الورقة البحثية ” تطوير فكرة التوظيف الإنساني للإنجازات العسكرية “
لقد استطاع الثوار على مدى السنوات الأربع الماضية من عمر الثورة تحقيق إنجازات عسكرية كثيرة كتحرير بعض المناطق ومحاصرة بعض المناطق “المحسوبة على النظام”، وقصف بعض المناطق الاستراتيجية المهمة الخاضعة له…إلخ. كانت غالبية الجهود محصورة في متابعة هذه الإنجازات وتعزيزها دون الالتفات إلى قضية توظيفها إنسانياً أو سياسياً لأسباب عدة لعل من أهمها: توقع الانهيار السريع للنظام، وعدم تعمق الأزمة الإنسانية داخل المناطق المحررة في بداية العمل المسلح، وضعف خبرة الثوار خصوصاً العسكريين منهم، في هذا المجال.
بعد طول أمد العمل العسكري للثورة، وازدياد المعاناة الإنسانية، اضطر الثوار إلى تكريس جزء من انتصاراتهم العسكرية للتخفيف من هذه المعاناة، لتظهر تباعاً العديد من الأعمال التي كان يقصد من ورائها تحقيق هذا الهدف.
وبالتالي فالمقصود بهذا المفهوم هو: تحويل الإنجازات العسكرية التي تحرزها فصائل الثورة إلى مكاسب إنسانية للثورة، كما هو الحال في صفقات تبادل المعتقلين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة …إلخ.
تبرز أهمية التوظيف الإنساني لهذه المنجزات في تخفيف المعاناة الإنسانية المتزايدة التي تتعرض لها المناطق المحررة، وبالتالي التفاف الحاضنة الشعبية حول الثوار، وفي التمهيد لتطوير هذا التوظيف لاحقاً باتجاه المجال السياسي، وفي منحه الثوار خبرة التفاوض.
تهدف هذه الورقة المختصرة إلى تركيز الضوء على التوظيف الإنساني للإنجازات العسكرية، بحيث تبين للفصائل الثورية الخيارات المثلى لتحقيق هذا الأمر، بالتركيز على الإيجابيات التي حققها الثوار في هذا المجال، وبيان السلبيات التي وقعوا فيها بغرض تجنبها.
تناول البحث ابتداء متطلبات التوظيف الإنساني للإنجازات العسكرية والتي تشكل أركان أية عملية تدخل في هذا المجال، ثم استعرضنا مظاهر هذا التوظيف في الثورة السورية، متبعين في دراستنا المنهج الوصفي التحليلي.
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة