التقرير الإعلامي لمجموعة النقاش المركزة : “نحو تحويل مبادئ الثورة إلى قضية في أذهان السوريين”
يرى بعض المفكرين أن الثورات – وهي أحداث خاطفة – لن تغيّر وعي المجتمعات وترسخ الأفكار الجديدة، لأنها لحظات وعي مؤقت، وأن على قادة التغيير أو الفعل الثوري السعي للحفاظ على تلك الطبقة الهشّة من الأفكار الجديدة، والعمل على تعميقها وغرسها في الوعي الجماهيري لتتحول إلى أفكار راسخة عميقة، للوصول إلى جيل تكون أفكاره الراسخة مزيجاً بين الأفكار القديمة والجديدة، وبالتالي تكون قابليته للتغيير أسهل وأسرع.
ويواجه السوريون في هذا الخصوص الكثير من الانتقادات لكونهم لم يستطيعوا حتى الآن تحويل مبادئ الثورة السورية إلى قضية مغروسة بشكل عميق في أعماق شرائح متنوعة من المجتمع السوري، فهم حتى الآن لا يزالون مختلفين في توصيف الحالة التي يعيشونها، كما أنهم لم يحافظوا على حالة الحشد بين أنصار الثورة السورية ، وارتكبوا الكثير من الأخطاء في جانب التطبيق العملي والتي تعارضت بشكل واضح مع مبادئ الثورة التي كانوا ينادون بها.
وقد أصدر مركز الحوار السوري في إطار مقاربته البحثية لهذا الموضوع، دراسة بعنوان: “نحو تحويل مبادئ الثورة إلى قضية في أذهان السوريين- دروس مستفادة من التجرية الفلسطينية” ، حاول فيها دراسة بعض التجارب الناجحة واستخلاص الدروس التي من شأنها مساعدة السوريين على استثمار حالة التغيير المجتمعي وتحويلها إلى حالة وعي راسخ بين عموم السوريين على مختلف أطيافهم على المدى البعيد.
في سبيل بحث هذه الموضوع والتوسع فيه، أقام مركز الحوار السياسي مجموعة نقاش مركزة بعنوان ” نحو تحويل مبادئ الثورة إلى قضية في أذهان السوريين” وذلك يوم السبت 21 ربيع الأول 1442هـ ، الموافق لـ 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2020م ، بحضور عدد من الخبراء والباحثين والناشطين في الشأن السوري.
بدأت مجموعة النقاش باستعرض سريع للورقة البحثية ومخرجاتها، ومن ثم استعرض الدكتور حافظ الكرمي جانبا من التجربة الفلسطينية وما يمكن استلهامه منها، أعقب ذلك عرض للأستاذ أحمد أبا زيد استعرض فيه بعض الجوانب والتجارب الكامنة في الحالة السورية والتي يمكن البناء عليها في تعزيز مفهوم القضية في المجتمع السوري، ختاما بنقاش الحضور للأطروحات المختلفة والتركيز على الجوانب التطبيقية للمفهوم.
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة