المشاركات الإعلامية

حول الحراك الإيراني المتقلب في سوريا والموقف الروسي والإسرائيلي تجاهه

خلال استضافته بلقاء تلفزيوني على قناة “حلب اليوم” للحديث عن الحراك الإيراني المتقلب في سوريا والموقف الروسي والإسرائيلي تجاهه؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إن ما يُشاع عن تخفيف إيران لوجودها في سوريا يبدو شكلياً ولا مؤشرات حقيقية عليه، وأن الخطر الأساسي يكمُنُ في تغلغل إيران المجتمعي بالبلاد.

وأشار سالم إلى أن روسيا تُمسك العصا من الوسط فيما يخص علاقتها بين إيران و”إسرائيل”، وربما تضغط على الإيرانيين ولكن بأساليب ليست قاسية وإنما ناعمة، كرفضها وضع طائراتها في مناطق الوجود الإيراني بهدف تخفيفه.

ولفت الباحث إلى أن الخطير بالحراك الإيراني في سوريا هو التغلغل المجتمعي، وهو يؤدي لتمزيق المجتمع السوري ويساعد “إسرائيل” في هيمنتها على المنطقة، كما إن الهيمنة الإيرانية وانتشار المليشيات الطائفية تساعد الاستراتيجية الإسرائيلية في ذلك الخصوص.

إلى ذلك، رأى سالم أن “إسرائيل” لا تُصعّد بشكلٍ كبيرٍ ضد الوجود الإيراني في سوريا، وإنما تعمل على عدم وصول أسلحة نوعية إلى المليشيات الإيرانية، مشيراً إلى أن “إسرائيل” تقوم بسياسة “قص العشب” للقضاء على أي قوةٍ نوعيةٍ لهذه الميليشات، ويُضيف: “لكن هذه المليشيات لا تستهدف الكيان إلا نادراً ولمصالح إيران وفي ذات الوقت تنتشر وتتغلغل مجتمعياً وتحاول تمزيق المجتمع السوري”.

وحول ردة فعل إيران من التقارب الروسي الإسرائيلي؛ قال سالم إن إيران تنتقد ذلك لكن بشكلٍ خفيف، لكون ليس لديها خيارات كبيرة وتعتمد بذات الوقت سياسة “الصبر الاستراتيجي” فهي قادرة على التحمل، خاصةً أن معظم من يسقط من القتلى بالقصف الإسرائيلي ليسوا من الجنسية الإيرانية وإنما من جنسيات أخرى مجندة ضمن مليشياتها، لافتاً إلى أن أرخص شيء لدى إيران هي الدماء، خاصة مع مجيء قيادة “إبراهيم رئيسي” المتشددة والذي يشترط شروطاً كبيرة وعالية للعودة للاتفاق النووي.

ونوّه الباحث إلى أن هناك تفاوتاً في ردود الفعل الروسية تجاه الغارات الإسرائيلية بسوريا، مشيراً إلى أن وزارة الدفاع الروسية كانت تخرج في بعض الأحيان بعد عمليات القصف الإسرائيلي لتعلن أن قوات نظام الأسد تصدت للصواريخ الإسرائيلية، وهذا ما قد يكون في سياق المبازرة أو التفاوض لرفع السقف مع “إسرائيل”، مردفاً: “وغالباً تمت الموافقة عليها وهي متعلقة بمسار التطبيع مع النظام”.

ولفت سالم الانتباه إلى السعي الروسي لملئ الفراغ الأمريكي بالمنطقة، الأمر الذي دفع بعض الدول العربية إلى الانفتاح مع الروس وكذلك مع الإسرائيليين وهنا بدأت قضية الخطوة بخطوة والتقارب مع نظام الأسد، متسائلاً عن مدى نجاح ذلك؛ خاصة أن هناك إشكالية كبيرة وهي أن نظام الأسد يصعُبُ أن يَبعُدَ عن إيران، مردفاً: “فما هو مستوى الابتعاد الذي يتحدثون عنه . هل هو فقط لإعادة ترتيب القوات الإيرانية هنا وهناك؟”.

للمزيد:
https://www.youtube.com/watch?v=PZFru5H57S4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى