موسكو تستثمر في خلافات المعارضة لإجهاض العملية السياسية وإعادة “شرعنة” الأسد
خلال استضافته على موقع “القدس العربي” بشأن الخلافات بين الكتل المكونة لهيئة التفاوض السورية، عقب انتزاع عضوية اثنين من “منصتي موسكو والقاهرة”؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري د. محمد سالم، إن ما نشهده اليوم مهزلة سياسية بالنسبة للمعارضة بكل المقاييس.
وأضاف سالم أن موسكو تحاول زيادة أوراق قوتها من خلال تعزيز تأثيرها على النظام والمعارضة على حد سواء، مما يعني زيادة تأثيرها في فرض الحل النهائي وفق مصالحها وسياستها، مشيراً إلى أن التطورات الأخيرة هي نتيجة طبيعية لقبول المعارضة الرسمية بالتدخلات الروسية المباشرة أو غير المباشرة، التي تحاول إجهاض عملية الانتقال السياسي وتحويلها إلى مجرد عملية تجميلية شكلية تعيد شرعية النظام السوري.
واعتبر سالم أن ما حصل من خلافات ليس إلا حلقة في سلسلة المساعي الروسية لفرض أجنداتها بحل سياسي شكلي تجميلي، ويصل الأمر اليوم إلى درجة التدخل الروسي في هيكلية هيئة التفاوض الخاصة بالمعارضة.
وأوضح سالم أن دخول موسكو على خط الحل السياسي بدأ بكراً منذ بداية الثورة من خلال مشاركتها في بيان جنيف 2012 بشكل رئيسي يظهر نديتها للولايات المتحدة، لكن الدخول الأكثر فاعلية بدأ بعد التدخل العسكري في أيلول 2015، حيث حرصت روسيا على استثمار كل تحرك عسكري بمكاسب سياسية من خلال عملها خطوة بخطوة على تمييع بيان جنيف وإفراغه من مضمونه المتمثل بالانتقال السياسي، فعملت على عقد مؤتمر فيينا 1 وفيينا 2 وتكللت الجهود الروسية بفتح الباب لمناقشة الإصلاح الدستوري بدلاً من الانتقال السياسي، وتمخض عن ذلك اللجنة الدستورية.
وتابع سالم أن موسكو عملت بالتوازي مع ذلك على المضي في مسار “أستانا” وكانت الطامة عندما عملت على إدخال “منصتي موسكو والقاهرة” إلى هيئة التفاوض وقبول المعارضة الرسمية بذلك، فكانت “منصة موسكو” تحديداً “حصان طروادة روسي” داخل صفوف المعارضة الرسمية.
للمزيد:
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة