حول أهمية مدينتي منبج وتل رفعت بالنسبة لتركيا
خلال استضافته على موقع “نون بوست” للحديث عن أهمية مدينتي منبج وتل رفعت اللتين أعلنت تركيا أكثر من مرة اعتزامها السيطرة عليهما؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إن أهمية المنطقتَين تأتي من قربهما من مناطق النفوذ التركي، وبالتالي تهديد أمن تلك المناطق باستمرار من قبل مليشيا “قسد”.
ورأى سالم أن “قسد” استغلت وجودها في تلك المنطقة إلى جانب روسيا لإرسال رسائل نارية لتركيا كل فترة، وذلك من خلال قصف مناطق النفوذ التركي واستهدافها وإظهار هشاشتها الأمنية، ما يعرِّض للخطر فكرة المنطقة الآمنة التي تسعى تركيا لها.
وأضاف الباحث أن مدينة منبج لها أهمية رمزية خاصة، باعتبارها أول منطقة عبرت إليها “قسد” من شرق الفرات إلى غربه، وهو ما اعتبرته تركيا تجاوزًا كبيرًا وقتها في العام 2016، مشيراً إلى أن تأخُّر سيطرة تركيا على هذه المناطق يأتي بسبب الخلافات الدولية عليها.
ويرى سالم أن هاتين المدينتَين تقبعان تحت سيطرة “قسد” بدعم من روسيا، وجزئيًّا من الولايات المتحدة في منبج، وليس من الصعب على تركيا اقتلاع “قسد” من أي منطقة لو كانت دون تغطية من نفوذ إحدى الدولتَين، ولكن عندما يكون هناك نفوذ لدولة عظمى كروسيا أو الولايات المتحدة، فهذا يعني احتمالات لوجود توتُّر كبير مع تلك أو احتكاكات عسكرية مع قواعد الدولة المعنية أو جنودها.
ويشير الباحث إلى أن السيناريوهات مفتوحة على عدة احتمالات، والسيناريو الأرجح هو سيناريو مقارب لما حدث في عفرين أو بعد الانسحاب الأمريكي الجزئي عام 2019، ففي الحالتَين تمَّ رفع الغطاء الدولي عن “قسد”، ما أدّى إلى تقدُّم فصائل المعارضة بدرجات مختلفة رغم مقاومة “قسد”، ويبدو أن تركيا سوف تستمر في التريُّث ريثما تحصل على صفقة تتخلّى بموجبها روسيا بالدرجة الأولى والولايات المتحدة ثانيًّا عن تغطية “قسد” في تلك المناطق”.
للمزيد:
https://www.noonpost.com/content/44252
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة