التقرير التحليلي “التغلغل الثقافي الإيراني في سوريا (1) : الأدوات الدينية”
باتت القوة الناعمة بمختلف أدواتها اليومَ من أهم أنواع القوى على الساحة الدولية، وتسعى إيران إلى المزاوجة بين أدواتها الناعمة والقوة الخشنة في سياستها الخارجية؛ لاسيما تجاه المنطقة العربية.
وبعد سنوات على التدخل الإيراني في سوريا عبر الميليشيات الموالية لها؛ لم يعد الوجود الإيراني في سوريا محصوراً بالقوة العسكرية، بل زادت القوة الناعمة التي تعتمدها إيران في سوريا، والتي كانت موجودة قبل الثورة السورية بعقود، فبعد انتصار ثورة الخميني في إيران وتحسّن علاقاتها مع نظام الأسد الأب أخذ الطابع الثقافي حيّزاً من أنشطة إيران في سوريا، وبعد استلام بشار الأسد السلطة تجاوزت الأنشطة الثقافية الإيرانية في سوريا حدود الدبلوماسية الثقافية وأشكال القوة الناعمة التقليدية، لتأخذ طابع الحرب الناعمة على مختلف الأصعدة: الدينية والتعليمية والاجتماعية والإعلامية والديموغرافية.
ولـِمَا تمثله السياسة الإيرانية في تحقيق التغلغل الثقافي داخل النسيج السوري من مخاطر كبيرة على الهوية الوطنية السورية، وفي إطار جهوده للمساهمة في تعزيز الهوية الوطنية السورية الجامعة، ورصد الأخطار المحدقة بها؛ ينشر مركز الحوار السوري دراسة كاملة في أربعة إصدارات متتالية بعنوان: “التغلغل الثقافي الإيراني في سوريا: أدواته، مخاطره، سبل مواجهته”، وهي متابعة لأوراق سابقة أصدرها المركز عن ميليشيات المشروع الإيراني في سوريا( )؛ إذ إنّ الخطر الإيراني لا يقتصر على نشاط ميليشياتها العسكرية، بل تحاول اليوم خلق واقع ثقافي جديد تحرسه أذرعها العسكرية، وينفّذ لها أهدافها البعيدة إن اضطرت للخروج من سوريا.
يستعرض هذا الإصدار في قسمه الأول، مكانة القوة الناعمة في السياسة الإيرانية تجاه المنطقة عموماً، وتجاه سوريا خصوصاً، حيث كانت النتيجة: أن السياسة الناعمة التي اتبعتها إيران في سوريا قبل عام 2011، تحولت إلى حرب ثقافية وغزو فكري، استهدفت عبره إيران المجالات الدينية والاجتماعية والتعليمية السورية، في محاولة منها لاستغلال وجودها الخشن عبر ميليشياتها العسكرية، لتكريس نفوذ اجتماعي- ثقافي طويل الأمد ومن ثم يستعراض في قسمه الثاني الأدوات الدينية لهذا التغلغل الثقافي في سوريا.
للتحميل:
التغلغل الثقافي الإيراني في سوريا (1) : الأدوات الدينية
تعليق واحد