حول القصف الإسرائيلي على سوريا وحدود التفاهمات الإسرائيلية الروسية
خلال استضافته على راديو “الكل” للحديث عن القصف الإسرائيلي المتكرر على مواقع لقوات نظام الأسد والمليشيات الإيرانية في سوريا؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري أ. محمد سالم ، إن روسيا غير معنية أبداً بالاستجابة إلى انتقادات موالي النظام، فهي لديها تفاهماتها الخاصة مع “إسرائيل” وماضية بها دون أي تغييرٍ عملياً في هذه التفاهمات.
ولفت سالم إلى أن هذه التفاهمات تقضي بأن تسمح روسيا لـ “إسرائيل” بإعطاء طائراتها المجال الجوي بشكل كامل لانتهاك الأجواء السورية، وقصف الميليشيات الإيرانية عند الحاجة، مشيراً إلى أن هذا القصف يستهدف الأسلحة النوعية لدى المليشيات الإيرانية، وفي ذات الوقت فإن “إسرائيل” تستفيد من الجهود الإيرانية في تمزيق المجتمع السوري، فهي فقط لا تريد أن يكون هناك أسلحة نوعية لدى هذه الميليشيات.
ولفت الباحث إلى أنه لا توجد قيمة لآراء حاضنة نظام الأسد في الضغط على روسيا لمنع مثل هذه الهجمات، كما لا يبدو أصلاً أنّ النظام يحاول أن يمنع هذه الهجمات، بل على العكس، فإن النظام يأخذ دور “البطولة” في عدم الرد على “إسرائيل” منذ سنوات طويلة، مشيراً إلى أنه وقبل يومين كان هناك تصريح لقائد عسكري كبير في جيش الاحتلال الإسرائيلي يقول فيه إن الجبهة السورية هادئة منذ العام 1973 وبالتالي ليس لنا مصلحة في تغييرات حقيقية بالنسبة للنظام.
وأوضح الباحث أن هناك مساعٍ للتأثير على الوجود الإيراني لتحويله من عسكريٍ إلى ثقافيٍّ بحيث لا توجد أسلحة نوعية بيد المليشيات الإيرانية، خاصة على حدود الكيان الإسرائيلي، مردفا: “فبهذا المعنى نعم هناك تأثير على الوجود الايراني، أما من ناحية التأثير على النفوذ الإيراني من الناحية السياسية والثقافية والتشيع وغيرها من الأنشطة التي تحاول فيها إيران أن تُدجّن المجتمع السوري وتتغلغل فيه فهذا لا يوجد له تأثير وهذه التفاهمات عمليًا غير مؤثرة على الغزو الثقافي الإيراني للمجتمع السوري للأسف”.
وأشار سالم إلى أن إيران تستطيع أن تبقى في سوريا لأنه لا يوجد إرادة دولية حقيقية لإخراجها من هناك، وإنما يوجد إرادة لضبطها وتخفيف الوجود العسكري بحدٍ معين، بحيث أن يؤدي ذلك إلى منع الميليشيات الايرانية من امتلاك أسلحة نوعية تضر بالتوازن الاستراتيجي والتفوق الإسرائيلي في المنطقة، خاصةً أن المليشيات الإيرانية اليوم بدأت تمتلك صواريخ وطائرات بدون طيار وتهدد الأمن القومي العربي.
وتابع الباحث: ” شاهدنا القصف الإيراني على الإمارات، فهذا لن يُسمح له بالنسبة لإسرائيل ولن تسمح تل أبيب بهذا الوجود الميليشياوي في سوريا الذي يمكن أن يُهدد أمنها، وأما غير ذلك فلا إشكالية لدى المجتمع الدولي ولدى إسرائيل في وجود إيراني لا يؤثر على أمنها”.
للمزيد:
https://www.radioalkul.com/p430850/
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة