تسخين في شمال غربي سوريا وملامح لعمليات انتقام.. ماذا يجري؟
خلال استضافته على “تلفزيون سوريا” للحديث عن تسخين الجبهات مؤخراً بين فصائل المعارضة من جهة، وقوات نظام الأسد والمليشيات الإيرانية والطائرات الروسية من جهة ثانية في محاور شمال غربي سوريا؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. أحمد قربي، إن هناك عدة عوامل تدلل على أنه ليس من مصلحة تركيا أو روسيا التصعيد أو عدم التوافق فيما تم التوصل له باتفاق موسكو عام 2020 حول إدلب.
وأضاف قربي أن روسيا منشغلة اليوم بالحرب في أوكرانيا وتركز على هذه الجبهة ولا تريد إغضاب تركيا خاصة أن الأخيرة تتحدث عن منطقة آمنة لإعادة اللاجئين إليها وتشجيع الاستثمار، كما إن موسكو لا تريد دفع أنقرة نحو زيادة التنسيق مع أمريكا خاصة فيما يتعلق بالملف الأوكراني عبر إزعاجها أو القيام بعمليات عسكرية بإدلب، وفي ذات الوقت ليس من مصلحة تركيا أيضاً شن عمليات عسكرية حالياً تُفسد عليها خططها فيما يتعلق بعودة اللاجئين.
ورأى الباحث أن ما يجري من انتهاكات ومناوشات بين الطرفين في إدلب وفي منطقة “غصن الزيتون” لا تتجاوز قضية الانتهاكات المتكررة منذ الاتفاقات الهشة التي أُبرمت منذ 2020، مشيراً إلى عدم وجود وقف كامل لإطلاق النار أو توافقات نهائية بين الفواعل الدولية والمحلية، وبالتالي من الطبيعي أن تكون هناك انتهاكات عسكرية بين الفينة والأخرى، وفي بعض الأحيان يكون هناك ثمن كبير كما هو في العملية التي قامت بها الفصائل واستهدفت فيها حافلة المبيت الخاصة بعناصر نظام الأسد والمليشيات الإيرانية في ريف حلب.
وحول القصف الجوي الروسي على منطقة كفر جنة في عفرين؛ قال قربي إنه عبارة عن رسالة للطرف التركي بأن روسيا قادرة على استهداف المناطق التي تعتبرها تركيا آمنة، وبالتالي ليس الهدف منها فتح باب الصراع العسكري والاشتباكات من جديد بقدر ما هو محاولة تحذير لتركيا بأن الأمور قد تتجه إلى تصعيدٍ أكبر، مستبعداً حصول اشتباكاتٍ مباشرة على غرار ما حصل في بداية 2020 بين الفصائل وقوات نظام الأسد، رغم الحديث عن حشود المليشيات الإيرانية في محاور ريف حلب الغربي.
ولفت الباحث إلى أنه قد تكون هناك في الفترة القادمة بعض الانتهاكات ومحاولة من إيران لاستهداف المناطق المحررة ببعض الصواريخ المضادة للدروع أو القصف المدفعي.
إلى ذلك، قال قربي إن الرسائل الروسية عادة ما تأتي عند حصول توافقات تركية أمريكية، إذ كلما تحصل تلك التوافقات فيما يخص ملفات شرق وغرب الفرات تكون هناك رسائل روسية بزيادة التصعيد العسكري في الشمال الغربي من أجل تذكير تركيا بأن المتحكم الأساسي بهذه المنطقة هي روسيا، فضلاً عن أن الفترة القادمة ستشهد التصويت على تمديد قرار إدخال المساعدات الإنسانية، ولهذا تحاول روسيا تذكير المجتمع الدولي بأنها قادرة على الضغط عليهم في إدلب، وبالتالي قد يؤدي هذا الأمر إلى موجة لجوء جديدة وفتح جبهة جديدة مع الغرب، ما يعني أن هناك عدة عوامل تحاول روسيا من خلالها إرسال رسائل لعدة فواعل بما فيها تركيا والولايات المتحدة والدول الأوروبية.
ويرى الباحث أن العملية التي قامت بها بعض الفصائل فيما يتعلق باستهداف حافلة المبيت كانت بتوجيه تركي للرد على إيران ولجمها كي لا يتطور التصعيد أكثر من ذلك، مشيراً إلى أن الرسائل التي تقوم بها تركيا؛ سواء عسكرياً أو سياسياً الهدف منها محاولة المحافظة على الوضع الراهن، خاصة أنها قادمة على انتخابات في 2023 وليست حالياً في صدد فتح جبهة أو مواجهةٍ عسكريةٍ لا مع روسيا ولا مع غيرها.
للمزيد:
https://www.youtube.com/watch?v=ib1QHvZQY00
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة