المشاركات الإعلامية

حول مساعي تركيا شن عملية جديدة شمال سوريا والموقف الروسي الأمريكي

خلال استضافته على “تلفزيون سوريا” للحديث عن مساعي تركيا لشن عملية جديدة في الشمال السوري؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. أحمد قربي، إنه ومنذ سنوات تسعى تركيا إلى إنجاز ما تُطلق عليه “المنطقة الآمنة” وإيجاد حزام على الحدود السورية بعمق 30 كم تضمن من خلاله تركيا أمن حدودها الجنوبية، مشيراً إلى أن هذه الإرادة موجودة وستستمر مستقبلاً، ولذلك تصدر دائماً تصريحات تركية تؤكد ضرورة تحقيق هذا المطلب.

ولفت قربي إلى أن هذا الأمر يتوقف ويرتبط بشكل أساسي بالموافقة الدولية وتحديداً من روسيا والولايات المتحدة اللتين تتحكمان بالمنطقة الحدودية الشمالية في سوريا، وهو ما يدفع تركيا إلى العمل على تحقيق توافقات مع تلك الأطراف التي يبدو أنها ما تزال معارِضة لأي تدخل عسكري جديد تركي في المنطقة، وتقدم عروضاً لتركيا كي تعزف عن العملية.

وأشار الباحث إلى أن العرض الروسي يرتكز على أن تقوم مليشيا “قسد” بالابتعاد عن الحدود مسافة 30 كم، وأن تحل محلها قوات “الفيلق الخامس” وقوات نظام الأسد، وبالتالي لا توجد هناك أي مكاسب فعلية بالنسبة لتركيا، بمعنى أن هذا الأمر سيؤدي إلى توسيع نفوذ روسيا في المنطقة ولا يؤدي إلى إضعاف “قسد”، لأن الأخيرة قد تبتعد عن الحدود ولكن هذا الأمر لن يؤثر على قواتها وهيكليتها وبنيتها، وبالتالي فإن العرض الروسي من الواضح أنه لا يريد تقديم مكاسب إلى تركيا بقدر ما يريد محاولة امتصاص الرغبة التركية في تحقيق اختراق وسيطرة ميدانية.

أما بالنسبة للعرض الأمريكي -بحسب قربي- فهو لا يبتعد كثيراً عن الروسي، إذْ لا يُقدّم لتركيا موافقة على دخول هذه المنطقة، وإنما إمكانية دفع “قسد” للابتعاد عن الحدود 30 كم مع إمكانية أن تحلّ قوات “البشمركة السورية” محل “قسد” كنوعٍ من التطمينات لتركيا، بمعنى أنه في كلا العرضين لا يوجد موافقة أمريكية أو روسية لتركيا على إجراء هذه العملية، وهذا يعدّ العامل الأساسي الحاسم في قضية إقدام تركيا من عدمه على إجراء أي توغّل عسكري في شمال سوريا بالفترة القادمة.

ولفت الباحث إلى أن الموقف التركي مرتبطٌ بمحاولة الجمع بين النقيضين، فأمريكا تريد بالوقت ذاته أن تحافظ على وجودها وعلى “قسد” باعتبارها “حليفها” الأساسي بالمنطقة من أجل التصدي لداعش، وتريد كذلك ألا تزعج الأتراك وأن تبقى على علاقة ودّية مع تركيا تتفهّم مخاوفها الأمنية ولكن دون أن يساهم هذا الأمر بتوسّع النفوذ التركي في هذه المنطقة، وبالتالي هنا يكون واضحاً تماماً أن أمريكا تريد أن تُعطي حالياً بعض المكاسب ولو بشكل مؤقتٍ لتركيا، وهذا ما حصل من خلال السماح بتوسُّع نطاق القصف التركي على أهداف “قسد” خاصةً بعد تفجير إسطنبول.

ورأى قربي أن التنازلات الأمريكية لصالح تركيا بخصوص توسيع نطاق القصف ضد “قسد” تحاول من خلالها أن تمتص غضب تركيا ولكن دون أن يؤدي هذا الأمر إلى التخلّي بشكل كامل عن “قسد” وانسحابها من هذه المناطق أو السماح بدخول قوات تركية أو الجيش الوطني السوري إلى هذه المنطقة، وهذا ما ظهر في بيان الخارجية الأمريكية مؤخراً والذي تحدّث عن ضرورة المحافظة على الحليف في الناتو وضرورة ألا يكون هناك إضعاف للجهود ودعا للتهدئة وعدم التصعيد لأن هذا الأمر سيؤثر على جهود مكافحة الإرهاب وحياة المدنيين والعسكريين الأمريكيين، ولذلك لا تغيُّر إلى الآن في الموقف الأمريكي في التعاطي مع هذا الموضوع، ولا تزال واشنطن حازمة بعدم القبول بأي تقدّم عسكري تركي على الأرض.

المزيد:

https://www.youtube.com/watch?v=_mN92EZaLdA

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى