مديرية الشؤون السياسية في حمص تنظم ندوة حوارية حول إدارة التنوع بالتعاون مع مركز الحوار السوري
نظّمت مديرية الشؤون السياسية في حمص بالتعاون مع مركز الحوار السوري ندوة حوارية بعنوان: “إدارة التنوع في سوريا: التحديات والآفاق المستقبلية”، وذلك يوم الخميس 8 جمادى الأولى الموافق لـ 30 تشرين الأول 2025 م بمشاركة نخبة من الباحثين والناشطين وخبراء الشأن العام، ناقشت سُبل تعزيز التعددية وبناء نموذج وطني جامع بعد عقود من الاستبداد والانقسام.
استعرضت الندوة في محورها الأول أسباب فشل إدارة التنوع في ظل النظام البائد، حيث بيّن المتحدثون أن سياسات الإقصاء، والتمييز السياسي والطائفي، وتهميش الهويات المحلية، أدّت إلى تعميق الانقسامات داخل المجتمع السوري بدل تحويلها إلى مصدر غنى وتكامل.
وفي المحور الثاني، تطرّق المشاركون إلى تجارب مقارنة في إدارة التنوع، عرضوا خلالها نماذج ناجحة مثل تجربة ماليزيا التي استطاعت توظيف التنوع العرقي والديني ضمن إطار تنموي متوازن، وتجربة كندا القائمة على التعددية الثقافية والمواطنة المتساوية، كما قورنت هذه النماذج بتجارب وُصفت بأنها فاشلة أو متعثرة مثل لبنان والعراق، حيث أدّت المحاصصة الطائفية والسياسية إلى هشاشة الدولة وتعطيل مؤسساتها.
أما المحور الثالث، فتناول الحلول والأدوات الممكنة لإنجاح إدارة التنوع في الحالة السورية، حيث شدّد المشاركون على أهمية الدور المزدوج لكل من الإعلام والتربية والتعليم في بناء ثقافة وطنية جامعة، وأكّدوا على ضرورة إصلاح المناهج التربوية لتُرسّخ قيم المواطنة والمساواة، إلى جانب تطوير إعلام مهني مستقل يُسهم في مكافحة خطاب الكراهية وإبراز القواسم المشتركة بين السوريين.
واختُتمت الندوة بجملة توصيات أبرزها: اعتماد مقاربة تشاركية لإدارة التنوع تقوم على المواطنة المتساوية، والاعتراف بالحقوق الثقافية والاجتماعية لكل المكوّنات، وتعزيز الثقة بين المجتمع والدولة، بوصفها ركائز لأي انتقال ديمقراطي ناجح في سوريا.
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة
