حول تفضيل بعض السوريّات الزواج من لاجئين بأوروبا على المقيمين في الداخل
خلال استضافتها على موقع “القدس العربي” للحديث عن تفضيل بعض العوائل في سوريا تزويج بناتهن من لاجئين مقيمين في أوروبا، قالت الباحثة في مركز الحوار السوري: أ. كندة حواصلي، إن بعض الزيجات لا تتم بهدف الزواج، وإنما لأهداف أخرى، أي فقط لمجرد الوصول إلى أوروبا، وهو ما أدى مؤخراً إلى عزوف الشباب عن خطبة فتاة مقيمة في الداخل السوري.
وأضافت حواصلي أن حالات فشل الزواج بعد وصول الفتاة إلى أوروبا تكررت، وهذا الأمر إما بسبب تقصّد الفتاة الخروج من سوريا هرباً من الوضع فيها، أو بسبب الغيرة من أقرانها وقريباتها المقيمات في أوروبا، مردفة: “غالباً توافق الفتاة على الشاب المتقدم للزواج رغم عدم توفر المواصفات المناسبة فيه باستثناء وجوده في أوروبا، وبالتالي نحن هنا أمام حيلة فقط للوصول إلى أوروبا”.
ولفتت الباحثة إلى أن العائلة تكون أحياناً وراء هذه الزيجات، حيث ترى العائلة في الزيجة فرصة لتحقيق مستقبل أفضل للبنت، حيث يسود اعتقاد بأن فرص الحصول على حياة أفضل أكبر في أوروبا، إلى جانب حسابات اقتصادية أخرى، منها أن وصول فرد من أفراد العائلة في أوروبا يزيد من فرص حصول العائلة على العون المادي.
كما نوّهت حواصلي إلى أمورٍ أخرى تدفع الفتاة إلى قبول الزواج من لاجئ سوري، منها قلة فرص الزواج في الداخل السوري جراء نقص عنصر الشباب، وهو ما يدفع الفتاة إلى القبول بأي فرصة للزواج. وتستشهد حواصلي ببعض الحالات التي اطّلعت عليها قائلة: “في حادثة زواج من هذا النوع، اكتشفت الفتاة بعد وصولها أوروبا أن خطيبها متزوج ومطلق، وليس لم يتزوج من قبل كما ادعى”. وتختتم الباحثة بقولها: “إن هذه الزيجات تنقصها الثقة والمعرفة، وبالتالي فإن احتمالات فشلها تكون مرتفعة، والواضح أن الظروف التي يعيشها السوريون قد زادت من نسبتها”.
المزيد:
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة