الأبحاث والدراساتالإصداراتالتدخل الإيراني في سورياوحدة الهوية المشتركة والتوافق

الورقة التحليلية “التغلغل الثقافي الإيراني في سوريا (4): مخاطره على الهوية السورية وسبل مواجهته”

ليس الحديث عن الهوية بجديد، ولكنه ينبعث مع كل صراع؛ لأن الهوية باختصار: ما يميّز الفرد أو المجتمع من غيره، وحيث إن الحربَ الناعمة تستهدف السمات الثقافية التي يتميز بها أفراد ينتمون إلى مجتمع ما فهي حربٌ على الهوية ، فنجد أن أركان الهوية أو الأسس التي تنهض عليها هوية أي فرد أو مجتمع تشمل: اللغة، والانتماء أو الوطن، والتنشئة الاجتماعية، والتاريخ، والدِّين؛ ومنهم مَن يفصّل فيها على نحو آخر.

ترتكز القوة الإيرانية الناعمة إلى العناصر ذاتها التي تتكون منها الهوية، أية هوية، وأهمّها: الانتماء للحضارة الفارسية والاعتداد بالعرق الآري، والتعصّب الديني للمذهب الشيعي الاثني عشري وفق مبدأ ولاية الفقيه، مع فرط الإعجاب باللغة الفارسية وتأكيد نشرها مع الحضارة الفارسية ؛ ولذا فإننا عند مراجعة ما مرّ من أدوات التغلغل الثقافي الإيراني في سورية نجدها استهدفت الهوية السورية بكافة أركانها في حرب هوياتية شاملة، لإرساء أركان الهوية الإيرانية المذكورة مكان الهوية السورية الأصيلة.

بعد أن استعرضنا في الإصدارات الثلاثة السابقة الأدوات التي تستخدمها إيران لتحقيق التغلغل الثقافي؛ الأدوات الدينية في الإصدار الأول ، والأدوات التعليمية والاجتماعية في الإصدار الثاني ، والأدوات الإعلامية والديموغرافية في الإصدار الثالث ؛ سنركز في هذا الإصدار الرابع والأخير على المخاطر الناتجة عن مشروع التغلغل الثقافي الإيراني على عناصر الهوية الوطنية السورية بشكل أساسي، مع مقترحات لمواجهته.

تتجلى أهمية هذا الإصدار في أنه يركّز على أخطر نتائج مشروع التغلغل الثقافي الإيراني في سوريا، وهي: تهديد الوحدة الوطنية، وإثارة الانقسامات الطائفية في سوريا، وإضعاف الدولة السورية لحساب النموذج الميليشياوي الذي كرّسته إيران في العراق ولبنان واليمن. وبالتالي توعية السوريين بمختلف توجهاتهم وانتماءتهم إلى المخاطر المحدقة بمستقبل أجيالهم ودولتهم في حال استمرار هذا المشروع ونجاحه، ودفعهم لبذل جهود مضاعفة على المستوى التعليمي والثقافي والقانوني لمواجهة أدوات إيران الناعمة.

لتحميل الورقة:

الورقة التحليلية “التغلغل الثقافي الإيراني في  سوريا (4): مخاطره على الهوية  السورية وسبل مواجهته”

لتحميل الإصدارات السابقة:

الورقة التحليلية “التغلغل الثقافي الإيراني في سوريا (3): الأدوات الإعلامية والديموغرافية”

الورقة التحليلية “التغلغل الثقافي الإيراني في سوريا (2): الأدوات التعليمية والاجتماعية”

التقرير التحليلي “التغلغل الثقافي الإيراني في سوريا (1) : الأدوات الدينية”

يحمل دكتوراه في اللغة العربية وآدابها، أكاديمي محقق في التراث، وكاتب باحث في القضايا الثقافية والفكرية. أنجز عدة دراسات ومقالات تُعنى بالوجود الإيراني في سورية، وبالتعليم والهوية الثقافية، وصدرت له عدة كتب تخصصية وإبداعية، مع أبحاث له منشورة في مجلات ثقافية ومجلات علمية محكَّمة.

مدير وحدة التوافق والهوية المشتركة في مركز الحوار السوري، يحمل شهادة الدكتوراه في القانون العام من جامعة حلب، وحائز على اعتمادية المعهد العالي للحقوق في الشرق الأوسط، وعمل سابقاً مدرساً في كلية الحقوق في جامعة حلب الحرة. يركز في أبحاثه الحالية على دراسة ديناميكيات العلاقة بين المجتمع السوري والنصوص القانونية والدستورية منها على وجه التحديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى