حول التدخل العسكري التركي شمال غربي سوريا ونتائجه على الأرض
خلال مشاركته في مداخلة على قناة “حلب اليوم” بشأن التدخل العسكري في سوريا؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري د. محمد سالم: إن ذلك التدخل كان على مراحل متعددة، وقد بلغ ذروته في الفترة الأخيرة عند آخر اجتياح للمنطقة من قبل قوات نظام الأسد وروسيا.
وأضاف سالم: أن التدخل التركي في عملية “درع الربيع” كان فيه تغيير واضح بقواعد الاشتباك مع قوات نظام الأسد؛ حيث استهدفتها القوات التركية بشكل مباشر، مع محاولتها تحييد روسيا عن هذه المواجهة، مشيراً إلى أن عملية “درع الربيع” تختلف عن عمليات “درع الفرات” و”غصن الزيتون” و”نبع السلام” التي كان فيها تنسيق بين تركيا وروسيا.
وأوضح سالم: أن هناك مخاوف من الانزلاق نحو مواجهة مباشرة بين تركيا وروسيا بعد التدخل التركي في شمال غربي سوريا قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق موسكو في 5 آذار 2020، وبالرغم من طول تلك الفترة يرى “سالم” أن الاستقرار بالمنطقة هشٌّ، لا حقيقي.
وتابع سالم: أن أهم عامل أثّر في استمرار الهدنة لأكثر من سنة هو التدخل العسكري التركي وتغيير قواعد الاشتباك إلى اشتباك مباشر؛ كون القوات التركية رأت أن نقاط المراقبة التي أنشأتها في محيط المدن والبلدات لم تكن ذات فعالية في وقف هجوم قوات نظام الأسد التي أصبحت تلتف حول النقاط ثم تحاصرها لتجنب الاشتباك معها، الأمر الذي دفع تركيا إلى تغيير قواعد الاشتباك واستخدام طائرات “بيرقدار”؛ لأن نظام الأسد لا يرتدع بأي اتفاقات.
ورأى سالم: أن الخروقات اليومية التي تقوم بها قوات الأسد وروسيا لن تنتهي؛ بسبب عدم وجود رادع قوي من قوى دولية لوقف تلك الاعتداءات، لافتاً إلى أنه تم الانتقال إلى نمط متقدم من الخروقات، مثل قصف مناطق تُعدّ آمنة في منطقة “درع الفرات”.
وحول ما يُشاع عن هجوم على مدينة الباب قال الباحث: إنه لا توجد مؤشرات على عملية واسعة فيها، ولكن رغم ذلك فلا يوجد أمان من نظام الأسد وروسيا، خاصة بعد أن تحولت منطقة الباب في الفترة الأخيرة إلى ما يشبه وضع منطقة إدلب من خروقات شبه يومية، وهذا ما يندرج في سياق الضغوط الروسية على المعارضة السورية وتركيا.
للمزيد:
https://www.youtube.com/watch?v=G9tGBYiMWuI
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة