المنصات الإعلامية الإيرانية في سوريا؛ قراءة في أبرز الرسائل الاتصالية على وسائل التواصل الاجتماعي
تقرير صادر عن وحدة التوافق والهوية المشتركة في مركز الحوار السوري
مقدمة:
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي من أهم الوسائل للتأثير في المجتمعات؛ إذ غدتْ أداة تستخدم في تشكيل الرأي العام، والتأثير في التصورات الثقافية والأيديولوجية، ووسيلة لتشكيل الهويات[1]، خصوصاً لدى فئات اليافعين والشباب[2]؛ لذا دأبت إيران على استخدام هذه الوسائل بوصفها حوامل أساسية “للغزو الفكري” الإيراني[3]، وربطت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية -المشرفة على الشبكات الإعلامية داخل إيران وخارجها – بمكتب المرشد الأعلى بصفته المسؤول عن تحديد السياسات العامة للبلاد داخلياً وخارجياً[4]، وأشارت المادة 175 من الدستور الإيراني إلى أن عمليات نشر الأفكار عبر الإعلام يجب أن تتم حصريا عبر (IRIB – هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية)، وبما يتناسب مع القوانين “الإسلامية” والمصالح القومية للبلاد[5].
قطعت إيران خطوات ملموسة في التأثير داخل سوريا خلال السنوات الأخيرة[6]، وتغلغلت في مختلف القطاعات، كما لم تترك باباً إلا استغلته لتعزيز وجودها بما يخدم مشروعها، ومن بين تلك الأبواب “منصات التواصل الاجتماعي”؛ فأخذت تنشر عبرها دعايتها ونسقها الفكري، من خلال ما يُعرف بـ “أيديولوجيا النص والصورة”، التي يُقصد بها: كتابة نصوص ونشرها بشكل يعبّر عن قيم ومعتقدات كاتبها، وكذلك الصورة بصفتها وسيلة فعّالة في التمثيل الثقافي البصري، ويمكن من خلالها إنتاج المعاني وتأسيس القيم[7].
لقد توجهت إيران نحو الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي، وأسّست -بشكل مباشر أو غير مباشر- صفحات على فيس بوك وتويتر وتلغرام وغيرها من المنصات، منها ما يختص بالجانب العسكري مثل: صفحات الإعلام الحربي وصفحات الميليشيات؛ ويندرج ذلك في سياق دعم قوتها الصلبة، وأخرى تعليمية وثقافية ودعوية؛ لتكون جزءاً من ترسانة “ثقافية” كبيرة هدفها التأثير في المجتمعات المستهدفة.
بناءً على ما تقدم يسعى هذا التقرير للإجابة عن السؤال الرئيس الآتي: ما مضمون الرسائل الاتصالية التي تحاول إيران بثّها عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
المنهجية:
يرصد هذا التقرير بعض الرسائل التي تروّج لها إيران في وسائل التواصل الاجتماعي غير العسكرية[8]، الرسمية وغير الرسمية، ثم يحلّل مضمونها من خلال وحدتَي تحليل النص والصورة، بما يعطي فهماً للمحتوى النصي والأفكار التي يُراد نقلها، ويستخرج المعاني التي يحملها الجانب البصري. مع التنبيه أن هذا التقرير لا يسعى إلى قراءة أثر هذه الصفحات في الجمهور أو حجم تفاعل الجمهور معها؛ إنما يقتصر على فهم المضمون والتوجهات العامة لها.
اختِيرت /4/ معرّفات على “فيس بوك” تمثل جزءاً من الواجهة الثقافية، والثقافية الدينية، والتعليمية لإيران في سوريا، وحُددت فترة زمنية تتراوح بين الشهر بالنسبة للمعرّفات الرسمية التابعة للمستشارية الثقافية الإيرانية لأنها أكثر نشاطاً[9]، وخمسة أشهر للصفحات غير الرسمية ومنها “مجمع الإمام الخميني” (الملحق). وقد وُضع معياران لاختيار العينة من الصفحات، الأول: أن تكون الصفحة تخاطب السوريين ويقتصر نشاطها على الملف السوري، والثاني: أن تكون الصفحة نشطة في عمليات النشر (منشور واحد كحد أدنى كل شهر).
شملت عملية الرصد 285 منشوراً في المعرّفات المذكورة خضعت للتحليل والتصنيف وفق ما يلي: المحتوى التاريخي ذو البعد الديني، والمحتوى المرتبط بالثقافة والتراث الشعبي، والمحتوى التربوي والتعليمي، بالإضافة إلى المحتوى الإخباري الذي يغلب عليه الطابع الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي؛ ولأن هذا المضمون يركز فقط على الجانب الخبري بشكل سريع ومقتضب ولا يتضمن أي بُعد أيديولوجي لم يُدرج ضمن التقرير (الشكل 1)[10].
إيران والتحريف التاريخي؛ مساعٍ لتجذير الحضارة الفارسية:
يُعد التاريخ جزءاً لا يتجزأ من هوية المجتمعات بصفته ميراث الأمم ومصدر تأثير مباشر في سلوكياتها؛ فمن خلال الوعي التاريخي تكتمل الثقافة الوطنية، ويحدث التكامل بين الماضي والحاضر والمستقبل، وحيث إن التاريخ بجميع مكوناته من أحداث، وشخصيات، ومعتقدات، وآثار، جزءٌ أصيلٌ من مكونات الهوية الوطنية، وله دور في بنائها ورفع مستوى الولاء وما يرتبط معه من معاني “الفخر والبذل والتضحية والاعتزاز والانتماء للأرض”[11]؛ فإن أي تحوير أو تغيير من شأنه أن يؤثر في شخصية المجتمع وكيانه وتكوين جيل متشبع بالحضارة الدخيلة وثقافتها[12].
أظهرت نتائج الرصد (الرسم البياني رقم 1) أن الصفحات ركزت بنسبة كبيرة على المنشورات التي تظهر الجانب التاريخي والديني بمعدل /70/ منشوراً، وتضمنت صوراً ونصوصاً تركز على المعالم الأثرية والتاريخية والدينية، كالقصور والحسينيات والمراقد، وعملت على تقديم هذه المعالم بأجمل صورها عبر إظهار الفخامة والبعد الحضاري والديني واللمسة الفارسية، مع إرفاق بعض الأدعية أو النصوص “الشيعية” الترويجية لهذا المعالم[13].
كما كان هناك تركيز على الجانب التاريخي غير المادي /25/ منشوراً، من خلال سرد قصص وحكايات وإنجازات لشخصيات تاريخية وثقافية ودينية، ومنها قصص لـ “الخميني وخامنئي” اللذين يجسّدان الواجهة الدينية لإيران وهويتها؛ فالأول بوصفه القائد الروحي “للثورة الإيرانية 1979″، والثاني الذي يمثل حالة الاستمرار لرسالة الخميني الثقافية والدينية والسياسية، بالإضافة إلى قاسم سليماني مهندس العمليات الإيرانية في سوريا[14]، كما جرى إبراز الجوانب الثقافية والدينية لهذه الشخصيات من خلال الرحلات الحياتية لهم.
وأظهرت الصفحات في /10/ منشورات اهتماماً بالجانب المكتوب الذي يروج لإيران أيديولوجياً وثقافياً ودينياً وتاريخياً، من خلال الترويج لبعض الكتب الإيرانية والدعوة لاستعارتها واقتنائها، مثل كتاب “لم أكن خائفاً من شيء” الذي يروي يوميات “قاسم سليماني” منذ الصغر إلى مرحلة انخراطه في القتال خدمة للمشروع الإيراني”[15]، وكتاب “سلام على إبراهيم” الذي يروي مذكرات “إبراهيم هادي”، وهو شخصية سياسية دينية عُرفت بدفاعها عن المشروع الإيراني وفكرة “تصدير الثورة”.
وبالنظر إلى ما تم استعراضه يُظهر أن هناك تركيزاً واضحاً في المعرّفات المرصودة على إبراز الحضارة الفارسية المرتبطة بالهوية الشيعية، والتأثير في فهم المتلقي الثقافي في محاولة لإعادة تشكيل الوعي الثقافي السوري، في وقت تشهد فيه الهوية الوطنية والثقافية انقسامات وتصادمات[16].
يبدو أن هنالك سعياً إيرانياً من أجل نجاح غزوها الثقافي، والتأثير في البنية الاجتماعية والثقافية السورية وتفكيكها[17]، وبما أن التاريخ بأحداثه وشخصياته ورموزه يشكل جزءاً أصيلاً من الهوية الوطنية السورية فإن أي تلاعب إيراني به قد يؤدي إلى تشويه الوعي التاريخي للأجيال المستهدفة، واعتناقهم رؤية ملونة ومغلوطة عن تاريخهم الوطني الحقيقي، تقوم على قصص وشخصيات كان لها دور مباشر في تدمير سوريا والتلاعب ببنيتها الثقافية والاجتماعي، وقاسم سليماني ومن خلفه خامنئي مثال على ذلك.
التراث الشعبي الإيراني؛ وسيلة لهدم الموروث الوطني:
يمثل التراث الشعبي في معناه العام: كل ما يُنقل من جيل إلى آخر، ويشكل الإطار التاريخي للشعوب، وعلى الرغم من أن مصطلح “التراث” لا اتفاق على تفسيره شأنه شأن معظم المصطلحات في العلوم الاجتماعية إلا أن هناك شبه توافق على أنه يضم العناصر المادية وغير المادية [18]، كـ “الأفكار، والقيم، والمعتقدات، والفن، والأطعمة والحرف، وغيرها”[19]، وعُرفت الثقافة في العلاقات الدولية على أنها: قدرة الفاعل على فرض نفسه نموذجاً يُحتذى به سياسياً واجتماعياً وتعليمياً، وقد يكون ذلك على شكل (دولة – منظمة – جماعة) تحاول التأثير في فاعل آخر (دولة – جماعة – فرد)، من أجل حمله على تبنّي وجهة نظر معينة وتحقيق مراميه دون الشعور بالطابع الإجباري[20].
من هذا المنطلق وجد الجانب التراثي نصيبه من الرسالة والمضمون الذي تسعى إيران لاستهداف السوريين به؛ فقد أتى في المرتبة الأولى المضمون المرتبط الأطعمة والمأكولات الإيرانية بواقع /18/ منشوراً، إذ تُعد الأطعمة التقليدية والشعبية شكلاً من أشكال الثقافة الوطنية للدول والشعوب، فضلاً عن أنها جزءٌ من “القوة الناعمة” ضمن ما يُسمى اصطلاحاً “دبلوماسية المائدة” أو “الدبلوماسية الغذائية” التي يمكن من خلالها تعزيز التواصل مع المجتمعات الأخرى أو التأثير فيها[21].
جاءت المضامين المرتبطة بـ “المهن والحرف التقليدية” في المرتبة الثانية التي تشتهر بها إيران، وتشكل جزءاً من هويتها الثقافية وتراثها المادي بواقع /11/ منشوراً.
ويبدو أن إيران تسعى للترويج للمأكولات والحرف الخاصة بهدف التأثير غير المباشر في المجتمع السوري لتحقيق الهيمنة وكسب الشرعية باعتبار أن التراث الثقافي بشقيه المادي وغير المادي يشكل مخزون الدولة/الأمة الروحي والثقافي والفكري، والتلاعب فيه يؤدي إلى زعزعة الهوية الوطنية[22].
كما لم تغفل الصفحات الجانب الفني /5/ منشورات، وركزت على الترويج للأفلام والمسلسلات الإيرانية المدبلجة في دمشق وباللهجة السورية، ودعت إلى مشاهدتها، سواءٌ عبر الحضور الفيزيائي في المستشارية الثقافية الإيرانية بدمشق، أو من خلال متابعتهم على قناة “آي فيلم” الإيرانية التي افتتحتها طهران في دمشق لتكون بوابتها الدرامية في سوريا والعالم العربي[23]، وتركز على الأفلام التي تحكي قصص القادة والشخصيات الإيرانية البارزة، وتروي حياة المستشارين الإيرانيين في سوريا و”بطولاتهم”، كما في فيلمي “رحلة الشام” و”حبيب”، إلى جانب عرضها أعمالاً حول الحياة الاجتماعية في إيران.
ورغم أن الدراما الإيرانية إلى اليوم لم تلقَ اهتماماً عربياً أو سورياً ولم تنتشر مقارنة بالدراما التركية والمصرية والسورية، إلا أن ذلك لا ينفي عنها صفة التأثير؛ إذ تُعد وسيلة فعّالة في تعزيز النفوذ ونقل القيم والتراث[24].
من خلال المعطيات الحالية يبدو أن إيران أدركت أهمية الجانب الثقافي وقدرته على التأثير في الشعوب، لاسيما وأن الثقافة تُعد من أهم أدوات القوة الناعمة والمصدر الأساس من مصادر القوة للتأثير في (الأفراد – الكيانات – الجماعات – الشعوب – الدول)[25].
محتوى تربوي – تعليمي؛ أدوات لتعزيز حالة الولاء لإيران:
تسعى طهران من خلال الميدان التعليمي والتربوي إلى تحطيم ثقافات الدول، وخلخلة بنائها الاجتماعي، وإنشاء مبادئ ومفاهيم متمايزة لدى الأفراد والجماعات التي تستهدفها، كما هو حال نشاطها في سوريا في المجال التعليمي الذي أصبح واحداً من الأسلحة الرئيسة لنشر مشروعها من خلال نشر اللغة الفارسية، واختراق الجامعات واستقطاب كوادرها، وافتتاح جامعات إيرانية، والسيطرة على المدارس وغيرها[26].
أظهرت نتائج الرصد (الرسم البياني رقم 3) اهتماماً بالجانب التربوي والتعليمي، ويمكن تقسيم هذا الاهتمام في أربعة جوانب: دعم تعلم اللغة الفارسية، وإعداد تدريبات ودورات للأطفال، وتنظيم حفلات وفعاليات للطلاب والمعلمين، وتنظيم ندوات ثقافية ودينية.
حلّت بالدرجة الأولى المنشورات التي تروّج للدورات والتدريبات التي تنظمها المستشارية الثقافية الإيرانية في سوريا، أو يقيمها مجمع الإمام الخميني أو المعاهد التابعة له ومنها معهد زيتون، وبلغت /23/ منشوراً، وتنوعت المنشورات بين التي تدعو الأهالي لتسجيل أبنائهم في الدورات والأنشطة الصيفية أو الترفيهية، والتي تستعرض شكل التدريس وتُظهر الأطفال وهم يجلسون ضمن قاعات نموذجية ويقوم بتدريسهم معلمون إيرانيون وعراقيون وسوريون، وبعضهم معمّمون (من أصحاب المذهب الشيعي)؛ ويبدو أن الهدف من هذه الجهود إيجاد انطباع إيجابي لدى الطلاب ولدى المتابعين، وإيهامهم أن إيران تتمتع برؤى ومشاريع متقدمة، على خلاف مؤسساتهم “الوطنية” التي تعاني بالأصل من انهيار وإهمال غير مسبوق[27].
حلّت في المرتبة الثانية المنشورات التي تدعو لحضور ندوات تربوية ذات بُعد ديني ينظمها معمّمون شيعة، وتركز بشكل أساسي على المسائل التربوية، مثل: العلاقة التي تحكم الزوج بزوجته، وكيفية تكوين الأسرة وتربية الأبناء، والتواصل مع الناس، من خلال الاعتماد على كتب ومراجع ذات منشأ إيراني وتنطلق من الفهم الشيعي الإيراني للتربية والأخلاق، وبلغت عدد المنشورات /20/ منشوراً.
كان الاهتمام باللغة الفارسية من ضمن النقاط التي ركّزت عليها المعرّفات المرصودة في /18/ منشوراً، سواءٌ من خلال الترويج لها أو الدعوة للانخراط ضمن دورات تعليمية لإتقانها، وبما أن اللغة تُعد أحد أركان الهوية الوطنية والانتماء الثقافي فإن دعم تعلمها ونشرها في منطقة وتعزيز استخدامها لدرجة أن تصبح مألوفة على المدى المتوسط والبعيد هو مما يمنح إيران القدرة على إحداث تأثير إيجابي في تصورات الناس تجاهها، وتعزيز حالة الولاء لها، لاسيما إن ترافقت مع مغريات للطلبة والعوائل المسجلين لتعلمها[28].
بالنسبة إلى الفعاليات والحفلات التي تنظّمها المستشارية أو مجمع الإمام الخميني فهي تستهدف بالدرجة الأولى الأطفال واليافعين، إضافة إلى الكادر التدريسي، وتأتي في سياق “المكافأة” على تجاوزهم مراحل تعليمية معينة أو انتهائهم من نشاط صيفي، لذلك وضعناها ضمن هذا التصنيف المتعلق بالرسائل التعليمية والتربوية، وقد بلغت عدد المنشورات التي تروج لذلك /12/ منشوراً، وكان بعضها عبارة عن دعوات عامة لحضور الفعاليات، وأخرى تصور ما يجري فيها من احتفالات وإظهار الأطفال يلعبون ضمن أماكن تُعد نموذجية، مع إظهار صور بعض الشخصيات الإيرانية ولحظة التكريم لنساء ورجال معممين؛ ويبدو أن إيران ترى في هذه الأنشطة وسيلة إضافية للترويج لمشروعها وتحسين صورتها.
خاتمة:
أصبح الإعلام الجديد ذراع إيران لفرض نموذجها الفكري وتحقيق الهيمنة في الدول التي تتمدد داخلها من خلال الخطاب الإعلامي الموجّه، وخصصت له صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي تتناول مواضيع ثقافية ودينية وتعليمية، هدفها تكريس عناوينها المذهبية “ثقافة ولي الفقيه” وإضعاف الهوية الوطنية السورية الأصيلة، بالإضافة إلى تحقيق القَبول مستقبلاً لدى جيل تربّى وترعرع على رؤية المعممين والاختلاط بهم وتشبّع من ثقافتهم ومعارفهم وفنونهم وعاداتهم ولغتهم، بما يمهّد لأن يصبح تابعاً لقيم وثقافة مستوردة مفروضة، وهذا ما تريده إيران في سوريا[29]؛ فنجاح إيران في إبراز وجودها الثقافي في سوريا يسهّل عليها تحقيق أهدافها الخارجية، إذ إن التأثير الثقافي يوجد نوعاً من الولاء الممتد[30].
وقد أظهر التقرير أن التوجهات الإعلامية الإيرانية (الرسم البياني رقم 4) تهدف إلى تعزيز نفوذها الثقافي والديني في المجتمع السوري، وذلك من خلال رسائل هي:
- رسائل تراثية دينية وثقافية هدفها تعزيز الثقافة ببعديها القومي (الفارسية) والأيديولوجي (الفكر الشيعي) في سوريا، عبر التركيز على المعالم الدينية والتاريخية والسياحية والحرف والأطعمة، وبناء تصور إيجابي حول الثقافة الإيرانية، وترسيخ ذلك في الوعي الثقافي لدى السوريين، ثم التأثير في المنظومة القيمية التي تسهم في تعزيز الولاء والدعم الشعبي لإيران في سوريا.
- رسائل تعليمية وتربوية من خلال الاهتمام بالأطفال والشباب وتنظيم دورات تعليمية وأنشطة صيفية لهم؛ مما يعكس استراتيجية الاستقطاب والتأثير في الأجيال الصاعدة لتعزيز الولاء والدعم للمشروع الإيراني، وزيادة القبول لها في المجتمع السوري.
ولذلك مجموعة من المخاطر؛ منها ما يستهدف الهوية اللغوية كمزاحمة اللغة العربية عبر فرض الفارسية، وأخرى تتعلق بالتنشئة الاجتماعية والتاريخ من خلال سلخ هوية الأطفال نحو هوية مغلقة تنتمي لمذهب “إيران الطائفي”، وتبخيس هوية المجتمع السوري، وإن لم يكن بشكل ظاهري ومباشر[31].
وأمام هذه المخاطر لابد من القيام بسلسلة خطوات لمواجهة المدّ الإيراني، وذلك من خلال:
- تعزيز تواصل القوى السياسية بكافة أشكالها – سواءٌ كانت رسمية أو غير رسمية – مع الجهات الدولية والعربية لتوضيح خطورة المشروع الإيراني في سوريا، وتأثيره السلبي في النسيج المجتمعي السوري، والانعكاسات المستقبلية على المنطقة العربية بأسرها.
- إصدار تقارير دورية بالتعاون مع مراكز الأبحاث والسياسات حول التوجهات الإيرانية في سوريا، والتوافق على الإجراءات والأدوات اللازمة لمواجهتها بشكل فعّال، وتأكيد أن عودة نظام الأسد إلى عضوية الجامعة العربية لا ينبغي أن تُعد وسيلة لإضعاف للنفوذ الإيراني في سوريا؛ بل على العكس من الممكن أن تؤدي عودته إلى تعزيز موقف إيران على الصعيد العربي والدولي.
- إيجاد إطار شامل يجمع جميع القوى السورية والكيانات والمنظمات السياسية والمدنية والمؤسسات الاعتبارية لوضع ميثاق أو منهجية تعمل على وضع آليات فعّالة لمواجهة المشروع الإيراني على المستويات الثقافية، والتعليمية، والتربوية، والدينية.
- تشجيع تضمين مواضيع التوعية بخطورة المشروع الإيراني في سوريا ضمن المناهج الدراسية السورية، على الأقل في المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد، وما يناسب طرحه من خلال منتجات تعليمية ذات صلة في تجمعات الشتات.
الملحق: يتضمن قائمة بالمعرّفات التي تم رصدها وفترة الرصد
اسم الصفحة | الفئة | فترة الرصد |
المستشارية الثقافية الإيرانية – سورية | ثقافية – دينية | طيلة شهر أيار من عام 2023 |
المركز الثقافي الإيراني سورية | ثقافية – دينية | طيلة شهر أيار من عام 2023 |
مجمع الإمام الخميني / قسم التدريب | تعليمية تدريبية ثقافية | في الفترة الممتدة من 1 كانون الثاني حتى 30 أيار 2023 |
نادي زيتون في مجمع الإمام الخميني | تعليمية تدريبية ثقافية | في الفترة الممتدة من 1 كانون الثاني حتى 30 أيار 2023 |
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة