التقرير الإعلامي للندوة الحوارية: “جهود النظام وحلفاءه لإحداث التغيير الديموغرافي في المجتمع السوري وسبل مواجهتها”
مع توالي عمليات التهجير القسري التي قام بها النظام وحلفاؤه من غالبية المناطق التي كانت تسيطر عليها قوى الثورة والمعارضة، ازداد الحديث عن نية النظام إحداث تغيير ديمغرافي في تلك المناطق من خلال استبدال سكانها الأصليين الذين هُجّروا بسكان آخرين يكون ولاؤهم للنظام. ترافق ذلك مع وجود مؤشرات فعلية على الأرض تظهر نوايا النظام بدأها من خلال القانون رقم /10/، وما أشيع عن تجنيس المرتزقة الذين استجلبهم النظام وحليفته إيران من دول متعددة كالعراق وباكستان وأفغانستان، إضافة إلى ما يذكر عن جهود حثيثة يبذلها النظام وإيران على المستوى الاجتماعي والثقافي والتعليمي لإيجاد فئات تكون قريبة من النظام فكرياً وأيديولوجياً.
إذا كان القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني لم يعدا “محاولة تغيير أفكار الناس” من خلال ظروف استثنائية -يحتاجون فيها بالأصل لتعزيز منظومة قيمهم – جريمة مستقلة، فإن اقتران الأمر بإخلاء السكان وإجبارهم على ترك منازلهم “التهجير القسري”، تمهيداً لاستبدالهم بسكان جدد، كما هو الوضع في سوريا، يعد “جريمة حرب” وفق الأعراف والقوانين الدولية.
من أجل تسليط الضوء على جهود النظام المترافقة بأعمال ثقافية وفكرية لإحداث التغيير الديمغرافي داخل المجتمع السوري، ومحاولة استشراف مألات هذه الجهود وفرص فشلها ونجاحها، وتحديد الوسائل والخطوات السياسية والقانونية والإعلامية التي يمكن من خلالها مجابهة هذه الجريمة، أقام مركز الحوار السوري ندوة حوارية بعنوان: “جهود النظام وحلفاءه لإحداث التغيير الديموغرافي في المجتمع السوري وسبل مواجهتها” وذلك في مدينة إسطنبول يوم الخميس 5 ذو الحجة 1439 هـ الموافق لـ 16 أغسطس 2018م.
حضر الندوة عدد من السياسيين والحقوقيين والعاملين في قوى الثورة والمعارضة بالإضافة لمشاركة بعض الباحثين، وكان متحدثا الندوة الرئيسيين الدكتور عبد الرحمن الحاج الأستاذ الجامعي والباحث المتخصص، والدكتور حسام السعد أستاذ علم الاجتماع في جامعتي دمشق وحلب سابقا ومدير وحدة الأبحاث الاجتماعية في مركز حرمون للدراسات المعاصرة حاليا ، حيث تناول الضيفان الموضوع من جانب واقع التغيير الديموغرافي في المجتمع السوري على المستوى السياسي والاجتماعي والثقافي ومن ثم مآلات جهود النظام وحلفاءه في إحداث التغيير الديموغرافي داخل المجتمع السوري، وفي الختام تم نقاش وسائل مواجهة التغيير الديموغرافي داخل المجتمع السوري على المستويات السياسية والقانونية والإعلامية.
لمشاهدة تغطية الندوة:
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة