حول ندوة “سوريا إلى أين؟” في الدوحة والأهداف المتوقعة منها
خلال استضافته على قناة “تلفزيون سوريا” للحديث عن عقد عدة جهات بالمعارضة السورية، ندوةً في الدوحة بعنوان “سوريا إلى أين”؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إن التعامل مع هذه الندوة على أنها وسيلة لخلاص الشعب السوري أمرٌ خاطئ ويُحمّلها مالا تحتمل، لافتاً إلى أن هذه الندوة خطوة في الاتجاه الصحيح ومسعًى لتوحيد الجهود والأهداف.
ولفت سالم إلى أن هذه الندوة فرصةٌ حقيقيةٌ لقوى الثورة والمعارضة والمقربين منها للتشاور حول القضايا ومعرفة الخلل ومحاولة الانطلاق من جديد لتقديم ما هو أفضل، مشيراً إلى أن العناوين التي طُرِحت تصب في هذا السياق.
ورأى الباحث أنه وبعد مرور 11 عاماً على الثورة السورية فإنه لا توجد “عصا سحرية” لحل إشكاليات قوى الثورة والمعارضة، متحدثاً عن أهمية العمل طويل الأمد، وأن هذه الندوة خطوة جيدة ترسل رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن المعارضة السورية لا تزال موجودة، خاصة أن هناك بعضَ صنّاع القرار الدوليين مَن يعتقد أن المعارضة ماتت وأنه يجب إطلاق “رصاصة الرحمة” عليها.
ولفت سالم إلى أن هذه الندوة ترسل رسالة بأنّ قوى الثورة والمعارضة لا تزال حيةً، وأن محاولات المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسن للعمل باتجاه موضوع “خطوة بخطوة” وإعادة تعويم نظام الأسد هي غيرُ مرضيٍ عنها من قبل المعارضة السورية التي تعد ممثلاً حقيقياً للشارع السوري أو جزء رئيس منه.
وأشار الباحث إلى أنه يمكن لقوى الثورة والمعارضة أن تلعب دوراً، خاصة مع اقتراب دخول “اتفاق موسكو” من عامه الثالث، وما نجم عنه من هدوء في المعارك ومنح متنفس لقوى المعارضة في الشمال السوري لإيقاف تدهور المأساة الإنسانية إلى حدٍ ما، مشيراً إلى أن هذا الجو ملائم لأن تُعيد المعارضة حساباتها وتعيد ترتيب صفوفها لأنه في السابق على وقع الغارات الجوية والمآسي الإنسانية اليومية والنزوح الكبير كان المعتمد انه لا يمكن الحديث عن ترتيبات سياسية، وربما الفرصة التي تأتي الآن هي فرصة جيدة ولكنها تحتاج لعمل طويل الأمد.
ورأى الباحث أن فرص تلاقي المعارضة على الأهداف وعلى آليات العمل كبيرة، لافتاً إلى أن توحيد المعارضة جميعاً تحت سقف واحد أو في جسم واحد أمرٌ صعبٌ ولكن المطلوب أن تتوحد المعارضة على مجموعة أهداف عامة وتعمل بشكل منسجم ومتناسق دون أن يكون لآليات العمل تناقضات بين بعضها، أي ألا تعرقل جهة ما أهداف وآليات عمل جهة أخرى، مردفا: “وأعتقد أن هذا ممكن وليس مستحيلاً، فاليوم المعارضة باتت أنضج من قبل”.
للمزيد:
https://www.youtube.com/watch?v=C31YPnD5kyQ
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة