التقرير الإعلامي للندوة الحوارية “جهود الـمُنَاصَرة السورية، وآليات التطوير”
مع تطوّر مفهوم الحشد والمناصرة عند السوريين بعد اندلاع الثورة عام 2011؛ تم استخدام بعض أدوات الحشد والمناصرة من قبل الناشطين السوريين كالتظاهر والظهور الإعلامي، ولكن دون استراتيجية واضحة. وفي وقتٍ لاحق تطور هذا المفهوم وأدواته وتمكن العديد من الناشطين والمنظمات من تنظيم عدد من الحملات توجَّه بعضها إلى الساحة الغربية، ونجحت في لفت الانتباه إلى بعض القضايا الإنسانية والسياسية، وفي التأثير – إلى حدّ ما – في الجهات الدولية المعنية بالقضية السورية.
وفي محاولة لتتبع جهود الحشد والمناصرة التي قامت بها الأطراف السورية أفراد ومنظمات؛ عملت الورقة الصادرة عن مركز الحوار السوري بعنوان: “جهود الحشد والـمُنَاصَرة السورية في الساحة الدولية.. واقع متشابك، وغياب للاستراتيجيات” على دراسة مجموعة من حملات الحشد والمناصرة التي شاركت فيها شرائح واسعة من السوريين وحاولت معها التأثير على بعض صُناع القرار في الساحة الدولية، بهدف معرفة نقاط القوة التي حققتها هذه الحملات، ونقاط الضعف التي عانت منها، والعمل على تداركها وتعزيز آثارها ومردودها، كما قدمت الورقة في ختامها مجموعة من التوصيات التي من شأنها ترشيد الجهود المبذولة في هذا المجال لتحقق أكبر فائدة ممكنة.
وللمزيد من العمل على مفهوم الحشد والمناصرة ومناقشة أهمية هذه القضية؛ أقام مركز الحوار السوري يوم 11 شوال 1442 ه، والموافق لـ 23 أيار 2021 م، ندوة موجهة لمنظمات المجتمع المدني بعنوان “جهود الـمُنَاصَرة السورية، وآليات التطوير”. شارك في الندوة كمتحدثين كلٌ من الباحثة في مركز الحوار السوري: أ. كندة أحمد، والناشطة الحقوقية ورئيسة الرابطة الإسلامية في بريطانيا: أ. رغد التكريتي، والخبير في الدبلوماسية الإنسانية: أ. سعد البارود، وذلك بحضور مجموعة من الخبراء والمُطّلعين والمهتمّين بهذا الشأن.
وخلال الندوة تطرّق المتحدثون إلى أهمية الحشد والمناصرة في الثورة السورية، وضرورة أن يكون هناك نَفَس طويل في هذا الموضوع وعدم انقطاع، مع ضرورة التركيز على محاولة الوصول إلى جماعات الضغط والتأثير، والعمل على تشكيل لوبي ضاغط في أروقة صُنّاع القرار.
كما حظيت الندوة بمشاركة واسعة من الحضور، والذين طرحوا العديد من الآراء لتحقيق مفهوم الحشد والمناصرة، ومن ضمنها: أن يكون الخطاب متوازناً، وأن يصل إلى الساسة وليس إلى الشعوب فقط، وأيضًا ألا يقتصر على تحريك العواطف عبر مواقع التواصل، مع ضرورة أن تكون هناك رسالة واضحة لمشروع المناصرة.
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة