الورقة التحليلية “التغلغل الثقافي الإيراني في سوريا (2): الأدوات التعليمية والاجتماعية”
يحمل المشروع الإيراني -ونظراً لطابعه الأيديولوجي- ثقافة معينة يسعى لنشرها في البلدان المستهدفة -وعلى رأسها سوريا- عبر مزيج من الأدوات الصلبة والناعمة. بحثنا في الإصدار الأول من هذه السلسلة أدوات إيران الدينية لتحقيق تغلغلها الثقافي في سوريا. وسنتابع في هذا الإصدار الحديث عن الأدوات التربوية والتعليمية والمجتمعية- المدنية.
تمثل شريحتي الأطفال والشباب أساس أي مجتمع وحاضره ومستقبله، ولذلك فلا غرابة أن نجد تركيزاً إيرانياً على استهدافها، وإيجاد وسائل متعددة لاختراق منظومتها الثقافية، لتأثير ذلك المباشر ليس على هذه الشرائح فحسب، بل على المجتمع السوري كاملاً. من هنا كان الاهتمام الإيراني بالأدوات التعليمية والتربوية. بالمقابل كان التركيز الإيراني على الوسائل المجتمعية والمدنية، بهدف التأثير على جانب من أصحاب التأثير المجتمعي في سوريا من جهة، وتوظيف المجتمع المدني بأساليبه وأدواته المتعددة من جهة أخرى. وبذلك تكون إيران قد زاوجت بين الأدوات ذات التأثير طويل الأمد وقصيره.
سيجيب هذا الإصدار على السؤالين التاليين:
– ما هي أبرز الأدوات التعليمية والتربوية التي تستخدمها إيران لنشر مشروعها الثقافي في سوريا؟
– كذلك، ما هي أبرز الأدوات الاجتماعية والمدنية المستخدمة في هذا المجال؟
تبرز أهمية هذا الإصدار في أنه يركز على الأدوات التي تحقق الانتشار الأفقي لهذا المشروع عبر بثه لدى مختلف شرائح المجتمع، أبرزها: الشباب والأطفال وبعض أصحاب التأثير. فإذا كان منبع خطورة الأدوات الدينية من أنها تستهدف الجانب العقدي والأيديولوجي لدى السوريين، فإن خطورة الأدوات التعليمية والتربوية تتجلى في استهدافها لشريحتي الأطفال والشباب بما يمثلون من مستقبل الوطن الممتد، وخطورة الأدوات الاجتماعية والمدنية في توظيفها لخلخلة البنية المجتمعية السورية، بدلاً من أن تكون -كما هو دورها المفترض- أدوات لتعزيز المجتمع المدني السوري.
للتحميل:
الورقة التحليلية “التغلغل الثقافي الإيراني في سوريا (2): الأدوات التعليمية والاجتماعية”