المشاركات الإعلامية

حول استمرار أزمة المحروقات في إدلب

خلال استضافته على “تلفزيون سوريا” للحديث عن نقص المحروقات في إدلب؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إن السبب بشكلٍ مباشرٍ يأتي لكون أن الأزمة لم تنته بعد، والقضية عرضٌ وطلبٌ، ففي حال لم تتوفر المواد بشكل جيد فإن أسعارها تبقى مرتفعة.

ولفت سالم إلى أن سوقَ العرض والطلب يَفرض نفسه، مشيراً إلى أنّ الإشكال كان منذُ بداية “هتش” محاولة غزو عفرين، حيث تسبّب هذا الأمر بعدةِ إشكالاتٍ ليس فقط في النفط الوارد من مناطق “قسد” عبر ريف حلب إلى إدلب، بل أيضاً في النفط الوارد من تركيا لأن تحرك “هتش” أدى إلى “نكش عش الدبابير”، بمعنى كان هناك نوعٌ من غضّ النظر عن أنشطة “هتش” من القوى الدولية أو من النشطاء السياسيين السوريين بأن هناك أمراً واقعاً مفروضاً وأن هذه الحركة يمكن شيئاً فشيئاً أن تصبح من نسيج المجتمع السوري.

وتابع الباحث: “ولكن بعد ما حصل في عفرين وتصاعد اللهجة الدولية حتى من واشنطن خافت العديد من الشركات حتى التي تتعاقد في الداخل التركي”، وفي النتيجة شركة “وتد” أو الشركات في إدلب هي محسوبة على “هتش”، ومن يتعاقد معها من داخل تركيا معرّضٌ لعقوباتٍ أمريكية تركية لأن “هتش” مصنّفة على لوائح الإرهاب، وصُنِّفت كذلك من قبل تركيا حديثاً عام 2018 كتنظيم إرهابي.

وأشار سالم إلى أن النفط انقطع عن إدلب من مصدرين؛ المصدر المحلي عبر “قسد”، وذلك بسبب الاضطرابات التي حصلت في شمال حلب بعد الاقتتال، وأيضاً النفط الآتي عبر تركيا لأسباب كثيرة، مضيفاً أن الفصائل والمجالس المحلية، إضافة لـ “هتش” يفرضون رسوماً على دخول النفط وهذا ما يؤدي بدوره إلى ارتفاع الأسعار.

وبالنسبة للنفط الآتي من تركيا؛ قال سالم إن هناك شركات متعاقدة مع “وتد” سابقا في إدلب، وهذه الشركات التركية اليوم أصبحت تُعيد النظر في مع من ستتعاقد لأنّ التعاقد مع جهةٍ غيرِ شرعيةٍ أصبح إشكالياً، سواء داخل تركيا أو على المستوى الدولي، حيث يمكن لهذه الشركات أن تتعرّض لعقوبات كبيرة، بالتالي إذا كانت ستورّد لإدلب فسوف تتعرض لمخاطر كبيرة، ولهذا فإنها تفرض أسعاراً جديدة وأسعاراً غالية نسبياً، لأنه لا يوجد شركات تورد بسهولة إلى إدلب.

وحول إحصائيات العجز النفطي بإدلب، أشار سالم إلى عدم وجود إحصائيات دقيقة لكنه قال إنها بحسب بعض التقديرات ربما أكثر من 50 %، خاصة أن بعض الصهاريج التي دخلت من معبر باب الهوى مؤخراً تكاد تكفي مدينة إدلب فقط لعدة أيام، ولا تكفي كل المحافظة، مضيفًا في ذات الوقت أن هذا الوضع قد يكون مؤقتاً فقط، لا سيّما أن هذه الأزمات مرت بها إدلب من قبل.

المزيد:
https://www.youtube.com/watch?v=JkSp26OzgP8

مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى