مشاركة المركز في ورشة العمل ” مستقبل سوريا: الديناميكية المحلية والاقليمية ” والتي أقامها مركز أورسام بالتعاون مع منظمة مدنيون للعدالة والسلام
شارك أ. محمد سالم – مدير وحدة تحليل السياسات في مركز الحوار السوري – في ورشة العمل التي أقامها مركز “دراسات الشرق الأوسط – أورسام” ومنظمة “مدنيون للعدالة والسلام” في العاصمة التركية أنقرة، وذلك لمناقشة تطورات المشهد السياسي في المنطقة وأثرها على الملف السوري.
وخلال الورشة تم نقاش عدة جوانب من القضية السورية؛ منها ما يتعلق بمستقبل الحل السياسي في ظل تعنت النظام وعدم وصول اللجنة الدستورية إلى أي نتائج وجول جدوى اللجنة في الأصل، وأثر تغيير الدستور على إمكانية حصول حل سياسي حقيقي، كما تطرقت إلى السيناريوهات المتوقعة في حال لم يتم التوصل لحل سياسي.
من جانبه، لفت الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، خلال الورشة ، إلى أن القضية السورية لا تختلف من حيث الفشل الأممي والدولي في حلها عن قضايا أخرى كالقضية الفلسطينية أو القبرصية، مشيراً إلى أنه وعلى الرغم من عقد 6 جلسات للجنة الدستورية على مدى أكثر من سنتين؛ إلا أنه لا يوجد أي تقدم حقيقي أو حتى توافق حول نصوص عامة بسبب تعنت النظام.
ورأى سالم أنه لن تكون هناك أهمية كبيرة للدستور في بلدٍ لا سيادة للقانون فيه أصلاً، في الوقت الذي تتجه سوريا فيه الى حالة مشابهة للحالة اللبنانية والعراقية، مع بقاء سلطات الأمر الواقع على الأرض من مليشياتٍ ومجموعاتٍ مسلحةٍ أقوى من القانون والدولة، مرجحاً أن سوريا لن تعود لمؤسسات الدولة والسلطة المركزية إلا بعد زمن طويل جداً.
ولفت الباحث إلى أنه من الأهمية بمكان استمرار وجود مناطق النفوذ التركية في سوريا والعمل على استقرارها بالتعاون مع قوى المعارضة، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن السمة البارزة في التوافقات التركية الروسية إزاء سوريا بأنها غامضة وهشة وعامة تترك التفاصيل فيها لما يسمى بـ “الغموض البناء” بحيث تبقى النصوص قابلة للتفسير المتعدد بحسب السياق.
إلى ذلك، ناقشت الورشة قضايا متعلقة بالفاعلين الدوليين وإمكانية الانسحاب الأمريكي من سوريا ومن سيستفيد منه في حال حدوثه، كما تطرقت إلى المحاولات الروسية لتوسيع مناطق النفوذ في سوريا والمحاولات الإيرانية لتغيير المجتمع السوري، وصولاً إلى نقاش محاولات بعض دول المنطقة التطبيع مع نظام الأسد.
كما تطرقت الورشة إلى نقاش وضع السوريين في تركيا وتأثيرهم على البنية المجتمعية وتصاعد الاحتقان بسبب بعض الإشكالات التي يتعرض لها السوريون في تركيا.
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة