ما أسباب الانشقاقات المتكررة في تنظيم “هتش” وما حجم تأثيرها عليه؟
خلال استضافته على موقع “تلفزيون سوريا” للحديث عن الانشقاقات الجديدة في صفوف تنظيم “هيئة تحرير الشام-هتش”؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إن أسباب الانشقاق تتعدد؛ منها الفكرية والأيديولوجية ومنها المالية أو المصلحية، وغالباً ما تكون مختلطة بين العديد من الدوافع.
وأضاف سالم أن سعي قيادة “هتش” للابتعاد عن “الجهادية العالمية” أدى إلى حدوث انشقاقات عديدة من “الجهاديين”، وهي انشقاقات مفهومة لأسباب أيديولوجية وفكرية، ولكن هذا لا يعني أيضاً عدم وجود أسباب أخرى متعلقة بالخلافات الشخصية أو الخلافات على المصالح، كما في حالة “أبو مالك التلي” الذي كان من أحد أسباب انشقاقه تهميشه وإبعاده عن صنع القرار.
وعن تأثير الانشقاقات على “هتش”؛ قال الباحث: إن هذه الانشقاقات تؤثر على بنية ومصداقية “هتش” لدى الشرائح الداعمة للمنشقين، فانشقاق الشخصيات “الجهادية” أضعف بالتأكيد رصيد التنظيم لدى داعمي “التيار الجهادي”، بل أصبحت تُصنف “هتش” اليوم كعدو لـذلك التيارك.
واستدرك الباحث: “لكن قد يكون لها آثار إيجابية من ناحية تعويض الانشقاقات بولاءات على أسس جديدة ربما تسهم في تماسك الفصيل كونها منسجمة مع التوجه الجديد الذي تتبناه هيئة تحرير الشام”.
وحول الفروقات والدوافع بالانشقاقات بين “أحرار الشام” و”هتش”؛ قال سالم إن العامل الأساسي الذي أدى إلى حدوث انشقاقات في “أحرار الشام” هو العامل الخارجي، أيْ وجود ضغط من جهات خارج الفصيل متوافقة مع جهات داخله، حيث كان هناك ضغط من “هتش” على “أحرار الشام” ودعم هذا الضغط جهات من الحركة في ظروف ضعف الفصيل وتراجع موارده المالية.
ولفت الباحث إلى أن هذا العامل غير موجود لدى “هتش” فلا يوجد عامل ضغط خارجي، كما أن لديها موارد مالية كونها تسيطر على المعابر وغيرها، إضافة إلى وجود نواة صلبة متماسكة متمثلة بقيادة “الجولاني”، ومن حوله من الأمنيين والممسكين بعصب الموارد من مؤيديه، مما أدى إلى وجود قيادة مركزية قوية لدى “هتش”، خاصة أنها تعتمد على المقاربة الأمنية لحساب السلطة ولو أدى الأمر إلى ارتكاب انتهاكات، وهو الأمر الذي لم يكن موجوداً لدى “أحرار الشام”.
للمزيد:
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة