المشاركات الإعلامية

حول الحديث عن خفض روسيا بعض أنشطتها العسكرية في سوريا

خلال استضافته على “راديو الكل” للحديث عما يُتداول حول تخفيض روسيا لوجودها في سوريا بسبب الحرب في أوكرانيا؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إن الفترة الأخيرة شهدت تراجعاً في تمويل بعض المليشيات المحسوبة على روسيا مثل “الفيلق الخامس” وتوقف عمليات التجنيد الواسعة، ولكنّ هذا لا يعني أنّ روسيا ستقلل من أهمية وجودها بسوريا أو تنسحب من المناطق.

وأضاف سالم أن روسيا تسعى لخفض النفقات لأقصى حدٍ في سوريا، وبالتالي فإن التأثير بالدرجة الأولى يتمثل في عدم محاولة التوسع إلى مناطق جديدة؛ سواءً في إدلب أو في شرق الفرات مع المحافظة على الوجود الحالي في المناطق، ولو بالاستعاضة عن قواتها أو القوات المحسوبة عليها بقوات محسوبة على النظام والإيرانيين.

وحول قضية اللامركزية وإعادة الحديث عن تطبيقها في سوريا؛ قال سالم إن هناك اتفاقاً بين قوى الثورة والمعارضة عموماً ومختلف الأحزاب على اللامركزية الإدارية، بمعنى أن المحافظات لها حريتها ولها هامش من الاستقلالية في إدارة سلطاتها المحلية، مثل قضية البلديات والمجالس المحلية.

وتابع سالم أنه عند الحديث عن لامركزية سياسية أو فدرالية فهنا يبرز الخلاف داخل المعارضة، في حين أن “قسد” تريد غالباً ما هو أبعد من الفدرالية أو ما هو أبعد من اللامركزية السياسية، فهي تريد استقلالاً أكبر أو تريد الفدرالية، وهذا يتخوف منه السوريون وقوى الثورة والمعارضة، كما تتخوف منه تركيا لأنها قد تكون بداية مرحلة للانفصال لاحقاً كما حدث في إقليم شمال العراق.

ولفت الباحث إلى أن اللامركزية الإدارية التي تبتعد عن وضع كل السلطات بما فيها المحلية في يد العاصمة تُعدُّ أمراً جيداً ومتفقاً عليه، ولكن اللامركزية السياسية بمعنى الوصول إلى حكمٍ محليٍ أبعد من مجرد البلديات والسلطات المحلية والإدارة فهذا يعني تقسيم الثروات، مشيراً إلى أن هذا الموضوع يحتاج إلى نقاش كبير بين السوريين، وإلى الآن هو ليس فقط غير متفق عليه بل هو غير شائع لدى قوى الثورة والمعارضة.

وأشار سالم إلى أن الولايات المتحدة تقوم بنشاطٍ على المدى الطويل لمحاولة تسويق فكرة اللامركزية السياسية التي تريدها “قسد” والوصول ربما إلى شيء مشترك بين “قسد” وبعض أطراف المعارضة لأن هناك رؤية أمريكية أيضاً لحث تركيا والمعارضة على محاولة الوصول إلى إدارة مشتركة لشرق الفرات ومناطق المعارضة الخاضعة للنفوذ التركي.

إلى ذلك، رأى الباحث أن “قسد” قبل بداية حرب أوكرانيا كانت تحاول أن تحتمي بالنفوذ الروسي، وتحاول أن تُدخِلَ الروس في دوريات إلى مناطقها، لأنها تعلم أن الروس بوجود انسحاب أمريكي هم الذين سيكونون أقوى، ولكن اليوم تغيرت الرؤية، فقد تضعف روسيا مع احتمال أن تستمر حرب أوكرانيا لسنوات، وبالتالي فإن الوجود الأمريكي في سوريا ربما يستمر.

ولفت سالم إلى أن الولايات المتحدة قبل حرب أوكرانيا كانت تحاول أن تعتمد على روسيا وتوظف الوجود الروسي ليكون بديلا عنها لأنها كانت تريد أن تخفف الوجود الأمريكي بسوريا، ولكن اليوم في ظل التوتر بين أمريكا وروسيا فإن التفاهمات لن تمر كما كانت سابقاً، فالتفاهم بين الطرفين حول مختلف الملفات سيصبح أصعب، ولن يكون هناك انسجام.

إلى ذلك، أشار سالم إلى أن نظام الأسد حشر نفسه بشكل واضح مع روسيا في حرب أوكرانيا من خلال تبني موقفها بشكل كامل، ولم يأخذ حتى الموقف الإيراني الذي لم يقف تماماً مع روسيا، وبالتالي هذا يُبعد أي فرصة للتقارب بينه وبين الولايات المتحدة ويشجع أمريكا على الاعتماد على “قسد” بشكل أكبر، وبالتالي فإن “قسد” تهدد بهذه الطريقة شرعية النظام لأنها تشكل بديلاً عنه عند المجتمع الدولي أو جزء منه الممثل بأمريكا والغرب عموماً، خاصة في ظل الاستقطاب.

للمزيد:
https://www.radioalkul.com/p440987/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى