حول مستقبل المدن والقرى الجديدة للنازحين في سوريا
خلال استضافتها على قناة “الحرة” للحديث عن التجمّعات والمدن والقرى الجديدة للنازحين في مناطق عدة بسوريا؛ قالت الباحثة في مركز الحوار السوري: أ. كندة حواصلي، إنه في كل حالات الهجرة هناك فئة قد تعود لمناطقها الأساسية وغالباً هم الأكبر سناً والذين يملكون بعض الروابط سواء الملكيات العقارية أو بعض الروابط الأسرية.
وأضافت حواصلي أن الأجيال الجديدة والتي فتحت عيونها على هذه المنطقة والمجتمعات الجديدة قد تصبح عملية عودتها أصعب لأنها استقرت وبنت علاقاتٍ اجتماعية وأعمالاً في هذه المنطقة، ولذلك لا يمكن التنبؤ، أما إذا تغيّرت الظروف بعد سنوات وحصل تغيّرٌ ما فقد تتغير النسب، وكلما طال الأمد على النازحين في مناطق استقرارهم الجديدة تصبح فكرة العودة أصعب وتصبح نسبة الذين يعودون أقل.
ولفتت الباحثة إلى أن ما يحصل من عمليات بناء وإسكان هي مبادرات ذاتية فردية تتسم بسمة عشوائية، أي إن مجموعة من الأفراد يتفقون فيما بينهم وقد يساعدهم بعض المغتربين يشترون أرضاً ما ويبنون فيها حياً أو مجموعة من الغرف أو الكتل السكنية، لكن في المجمل ليس هناك سلطة واحدة على الأرض، أو قوانين تتحكم بهذا الموضوع خاصة مع فيتو أممي أوروبي بعدم تمويل أي مشاريع للإسكان في هذه المنطقة على اعتبار أن حالة النزوح والتهجير حالة مؤقتة ويُفترض أن يعود هؤلاء النازحون والمهجّرون لقراهم الأصلية ولا يجب مساعدتهم على الاستقرار لأن في ذلك دعماً للتغيير الديمغرافي.
وتابعت حواصلي أنه من وجهة نظر السكان والمتضررين فإن من الصعب عليهم أن يتحمّلوا العيش في خيام قماشية لفترات طويلة، ولو كانت هذه المدة مؤقتة مع وجود بوادر لحل سياسي وانفراجة لربما تحمّلوا؛ لكن الآن بعد 12 عاماً ليست هناك بوادر لحل والوضع مُجمّد، وعندما لم تتدخل السلطات المعنية والمنظمات الإنسانية الأوروبية والأممية خاصة الأمم المتحدة التي تقود عملية الاستجابة الإنسانية بدأ الأفراد يقومون بهذه المبادرات الفردية بشكل عشوائي أدى إلى نشوء تجمعات سكنية مختلفة في المواصفات والجودة بعضها يحقق جزءاً من كرامة القاطنين وبعضها يفتقد للكثير من الأساسيات المطلوبة لضمان بقائها وحصول الناس على احتياجاتهم.
المزيد:
https://www.youtube.com/watch?v=LmrY5FYAwCo
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة