
حول إمكانية اندماج كافة الفصائل العسكرية في سوريا
خلال استضافته على موقع “القدس العربي” للحديث عن إمكانية اندماج كافة الفصائل العسكرية في سوريا، قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. أحمد قربي، إنه من المبكّر الحديث عن اندماج الفصائل كلياً لأنها عملية معقّدة طويلة وهي قضية ربما تستمر من سنتين إلى ثلاث سنوات.
ولفت قربي إلى أن أبرز التحديات هي “العصبية المناطقية” الموجودة لدى فصائل درعا والسويداء، مشيراً إلى أن العصبية هي إحدى أهم العوائق أمام اندماج الفصائل منذ عام 2013 وحتى الآن، والأمر الثاني هو إمكانية التدخل الخارجي، وهو عائق أساسي أثّر أيضاً منذ 2013 على اندماج الفصائل المحلية حينها.
وفي حالة درعا على وجه الخصوص، اعتبر قربي أن فصائل درعا سوف تطرح مقابل قضية اندماجها في جيش موحد نوع المحاصصة.
كما تحدث الباحث عن مخاوف هذه الفصائل من فقدان المكتسبات، حيث يخشى بعض قادة الفصائل من أن يؤدي الدمج إلى فقدانهم نفوذهم ومكتسباتهم التي حققوها خلال السنوات الماضية، لاسيما وأن لغالبية الفصائل تاريخاً من الصدامات مع بعضها بسبب الصراع على النفوذ، ما قد يجعل مسألة الثقة فيما بينها تحدياً يحتاج تقديم ضمانات بعدم تجاوز مكتسباتها، وألا يكون نزع السلاح منها فرصة لتقوية فصيل على حساب آخر.
في المقابل، قد تكون -حسب قربي- موافقة بعض الفصائل على الانضمام إلى وزارة الدفاع مدفوعة برغبتها في تحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية تضمن لها موقعاً مؤثراً داخل المؤسسة العسكرية مستقبلاً، وهذا التوجه قد يأتي من إدراك تلك الفصائل أهمية وجودها في الجيش السوري الجديد كوسيلة لتعزيز نفوذها، وهو ما قد يثير مخاوف من أن يتحول الاندماج إلى ساحة صراع داخلي على النفوذ، بدلاً من أن يكون خطوة نحو بناء مؤسسة عسكرية متماسكة تقوم على أسس وطنية.
للمزيد:
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة