مستقبل الأحزاب والتيارات السياسية السورية الناشئة
خلال مشاركته على راديو “وطن إف إم” بشأن مستقبل الأحزاب التي تشكلت بسوريا بعد الثورة عام 2011؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري، د. أحمد قربي، إن تلك الأحزاب لا يمكن تسميتها أحزاب بالمعنى التقليدي، فهي أقرب إلى التيار والرؤية العامة حتى لو حملت اسم حزب.
وأضاف قربي أنه وفي حكم نظام الأسد لم يكن هناك أي وجود للأحزاب بمعناها الحقيقي، فهي كانت مجرد غطاء شكلي الهدف منه إيجاد نوع من التعددية الشكلية غير الحقيقية ليغطي بها النظام السوري عورة الحزب الواحد، فجميع الأحزاب لم تكن موجودة أساساً من أجل المنافسة على السلطة.
وتابع قربي أن بعد الثورة كانت هناك محاولات من قبل بعض الشخصيات السياسية سواء المنخرطة قبل الثورة بالعمل السياسي أو من قبل شخصيات أخرى في تشكيل تيارات سياسية جديدة، ولكن أغلب هذه التيارات لا يمكن تسميتها أحزاب بالمعنى التقليدي، فهي أقرب -إن صح التعبير- إلى التيار والرؤية العامة حتى لو حملت اسم حزب.
وأوضح قربي أن الأحزاب يجب أن تكون في بيئة مستقرة ولديها حاضنة شعبية وكتلة من الأشخاص المؤمنة برؤية الحزب، وبالرغم من عدم وجود أحزاب بالمعنى الحقيقي إلا أن ذلك ليس عيباً في التيارات السياسية أو الأحزاب الموجودة حالياً، لأن السياق حتى الآن لا يساعد على إطلاق الحزب وممارسة عمله بالمعنى الطبيعي.
ولفت قربي إلى أن أغلب التشكيلات الجديدة عندما بدأت كانت تهتم بالشأن العام بغض النظر عن الجانب السياسي لها، فهي كانت ضمن منظمات المجتمع المدني أو المجالس المحلية أو البيئات الثورية، مشيراً إلى أن تلك التجمعات ما تزال في بداية تشكيل العمق الشعبي بسبب حداثتها.
ونوه الباحث إلى أن التشكيلات الجديدة لديها ضعف في التأثير واتخاذ القرار، وذلك بسبب الظروف الموضوعية التي نشأت فيها، ولكن عند الوصول إلى الحل والاستقرار سيكون لها دوراً في المستقبل، كما قد يحصل معها انقسامات لكون السياق الموضوعي الذي نشأت فيه يُعرّضها لذلك، كما رجّح عدم نجاح التيارات القائمة على أساس قومي لكون “الربيع العربي” كشف عورة التيارات القومية.
للمزيد:
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة