المشاركات الإعلامية

حول خلفيات وأبعاد الانتقاد الروسي لمؤتمر بروكسل

خلال استضافته على “راديو الكل” للحديث عن الخلافات بين روسيا والدول الغربية بشأن مؤتمر بروكسل للمانحين؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. أحمد قربي، إن الخلافات بين الطرفين ليست جديدة، فهي تتعلق برؤية كل طرف للحل السياسي والتعامل مع نظام الأسد والمعارضة، أي إن الدول الغربية تختلف بشكلٍ كاملٍ مع روسيا في تعاطيها مع الملف السوري.

وأضاف قربي أن الانتقاد الروسي لمؤتمر بروكسل ليس جديداً، ولكن خصوصية المؤتمر تأتي باعتباره المؤتمر الأكبر والأضخم الذي يتم من خلاله جمع التبرعات من قبل الجهات الداعمة؛ سواء على مستوى المنظمات أو المجتمع المدني.

ولفت الباحث إلى أن الانتقاد الروسي مبنيٌّ على عدة نقاطٍ أساسيةٍ؛ أهمها توجه الدعم، فمؤتمر بروكسل منذ أن تم إطلاقه قبل سنوات يقوم بتقديم دعم غالباً ما يتركز حول دعم اللاجئين في الدول المقيمة حول سوريا، وهي تركيا والأردن ولبنان، وتوجيه الدعم نحو المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد، بمعنى أن المؤتمر لا يوجه دعمه نحو مناطق سيطرة نظام الأسد، وهذه نقطة جوهرية.

وأشار قربي إلى أن روسيا تريد أن يكون جزءٌ كبيرٌ من هذا الدعم متوجهاً إلى المناطق الخاضعة لنظام الأسد، في حين أن الدول الغربية ما تزال مصرة على أنه لا يمكن توجيه الدعم إلى تلك المناطق مالم ينخرط نظام الأسد بشكلٍ فعالٍ في مسار الحل السياسي.

وأما النقطة الثانية المؤثرة حالياً -بحسب قربي- فهي الموقف الغربي من الحرب الروسية ضد أوكرانيا، إذْ إنَّ هناك خلافات عميقة وردة فعلٍ شديدةٍ من دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة في تعاطيها مع روسيا نتيجة حربها على أوكرانيا، وبالتالي لا يُستبعد أن يكون الموقف المتشنج للدول الغربية في استبعاد روسيا من المؤتمر يأتي لمحاولة عزلها عن مختلف الملفات المشتركة بما فيها الملف السوري.

إلى ذلك، استبعد الباحث أن يكون تخفيض حضور الأمم المتحدة للمؤتمر على مستوى المندوبين ذا تأثير على سير المؤتمر، وذلك لأن الهدف منه التأكيد على قضية مسار الحل السياسي، والالتزام بدعم ومعالجة آثار الأزمة الإنسانية الناتجة عن حرب نظام الأسد ضد السوريين، في حين أن دور الأمم المتحدة فيما يتعلق بمؤتمر بروكسل يكاد يكون فقط شرفياً وتنظيمياً باعتبار أن غالبية الدول التي تلتزم في مؤتمر بروكسل تلتزم خارج المؤسسات أو الهيئات الأممية التي غالباً ما يُوجَّه لها الدعم عبر التزام هذا الدول نتيجة عضويتها بالأمم المتحدة.

للمزيد:
https://www.youtube.com/watch?v=8RcFqha3Ty8

مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى