المشاركات الإعلامية

حول أهداف نظام الأسد من تعيين سفير له في السعودية

خلال استضافته على “تلفزيون سوريا” للحديث عن أهداف نظام الأسد من تعيين سفيرٍ له في السعودية، قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. أحمد قربي، إن نظام الأسد يريد التأكيد على أن مسار التطبيع الذي بدأ بعد الزلزال مستمر، وأن الدول العربية التي فتحت أبوابها له مستمرةٌ في السياسة ذاتها، وبالتالي لا بد من استكمال الخطوة بتعيين السفير.

وحول تعيين أيمن سوسان سفيراً، أشار قربي إلى أن فلسفة نظام الأسد بذلك تعود لمساعيه في تصدير أوجه “دبلوماسية ناعمة” حتى يُخفي وجهه القبيح، مشيراً إلى أن سوسان كان سفيراً لدى الاتحاد الأوروبي، وبالتالي فهو يُريد تصدير شخصية على الأقل مقبولة وهذا لا ينفي وجود محرّكات وحسابات داخلية مرتبطة بنظام الأسد ذاته، من حيث بعض الشخصيات والتوازنات في خارجية نظام الأسد، فكلُّ هذه الأمور تلعب دوراً في تعيين سوسان يسعى نظام الأسد من خلاله إلى “التبشير” للدول العربية بأنه سيُغيِّر سياساته ويُعيّن شخصية تقنيّة في مثل هذا المنصب.

وتابع الباحث أنه بعيداً عن كل هذه النقاط، ثمة كثير من الزوايا التي تدفع المملكة للتطبيع، مشيراً إلى عدم موضوعيّة طرح فكرة أن المملكة تُطبّع مع الشعب السوري وليس مع الأنظمة والأشخاص، فسوريا كانت وما تزال في ظل حكم الأسد هي “سوريا عائلة الأسد” أو “سوريا الأسد”، فضلاً عن أن نظام الأسد قَتل أكثر من مليون سوري، وهجّر نصف الشعب السوري، ودمّر البنية التحتية وباع أراضيه لإيران وروسيا.

وأضاف قربي أنه تمّ الترويج لمقاربة منذ عامين تقوم على أن فتح قنوات مع نظام الأسد يمكن أن تُغيّر سلوكه، لافتاً إلى أن نظام الأسد لم يَقُم بخطوات ضمن مقاربة خطوة مقابل خطوة، مشيراً إلى أنه سيتبع التطبيع خطوات على صعيد التنسيق السياسي والاقتصادي والتجاري، وأن الدول العربية كانت صريحة في مختلف البيانات التي أصدرتها بعد التطبيع بأنها تدعم عودة سيطرة نظام الأسد على جميع المناطق، بمعنى أن هناك تحيزاً واضحاً لرواية نظام الأسد في قضية “محاربة الإرهاب” وإعادة “سلطة الدولة” ومزاعمه بأنه يُمثّل السوريين ومصالحهم.

وذكَّرَ الباحث بتصريحٍ سابق لوزير خارجية نظام الأسد زعم فيه أن نظام الأسد قام بمئات الخطوات مقابل الخطوات البسيطة التي قامت بها الدول العربية، مشيراً إلى أنه لم يفهم تطبيع الدول العربية على أنه محاولة منها لحل “الأزمة” بقدر ما يفهم أن هذا الأمر هو عودة لهذه الدول عن الأخطاء التي ارتكبتها، وتكفيرٌ عن ذنوبها، وصك بالنسبة لنظام الأسد لمتابعة الجرائم بحق السوريين.

للمزيد:

 

مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى