حول تدريب القوات الروسية لعناصر نظام الأسد على إسقاط المُسيّرات
خلال استضافته على “تلفزيون سوريا” للحديث عن قيام القوات الروسية بتدريب قوات نظام الأسد على إسقاط الطائرات المُسيّرة في سوريا، قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. أحمد قربي، إن المسؤولين الروس يُصرّحون مراراً أن سوريا أضحت ميداناً للاختبار والتدريب على السلاح الروسي.
وأضاف قربي أن الكشف عن هذا الأمر يأتي ضمن سياقٍ لا يوجد فيه متغيّرات كثيرة سوى أنه منذ بداية هذا العام ازداد استخدام نظام الأسد للطيران المُسيّر الانتحاري، في حين وُجِّهت دعوات لفصائل المعارضة بأن تلجأ لنفس هذا السلاح وتقوم باستخدامه ضد قوات نظام الأسد كنوعٍ من توازن الردع، وبالتالي هي خطوة استباقية من قبل الروس وتوقّعهم أنه يمكن أن يتم اللجوء لهذا الأمر لاختبار هذا السلاح في سوريا.
وتابع الباحث أنه قد يكون الهدف من هذه التدريبات دعائياً ورسالة إلى تركيا، خصوصاً أن الهدوء الحالي الذي تشهده المنطقة ناجمٌ عن توافقات تمت بين تركيا وروسيا منذ اتفاق موسكو في شهر آذار 2020، مشيراً إلى أن هناك توترات بين الطرفين وغالباً ما تلجأ روسيا لاستخدام ورقة إدلب للضغط على تركيا وتحصيل تنازلات منها في ملفّات وقضايا أخرى ليست مرتبطة بالملف السوري، مُذكِّرا بأنه كان هناك حديثٌ روسيٌّ عن أن تركيا لم تَفِ بتعهداتها تجاه روسيا بموجب اتفاق موسكو والحديث عن القضاء على “التنظيمات الإرهابية”.
ورأى قربي أن التحركات العسكرية القائمة حالياً وزيادة استخدام المُسيّرات لن تؤدي إلى الخروج بشكل كامل عن التوافقات التي تمت ما بين روسيا وتركيا، مشيراً إلى أن كل هذه التطورات الميدانية التي تحدث في شمال غرب سوريا هي على الأقل يمكن أن توصيفها بأنها عبارة عن مناوشات لا يمكن أن تدخل لقضية المواجهة المباشرة أو الكاملة، لكن مع ذلك هي لها تأثير على الداخل السوري خصوصاً أن هناك أكثر من تقرير من قبل المنظمات الإنسانية بأن استخدام مثل هذا الطيران يؤثر على الوضع الاقتصادي في تلك المناطق وعلى حركة المدنيين، لاسيّما أن منطقة إدلب زراعية والاعتماد الأساسي للسكان هناك على الزراعة، الأمر الذي يُؤثّر سلباً على حياة السكان وتحركاتهم، خصوصاً إذا ازدادت في المستقبل وتيرة استخدام هذا الطيران، وهذا ما قد يدفع تركيا إلى محاولة التهدئة والوصول لتوافقات جديدة مع الطرف الروسي للحدّ من هذه الاستهدافات واستخدام هذا السلاح.
للمزيد:
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة