حول المباحثات التركية الروسية إزاء إدلب ومخاطر التصعيد
خلال استضافته على راديو “الكل” للحديث عن ملفي إدلب وشرق الفرات في ضوء قمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إن الملف السوري سيكون حاضراً إلى جانب ملفات أخرى خارجية واقتصادية.
ولفت سالم إلى أن ما يمكن أن يكون في محل نقاش وتفاوض في القمة هو أن روسيا تريد من تركيا أن تتراخى في إدلب وتنسحب من جنوب الطريق الدولي m4، وتترك منطقة جبل الزاوية، لكن تركيا سوف تناور لأن هذه المنطقة في حال تقدم النظام إليها فإن ذلك سيؤدي لمزيد من تدفق اللاجئين بشكل كبير إلى حدودها وهذا الموضوع بات موضوع أمن قومي يهم الحكومة التركية ويهم الحزب الحاكم لأن الانتخابات القادمة على المحك.
وأوضح الباحث أن هناك قرابة 300 ألف لاجئ أفغاني يهددون مستقبل الحزب الحاكم في تركيا، وبالتالي فإن من أخطر الأمور الآن على الحكومة التركية أن يتم معالجة تدفق العدد الكبير من اللاجئين، مردفاً: ” لذلك اليوم بالتزامن مع القمة كان هناك زيارة لمسؤولين عسكريين أتراك لمنطقة جبل الزاوية بالتوافق مع فصائل المعارضة للتأكيد على أنهم ثابتون في هذه المنطقة”.
وأشار سالم إلى أن تركيا يمكن أن تناور وتقدم لروسيا عروضاً فيما يتعلق بإرضائها في أمور أخرى، كالأمور الاقتصادية عامة وموضوع السياحة بين الطرفين وزيادة التبادل التجاري، أو فيما يتعلق بسوريا تحديداً، حيث إن الرئيس التركي ألمح إلى أنه إذا ما انسحبت القوات الأمريكية من شرق الفرات فإن القوات التركية لن تحل محلها، وفي هذا الخصوص قال سالم: “هذه رسالة طمأنة للروس بأن الأتراك لن يكونوا منسقين مع الأمريكان على حسابهم ولن يمتد التنسيق في الملف الأفغاني بين الأتراك والأمريكان إلى هذه المنطقة”.
وبحسب الباحث؛ فإن تركيا تحاول أن توصل الرسالة أنها اليوم لاعب مهم ولن تتنازل عن مصالحها، خاصة الدفاعية، لأن مناطق الشمال السوري كلها أصبحت مناطق متعلقة بالأمن القومي التركي، وبالتالي تركيا تدافع عن أمنها القومي، وهي أصبحت في وضع دفاعي وليس في وضع أخذ مكاسب، مردفاً: ” لذلك تركيا ستضع كل ثقلها في هذا الأمر وترسل الرسائل من خلال التصريحات أو من خلال التعزيزات وتحريك الجيوش. والتعزيزات العسكرية تصل تباعاً عبر المعابر إلى جبل الزاوية. ما يعني أن هذه المنطقة ليست في وارد المساومة على الأغلب”.
وحول احتمال وقوع مقايضة بين تركيا وروسيا في سوريا، قال سالم إنها ممكنة لكن احتمالها ضعيف وغير متوقع لأن الرسائل التي ترسلها تركيا من عديد القوات التي ترسلها إلى جبل الزاوية لا توحي أن هناك أي تفكير بالانسحاب من هذه المنطقة استراتيجية، خاصة أن النظام في حال أخذ جبل الزاوية سيأخذ أريحا وإدلب وما بعد ذلك وسيُحشر السكان في منطقة قريبة جداً من الحدود مما يزيد الضغط على حدود تركيا ويزيد التهريب ويزيد معدل اللجوء إلى تركيا، مردفاً: ” أعتقد أن هذا ما لا تريده تركيا في الوقت الحالي. لذلك هي ليست بوارد خلق مقايضات”.
وفيما يتعلق بمنطقة شرق الفرات والانسحاب المحتمل منه، قال سالم إن الأمريكيين لا يركزون على تلك المنطقة رغم الوجود التي قُطعت لـ “قسد” إزاء ذلك، حيث إن قرار الانسحاب وارد وبالتالي سيكون مُنَسّقاً مع من يملأ الفراغ، سواء تركيا أو روسيا.
للمزيد:
https://www.radioalkul.com/p411366/
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة