المشاركات الإعلامية

المعابر الإنسانية في سوريا ومشكلة توظيفها كأدوات في الصراع

خلال مشاركته في ندوة افتراضية بمركز “أورسام” للدراسات، للحديث عن قضية المعابر الإنسانية وتوصيل المساعدات إلى شمال غربي سوريا عبر الحدود، رجح الباحث في مركز الحوار السوري: د. محمد سالم ألا تستخدم روسيا الفيتو أمام تمديد العمل بآلية توصيل المساعدات عبر معبر باب الهوى.

وقال سالم إن الأمر لو تُرِك لنظام الأسد لما وافق على الآلية نفسها منذ العام 2014، مشيراً إلى أن روسيا هي من تفاوض في هذا الملف تحديداً، ورأى أن هذا القرار تم فيما يبدو كجزءٍ من صفقة تسليم السلاح الكيماوي، وذلك بعد ضربة الكيماوي التي شنها نظام الأسد ضد الغوطة عام 2013.

ولفت الباحث إلى أن روسيا عملت على إغلاق المعابر أمام الأمم المتحدة بالتوازي مع التقدم العسكري على الأرض لقوات النظام، وذلك بذريعة أن المعابر أمر “سيادي”، ولكن مع ذلك فالروس يريدون مكاسب من ضمنها: فتح معابر داخلية بين مناطق النظام ومناطق المعارضة شمالي سوريا، لأنهم يريدون رئة اقتصادية يتنفس منها نظام الأسد.

واعتقد سالم أن يتم التوافق على تمديد العمل بمعبر باب الهوى لأن الروس أيضاً غير مستعدين للمغامرة لكون أغلب من يدفع من المانحين هي الولايات المتحدة والغرب، وبالنتيجة فإن المانحين قد يخففون توجيه الأموال لمؤسسات الأمم المتحدة ويعيدون إرسالها للمنظمات التابعة لهم.

ونوه الباحث أن فتح المعابر الداخلية مطلبٌ روسيٌ من تركيا لأن النظام من خلاله يتنفس اقتصادياً، سواء بأخذ بضائع من مناطق الشمال المنفتحة على تركيا، أو تصدير بعض منتجاته، أو موضوع ضخ الليرة السورية والاستفادة من فروقات العملة، كما إن فتح هذه المعابر يُعتبر اختراقاً أمنياً يستفيد منه النظام، كما نوّه بأنّ توصيل المساعدات عبر خطوط النزاع أمر يستفيد منه النظام كثيراً ولن يصل من تلك المساعدات سوى الفتات.

وتابع سالم بأنه حتى لو تم التمديد فالإشكال لا يزال كبيراً، لأن الاحتياجات في شمال غربي سوريا زادت بنسبة قرابة 20 %، خاصة في ظل تجدد القصف والتوتر والنزوح، مشيراً إلى أن التصعيد في إدلب يتجدد وهو جزء من الرسائل الروسية في هذا الموضوع.

وحول ذريعة محاربة الروس لـ “هيئة تحرير الشام-هتش”، قال سالم إن هذه الذريعة تستخدمها روسيا كلما أرادت التحرك بالهجوم ضد إدلب، مُذَكّراً بأنّ روسيا ادّعت منذ تدخلها العسكري المباشر عام 2015 أنها تحارب “الجماعات المتطرفة”، في حين أنها ركزت في القصف على الجيش الحر وليس على تلك الجماعات آنذاك، ورأى سالم أن من الضروري نزع هذه الذريعة من موسكو.

ولفت الباحث إلى أنه وفي حال استخدام الفيتو ضد تمديد المساعدات فإن ذلك لن يكون له تأثير على سير العلاقات التركية الروسية، أو الروسية الأمريكية، لأن الملف السوري جزءٌ بسيط من العوامل المؤثرة على العلاقات بين تلك الدول.

للمزيد:
https://www.facebook.com/159421377454757/videos/1013132529490809

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى