المشاركات الإعلامية

حول تهديدات أردوغان بشنّ عملية عسكرية جديدة في سوريا والعراق

خلال استضافته على “تلفزيون سوريا” للحديث عن تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإطلاق عملية عسكرية جديدة في سوريا أو العراق، قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. أحمد قربي، إن العامل الأساسي في شن تركيا لعملية عسكرية في شمال شرق سوريا هو العامل الأمريكي الذي يرتبط إلى حدّ كبير فقط فيما يتعلق بشمال شرق سوريا والعراق.

وأضاف قربي أنه لو تم الانتقال إلى غرب الفرات فسيختلف الأمر، لأن المعادلة هناك مرتبطة بالعلاقات التركية الروسية، مشيراً إلى أن التصريحات التركية حول القيام بعملية عسكرية ضد “حزب العمال الكردستاني” وذراعه السوري “قسد” ليست جديدة، فهذا الأمر متكرّر منذ العام 2020، فيما بلغت التصريحات ذروتها في تشرين الثاني 2022، ثم في العام التالي بعد العملية الإرهابية التي قام بها “حزب العمال” في شارع الاستقلال بإسطنبول، ما دفع تركيا لإطلاق حملة عسكرية جوية مكثفة ضد مواقع الحزب في سوريا والعراق، ولكن هذا الأمر لم يؤدِّ إلى إعطاء تركيا الضوء الأخضر لإطلاق عملية برية كما هو الحال في عمليتي “نبع السلام” أو “غصن الزيتون” على الرغم من التقارب الأمريكي التركي، والروسي التركي.

وتابع الباحث أن المُعطيات الحالية تشير إلى أنه لم يتم السماح لتركيا بأن توسّع نفوذها في الشمال السوري لأن هذا الأمر مرتبط بمصالح أبرز فاعِلَينِ في الملف السوري؛ موسكو وواشنطن، لافتاً إلى أنه ليس من مصلحتهما أن تمحنا أوراق قوة إضافية لتركيا من خلال إعطائها مساحات جديدة تتوسع فيها شمال سوريا.

وبخصوص موقف نظام الأسد إزاء ذلك؛ قال قربي إن أحد أهمّ النقاط التي أدّت إلى تجميد التقارب التركي مع نظام الأسد هو تعنُّت الأخير وتمسُّكه بقضية انسحاب تركيا من شمال سوريا، أو وضع جدول زمني واضح لهذا الانسحاب، وهذا ما ترفضه تركيا قبل أن تضمن مصالحها وتضمن مآل مسار الحل السياسي في سوريا، مشيراً إلى أن نظام الأسد يمكن أن يستغل أي هجوم تركي جديد شمال سوريا من أجل الضغط على “حزب العمال” وذراعه السوري لتحصيل تنازلات تكون لصالح نظام الأسد على حساب تركيا.

ولفت الباحث إلى أنه كانت هناك أكثر من إشارة تركية بأن أنقرة لا تمانع تمدُّد نظام الأسد ضمن ضوابط وشروط محدّدة مقابل إضعاف مشروع “الإدارة الذاتية” و”قسد” في شمال سوريا، وبالتالي فإن نظام الأسد سيُؤكّد من ناحية على رفض أي تحرُّك تركي شمال سوريا، ومن ناحية ثانية سيُحاوِل توظيف هذه التهديدات التركية للضغط على “قسد” من أجل تحقيق تنازلات لإعادة سيطرته على مناطق شمال شرق سوريا.

للمزيد:

اضغط هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى