حول تهديد أردوغان بشن عملية عسكرية جديدة شمالي سوريا
خلال استضافته على موقع “أورينت” للحديث عن تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشن عملية عسكرية جديدة شمالي سوريا؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم إن أنقرة تريد أن تكون حاسمة مع مصادر التهديدات لقواتها ومناطق أمنها، سواء من قوات النظام أو من “قسد” التي تبدو مقصودة بشكل أكبر في التصريحات الأخيرة.
وأضاف سالم أن مليشيا “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” وخاصة المتمركزة منها في مدينة تل رفعت شمال حلب، والتي كررت قصف عفرين ومناطق درع الفرات بدعم روسي ستكون أولوية للتخلص منها فيما يبدو عند الأتراك كما فعلوا في عفرين، دون أن يعني هذا بالضرورة أن العملية العسكرية التركية ضد جيب “قسد” في تل رفعت ستكون قريبة، بل غالباً ستخضع للصفقات والتبادلات اللاحقة بين الروس والأتراك في انتظار الوقت المناسب كما حدث في عفرين.
وتابع الباحث أن الأتراك دخلوا مع فصائل المعارضة إلى عفرين بعد تخلي الروس عن قسد هناك، وعليه فإن احتمالات الصفقات تزداد في حال حدث انسحاب أمريكي أو إعادة تموضع، وهو ما يترقبه مختلف الفاعلين، فروسيا من جانبها، تستخدم “قسد” للضغط على تركيا من أجل تحصيل تنازلات في الملف السوري وربما فيما هو أبعد منه، و”قسد” بدورها تمد يدها للروس مع ازدياد عدم ثقتها بالأمريكان وإمكانية انسحابهم من سوريا.
ولا يعتقد سالم أن الفصل سيكون للميدان العسكري على اعتبار أن الجميع يتحاشى الصدام مع الآخر، إلا بعض المناوشات، ويضيف: “لذلك نعم يمكن الوصول إلى اتفاق سياسي لكنه ليس بالأمر السهل، إذ من الواضح أن الخلافات بين الطرفين واسعة، وبحسب ما رشح من القمة الأخيرة بين الرئيسين التركي والروسي فإن الخلافات مستمرة، وبالتالي فإن الوصول لأي اتفاق سيكون مخاضه عسيراً”.
ويرى الباحث أن الطرفين التركي والروسي يفسران نصوص التوافقات وفق ما يريدان، ولذلك “يتحدث كل منهما عن التزامه بالاتفاق وعدم التزام الجانب الآخر، ما يبقي هامش المناوشات والرسائل النارية الروسية خاصة مفتوحاً، وآخرها قصف قسد وقصف الطائرات الروسية لمارع في عمق النفوذ التركي، إضافة إلى أن الاتفاقات التي يتم الوصول إليها في هذه الحالات هي من النوع الهشّ المبني على نصوص عامة قابلة للتفسير المتعدد وفق مبدأ الغموض البنّاء”.
للمزيد:
https://cutt.ly/ORwPa6D
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة