كيف ينظر الأتراك لوجود السوريين على أراضيهم؟
خلال مشاركتها في مداخلة على قناة “تلفزيون سوريا” للتعليق على دراسة تركية تتحدث عن وجود تخوف لدى الأتراك من الوجود السوري خاصة فيما يتعلق بفرص العمل، قالت الباحثة في مركز الحوار السوري: أ. كندة حواصلي، إن نتائج الدراسة تبدو منطقية.
وأضافت حواصلي أن نتائج الدراسة التي أُجريت في إسطنبول تبدو متقاربة حتى مع المدن الأخرى، مشيرة إلى أنه وبحسب بعض النظريات في علم الاجتماع التي تدرس سلوك الهجرات الجماعية في المجتمعات الجديدة، فإن عملية الانسجام تمر بأربعة مراحل وهي أولاً: استكشاف المجتمع للمهاجرين الجدد، ثم الصراع على الموارد، يليه تدخل الدولة من أجل استيعاب الصراعات وتسهيل عمليات التكيف، ورابعاً الوصول إلى النتيجة النهائية، وهي إما التكيف أو العزلة.
ورأت الباحثة أن السوريين في تركيا بالمرحلة الثانية من تلك النظرية التي تُسمى الصراع على الموارد المحدودة، خاصة أن تركيا دخلت تقريباً منذ عام أزمة اقتصادية فاقم من آثارها الإغلاق الناجم عن فيروس كورونا، والذي أدى لتضرر الكثير من القطاعات، ومن الطبيعي تناقص فرص العمل وشعور الناس بضائقة مادية خاصة مع تراجع الليرة التركية.
وأشارت حواصلي إلى أن السوريين في تركيا دخلوا بقوة إلى قطاع العمل غير القانوني وغير المسجل في السجلات الرسمية، وهذا القطاع موجود حتى قبل دخول السوريين، لافتة إلى أن السوريين يعملون دون أوراق رسمية ودون تأمين صحي، ويقبلون بأجور قليلة، وهذا أمر لا يرتضيه العامل التركي، ومع هذه الأزمة الاقتصادية بدأ أرباب العمل يتجهون من أجل زيادة الربح إلى العامل السوري قليل الكلفة المادية في العمل.
وحول التباعد بين السورين والأتراك في الدراسة، قالت الباحثة إنه من الضروري الرجوع خطوة إلى الخلف، فهذه النسبة ربما أُخِذت من أشخاص في المحلات التجارية في الشارع، ولكن لو تم الذهاب إلى الجامعات التي ينتشر فيها الطلاب السوريون بشكل كبير ويتعلمون اللغة التركية وسألنا الطلبة الأتراك عن علاقاتهم مع السوريين ربما يتضح أن هناك نسبة كبيرة من الاندماج.
وأوضحت حواصلي أن هناك دراسات تُحمّل السوريين جزءاً من المسؤولية حول عدم الاندماج لأنهم انغلقوا وانكمشوا على أنفسهم في مناطق مختلفة وشكلوا مجمعات صغيرة ضمن مجتمع كبير، وفي نفس الوقت انكمش المجتمع التركي على نفسه ولم يبادر في توسيع دائرة العلاقات، رغم أن المسؤولية مشتركة يتحملها الطرفان، ولفتت حواصلي إلى أن أغلب مشاريع الاندماج تتوجه إلى السوريين من أجل اللغة وتعريفهم بعادات الأتراك، ولكن لم نجد مشاريع وُجِهت إلى الأتراك لتعريفهم بهذه الشريحة من السوريين.
للمزيد:
https://www.facebook.com/watch/live/?v=487157009244399&ref=watch_permalink
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة