الورقة التحليلية “الثقة السياسية أم الحاضنة الشعبية؟ محاولة لتفسير تراجع حاضنة الثورة”
كثيراً ما تُتهم قوى الثورة والمعارضة السياسية منها والعسكرية بأنها فشلت في كسب الحاضنة الشعبية من خلال تقديم الخدمات وتوفير الأمن، وتهيئة البيئة المناسبة لتحقيق المشاركة السياسية للسوريين في بناء تلك المؤسسات عبر الانتخابات مثلاً.
ولعل من المسلَّم به أن الحاضنة الشعبية للثورة اليوم تراجعت عما كانت عليه في بداية الثورة، فلن نقف حالياً على محاولة التحقق من ذلك؛ وإنما سنعدُّ ذلك فرضية ننطلق منها إلى محاولة تحليل الأسباب التي أدت إليها، تمهيداً لإيجاد أدوات وآليات لاستعادتها؛ لـِمَا في ذلك من إيجابيات جليّة على صعيد استمرار الثورة، وعدم هزيمتها بشكل كامل أمام نظام الأسد.
ثمة عوامل متعددة، منها: طول المدة، وضخامة الضربات التي تعرضت لها الحاضنة على مستوى الدمار والتشريد والتهجير واللجوء، والتراجع العسكري، إلى جانب سوء إدارة الملفات الأساسية المتعلقة بحياتها المعيشية كتقديم المساعدات الإنسانية، وحسن إدارة الملفات الأمنية، وإيجاد البيئة المناسبة لتقديم الخدمات لها بالحد الأدنى؛ كل ذلك ساهم في صعوبة حال الحاضنة، وشعورها السلبي تجاه أية مبادرة إيجابية قد تتقدم بها “مؤسسات” قوى الثورة والمعارضة السياسية والعسكرية.
تحاول الورقة الإجابة عن الأسئلة الآتية: ماذا يُقصد بالثقة السياسية؟ وهل يُشترط في إطار الثورات توفرها؟ وهل تُعد فكرة “الحاضنة الشعبية” التي تستخدم عادة في نطاق الثورات تطبيقاً خاصاً للثقة السياسية؟ وما هي أبرز النقاط الخلافية بين “الثقة السياسية” و”الحاضنة الشعبية”؟ وما هي الآثار المترتبة على هذه النقاط الخلافية؟ وما هي الأخطاء التي ساهمت في تراجع الحاضنة الشعبية لقوى الثورة والمعارضة؟
تبرز أهمية الورقة في أنها تسعى إلى الإضاءة على العلاقة بين الحاضنة الشعبية وقوى الثورة والمعارضة، بما يساهم في تخفيف الاحتقان بينهما، لاسيما وأن ثقة الحاضنة تراجعت في الآونة الأخيرة نتيجة أسباب متعددة. كما أن تحليل هذه الأسباب بإمكانه أن يساعد قوى الثورة والمعارضة على تلافي الأخطاء التي وقعت فيها، ويكرّس لديها فكرة التخصص، في الوقت نفسه الذي يُبيَّن فيه للحاضنة الشعبية الملفات التي بإمكان قوى الثورة والمعارضة إنجازها والعمل عليها خلال الثورة وحالة عدم الاستقرار.
قُسمت الورقة أربع فقرات؛ تناولت الأولى مفهومَي الثقة السياسية والحاضنة الشعبية، ثم بحثت الثانية الرضا الشعبي كقاسم مشترك بين المفهومَين، ليسلط الضوء في الثالثة على معايير قياس الرضا الشعبي، ثم لتختم الورقة بالحديث عن طبيعة المؤسسات في حالتَي الثقة السياسية والحاضنة الشعبية.
لتحميل الورقة التحليلية:
الورقة التحليلية “الثقة السياسية أم الحاضنة الشعبية؟ محاولة لتفسير تراجع حاضنة الثورة”
تعليق واحد