المشاركات الإعلامية

حول مساعي بعض الدول العربية التطبيع مع نظام الأسد بعد الزلزال

خلال استضافته على “تلفزيون سوريا” للحديث عن سعي بعض الدول العربية للتطبيع مع نظام الأسد بعد الزلزال؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. أحمد قربي، إنه وعلى صعيد العملية السياسية بشكلٍ عامٍ فإن الوضع لا يزال مراوحة في المكان، ولا يوجد شيء جديد، لأن الحديث حالياً كله ينصب على توظيف نظام الأسد لأزمة الزلزال سياسياً.

وأضاف قربي أنه وحتى في إحاطة المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسن في مجلس الأمن لم يتم التطرُّق لمسار اللجنة الدستورية التي تم اختصار العملية السياسية كلها في هذا المسار، وكان كلُّ التركيز حول المأساة الإنسانية التي نجمت عن الزلزال.

ولفت الباحث إلى أن الحديث حالياً يدور حول كيفية توظيف نظام الأسد لهذه الأزمة سياسياً من أجل فك عزلته والتخفيف من العقوبات، وهذا الأمر بدا بأنه يتقاطع بصورة أو بأخرى مع مصالح بعض الدول التي ذهبت باتجاه التطبيع مع نظام الأسد.

ورأى قربي أن بعض الدول العربية يمكن تقسيمها لـ 3 أقسام فيما يخص موضوع التطبيع، وهي الدول المُطبِّعة بالأصل مع نظام الأسد، فهذه زادت التطبيع وكان جلُّ المساعدات التي أرسلتها هي لمناطق سيطرة نظام الأسد، وزادت من تفاعلها السياسي مثل القيام بزيارات إلى دمشق.

أما القسم الثاني -حسب الباحث- فهي التي كانت تملك علاقات ودية لكن لم تصل لمرحلة التطبيع الكامل مثل مصر وموريتانيا وتونس، حيث أبدت استعدادها وزوّدت نظام الأسد بالمساعدات وزادت حراكها الدبلوماسي، وأما القسم الثالث فهي الدول التي لم تُطبِّع، وهي 3 دول عربية فقط الكويت وقطر والسعودية.

وأشار قربي إلى أن التغيير الأساسي الذي حصل هو في الموقف السعودي، وما تم الحديث عنه من مرونة سعودية من خلال إرسال المساعدات لمناطق نظام الأسد، وترافق هذا الأمر مع تصريحات وزير الخارجية السعودي أنه لا يمكن استمرار المأساة الإنسانية بسوريا، فَفُهِمَ هذا على وجود تغيُّرٍ ما في الموقف السعودي.

ويرى الباحث أن العنوان الأساسي لعملية التطبيع هو أن كل الدول التي تحرَّكت لتُطبِّع تحركت من مصالح ذاتية، فتركيا على سبيل المثال دوافعها الأساسية مرتبطة بالشأن الداخلي التركي، من محاربة مليشيا “بي كا كا” إلى موضوع الانتخابات، وأما السعودية والإمارات فهو موضوع النفوذ الإيراني والحد منه، إلا أن قربي يستبعد أن تحقق تلك الدول شيئاً مما تريده من عملية التطبيع.

المزيد:

https://www.youtube.com/watch?v=1R557TMRP3U

مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى