الورقة التحليلية “استشراف مآلات التطورات السياسية والعسكرية والإنسانية شمال سوريا”
في أوائل شهر أيار / مايو من العام الحالي بدأت العمليات العسكرية البرية لقوات النظام السوري على ريف حماة بدعم جوي روسي، واستطاعت السيطرة على عدة مناطق أبرزها “كفرنبودة”، لتكتسب عقب ذلك زخماً جديداً بعد دخول القوات الخاصة الروسية وميلشيات “حزب الله” اللبناني على خط المعارك، الأمر الذي انعكس على أرض المعركة بالتقدم وفرض حصار على جيب يضم مورك وكفرزيتا واللطامنة وخان شيخون، لتتمكن قوات النظام والقوات الخاصة الروسية من السيطرة على الجيب المحاصر في منتصف شهر آب / أغسطس.
أرخت العمليات العسكرية بظلالها على الواقع الإنساني، ودفعت المزيد من سكان ريف حماة الشمالي والغربي، وريف إدلب الجنوبي والشرقي بالنزوح إلى الشريط الحدودي مع تركيا، ليرتفع عدد النازحين إلى ما يقارب مليون شخص، في ظل ضغط غير مسبوق على المنظمات الإنسانية المحلية التي حملت عبء التصدي للأزمة دون تدخل دولي يذكر.
وفي خضم هذه التطورات في محافظة إدلب، خطت الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا خطوةً أولى في اتفاق “المنطقة الآمنة”، حيث جرى تأسيس مركز تنسيق مشترك على الحدود السورية – التركية، الأمر الذي طرح أسئلة عديدة حول كيفية موازنة تركيا بين منطقتي إدلب وشرق الفرات، ومدى ارتباط الملفين ببعضهما البعض.
من أجل الوقوف على تداعيات العمليات العسكرية في إدلب على الصعيد العسكري والسياسي والإنساني، يأتي هذا التقرير والذي أعد بناء على أطروحات عدد من السياسيين والفاعلين في الفصائل العسكرية بالإضافة إلى عدد من العاملين في القطاع الإنساني.
يأتي التقرير في ثلاثة محاور رئيسة: الأول بيّنّ الواقع الإنساني من حيث استجابة المنظمات المحلية والدولية لموجة النزوح الكبيرة وأفق التعامل معها، في حين ألقى الثاني الضوء على الجانب العسكري موضحاً أسباب التراجع ودور الجيش الوطني في مساندة الجبهة الوطنية للتحرير، واختتم بالمحور الثالث الذي ركز على الوضع السياسي الذي تناول أسباب عدم تنفيذ “اتفاق سوتشي”، وحقيقة الموقف الأمريكي من الحملة العسكرية الروسية، والموقف المنوط بالفصائل والحاضنة الشعبية.
لتحميل الورقة التحليلية “استشراف مآلات التطورات السياسية والعسكرية والإنسانية شمال سوريا”
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة