ولبنان، ورأى في الوقت نفسه أن الخلاف الروسي الإيراني “خلاف على الهامش وليس على المتن”، متحدثاً عن حجم القتلى الكبير الذي قدمته إيران في مقابل بقاء رأس النظام بشار الأسد في السلطة.
ولفت جمول إلى أن الخلاقات الروسية الإيرانية لا تؤدي لخروج إيران من سوريا أو نزاع روسي إيراني، مردفاً أن إيران لا تعاند روسيا من أجل شخص أو اثنين وما تريده من سوريا ليس بقليل فهو أكبر من الأشخاص ومن بعض المكتسبات، وتابع: ” لذلك من الطبيعي أن تميل مع العاصفة وتقبل بعض التنازلات حرصاً على مشروعها الأكبر العابر للحدود”.
وأشار الباحث إلى أن كلاً من روسيا وإيران حريصتان على تمرير المشروع الذي تريدان في سوريا، ولكن مع تجنب المشاكل التي تحدث في الوضع الداخلي لأي منهما.
للمزيد:
https://www.youtube.com/watch?v=-kEw7StyhiQ
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة