
حول الاحتفاء باليوم العالمي للعمل الإنساني ودور السوريين في المشاركة بالمبادرات الإنسانية المتنوعة
خلال استضافتها على موقع “تلفزيون سوريا” للحديث عن الاحتفاء بـ “اليوم العالمي للعمل الإنساني” الذي يصدف في 19 آب من كل عام، قالت الباحثة في مركز الحوار السوري: أ. كندة حواصلي إن المناسبات العالمية للاحتفاء بفكرة معيّنة خلال يوم في العام هي محاولة لزيادة التحشيد وإعادة لفت الانتباه إليها.
وأضافت حواصلي: “لا أعتقد أن السوريين يحتاجون إلى يوم يُذكّرهم بالعطاء، لأنه موجود في عمق ثقافتهم العربية والإسلامية، فالعمل الإنساني مغروس في ذوات السوريين”.
وقسّمت الباحثة التحديات التي تواجه العمل الإنساني إلى نوعين: عمل فردي غير مُنظَّم يقوم به أشخاص بشكل شخصي، وعمل جماعي تنظمه فرق لها هيكلية وقيادة واضحة، مشيرة إلى أن هذه الفرق توفر للمتطوعين لوجستيات وتعمل على تنسيق الأعمال مع فرق أخرى كي لا يحدث تضارب بينها (مثل أن يشجّر فريقان المنطقة نفسها في الوقت ذاته).
وتابعت حواصلي أن التحديات تتمثل أولاً في تحويل العمل التطوعي إلى شكلٍ مؤسساتي، لأن العمل المنظّم يرتقي بالجهد التطوعي ويمنحه استدامة، كما أن الجهات المانحة تكون أكثر ثقة واستعداداً لدعم فريق منظّم مقارنةً بدعم الأفراد. وثانياً: توافر أدبيات ومبادئ العمل الإنساني للعاملين والفرق، مثل الحفاظ على كرامة المستفيد، وعدم إلحاق الضرر به، والجاهزية للمحاسبة وتحمّل المسؤولية.
واعتبرت حواصلي أن المبادرات المتنوعة في مجالات الإطفاء، والحملات الطبية، والنظافة التي شهدتها سوريا مؤخراً، دليل على حيوية المجتمع وتماسكه، وعلى تعاظم شعور الأفراد بقيم المواطنة والانتماء.
وأضافت: “أعتقد أن مبادرات دعم سكان المخيمات والأطفال المتسربين من المدارس يجب أن تكون في مقدمة الأولويات”، مشيرة إلى أن المبادرات غير المرصودة بالكاميرات هي “الأكثر أثراً”، لأن أصحابها لا يسعون وراء الشهرة، مشددة على أهمية البحث في نتائجها وعدم الانجرار خلف ثقافة “الترند”.
وأشادت حواصلي بالمبادرات التي استهدفت المناطق المدمرة، معتبرة أن أعظمها “مبادرة نزع الألغام” لما تنطوي عليه من خطورة على حياة المتطوعين، ما يستدعي تكريمهم وتزويدهم بالمعدات والتدريبات اللازمة.
للمزيد:
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة