المشاركات الإعلامية

حول الاقتتال الدائر بين الفصائل العسكرية في ريف حلب

خلال استضافته على “تلفزيون سوريا” للحديث عن الاقتتال الدائر بين الفصائل العسكرية في ريف حلب؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إن ما قام به “الفيلق الثالث” هو استجابة لأمر طبيعي ومطلب شعبي بعد اغتيال الناشط “محمد أبو غنوم”.

ولفت سالم إلى التدخّل الذي وصفه بـ “المشبوه” لتنظيم “هيئة تحرير الشام-هتش” للقتال بجانب مع فصائل تتضارب معها في الأيديولوجيا التي طالما ادّعتها “هتش” وريثة “جبهة النصرة” التي طالما ادّعت الحديث عن تحكيم الشريعة وقاتلت الأقرب لها بتهمة تمييع الدين وما شابه، مشيراً إلى أن “هتش” تناصر فصائل معروفة بفسادها، مذكّراً بمبادرة المشايخ قبل أشهر والذين حكموا بفصل “أبو عمشة”.

وأعرب الباحث عن اعتقاده أن “هتش” في ظل وجود هذا الخلل الفصائلي في قوات الجيش الوطني السوري ووجود نوع من التحالف من داخل الجيش مع “هتش” يمكن أن تتغلغل بشكل أكبر بالمنطقة.

واستبعد سالم محاولة “الفيلق” القيام بمواجهة شاملة مع “هتش”، لكنه أشار إلى أن التحشيد ضدها يمكن أن يستمر، مرجّحاً حصول سيناريو التدخّل التركي بالوساطة وليس بقوة السلاح كما حدث قبل أشهر عندما وصلت “هتش” إلى تخوم عفرين ثم تراجعت.

وأوضح الباحث أن مناطق “درع الفرات” و”غصن الزيتون” تُدار من قبل الوالي التركي، وفيها مبانٍ رسمية حكومية مثل البريد التركي “PTT”، وفي حال دخول “هتش” المصنفة كتنظيم إرهابي من قبل تركيا فإن هذا يُدخِل الحكومة التركية في إشكالات قانونية، وبالتالي فإن من المتوقع أن تضغط الحكومة التركية لخروج “هتش” على الأقل بكيانها الرسمي، مع عدم استبعاد بقاء قواتها لكن بأسماء فصائل أخرى، وبالتالي يكون اختراقاً وهو واقع عملياً، وسط غياب المأسسة وغياب جيش وطني حقيقي وغياب وجود الائتلاف والحكومة المؤقتة.

وتابع سالم أنه ودائماً عندما يكون هناك اقتتال يصبح هناك من يدعُ إلى محاكم شرعية لوقفه، وحتى الفصائل التي تعلن عن حيادها تدعو أيضاً بشكل أو بآخر من خلال قوتها الناعمة المتمثّلة بالمشايخ والهيئات الشرعية، مشيراً إلى أن مثل هذه الاقتتالات كانت تحصل بكثرة قبل سنوات بسبب الحالة الفصائلية، لكن اليوم هذا الأمر لم يعد من مقبولاً وكان من المفترض تجاوز هذه المرحلة والدخول في حالة المأسسة.

وأشار الباحث إلى أن “الفيلق الثالث” لديه معاقل مثل الباب، وسيكون من العصي جداً على “هتش” أن تدخل إليها، ولكن هناك نقاطٌ هشّة فيها بعض الفصائل الأخرى التي ليست ذات ولاء قوي لـ “الفيلق الثالث”، وهذه يمكن أن تدخلها “هتش”، مردفا: “لكن بعد ذلك كيف سيكون وضعها إدارياً. هذا سيكون محرجاً جداً للحكومة التركية”.

المزيد:
https://www.youtube.com/watch?v=u-3SAgsBRDg

مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى