تقرير مجريات ندوة الكشاف : “المداولات الدولية لتخطي “عقدة بشار الأسد” ومخاطر غياب مشروع التحول الوطني “
شكلت “عقدة بشار الأسد” أحد أهم العقبات المطروحة أمام الدول للتوصل إلى حل سياسي في سوريا، ظهر ذلك مع بدايات الحديث عن الحل السياسي وصدور بيان جنيف1 لعام 2012، فما إن انفض الاجتماع حتى اختلفت الدول الموقعة على البيان في تفسيره، بين من يرى أن البيان لم يتطرق لمصير الأسد، وبين من يرى أن تطبيقه يعني رحيله وعدم وجود أي دور له في مستقبل سوريا.
نظراً لما يشكله موضوع “مصير الأسد” من تعبير عن واقع أكثر تعقيداً يرتبط بمركزية الدولة ونظم الإدارة والحكم، ويثير الأبعاد الجيوسياسية والدبلوماسية والعسكرية المتعلقة بالمآل الذي ستؤول له الدولة السورية المستقبلية، ويبرز المحاور الجغرافية والمجتمعية التي يسعى النظام إلى ربطها به، عقد مركز الحوار السوري بالتعاون مع المرصد الاستراتيجي ندوة حوارية بعنوان: “عقدة بشار الأسد”: التطورات الراهنة وأثرها في زيادة فرص انهيار النظام”، وذلك في استنبول يوم الاثنين 15 ذي القعدة 1438ه، والموافق لـ 7 آب – أغسطس 2017م.
يبين هذا التقرير الطريقة التي سارت بها الندوة، شارحاً أبرز المواضيع والأفكار التي طرحت فيها، سواء من قبل الخبير الاستراتيجي الذي عرض ورقة تقدير الموقف المتعلقة بالموضوع ذاته، أو من قبل المشاركين عبر المداخلات التي قدموها.
يتضمن التقرير ثلاثة محاور. يعرض المحور الأول ورقة تقدير الموقف التي قدمها الخبير الاستراتيجي. حيث تحدث في بدايتها عن الأبعاد الجيوسياسية لمعادلة الحكم في دمشق، ثم استعرض الجهود الدولية لإعادة تأهيل النظام، والتي قامت على أمرين اثنين: الأول: تراخي المواقف الدولية إزاء مسألة رحيل الأسد. والثاني: القيام بمحاولات لإعادة تأهيل نظامه. ليؤكد بعد ذلك، فشل تلك المحاولات بسبب تآكل النظام وتلاشي سلطته في مختلف المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية. ثم ليختم الورقة بتقديم مقترح استراتيجية وطنية تنقل مصير بشار الأسد من طاولة المفاوضات إلى خطة مبادرة ميدانية، تتضمن سلسلة من الإجراءات والأدوات.
يلخص المحور الثاني من التقرير المداخلات التي قدمها المشاركون، والتي جاءت تحت ثلاثة عناوين رئيسة:
الأول: توصيف “معضلة بشار الأسد”، حيث ركز عدد من الحضور على هذه النقطة، فمنهم من اعتبر أن المعضلة متعلقة بوظيفته، ومنهم من أشار إلى بعدها الأمني والعسكري، ومنهم من عدّها جزءاً من سياق إقليمي ودولي.
الثاني: أسباب “معضلة بشار الأسد”، البعض ردها إلى قوى الثورة ذاتها التي قصرت ولم تستطع إيجاد البديل المناسب للنظام، والبعض أشار إلى السياسات الإقليمية والدولية، كأسباب خارجية ساهمت في تعقيد حل هذه المعضلة.
الثالث: معالجة “معضلة بشار الأسد”، فصّل المشاركون في هذا الموضوع، سواء على صعيد اقتراح أدوات ووسائل عامة للتعامل مع المعضلة، أو اقتراح أدوات ووسائل خاصة لمعالجتها أو التعامل معها.
جاء المحور الثالث والأخير ليجمل تعليقات الخبير الاستراتيجي على المداخلات، والتي جاءت بالترتيب ذاته لعناوين المداخلات آنفة الذكر.
للاطلاع على أوراق الندوة:
المداولات الدولية لتخطي “عقدة بشار الأسد” ومخاطر غياب مشروع التحول الوطني
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة