حول أهداف تشكيل روسيا “الفرقة 16” في سوريا
خلال استضافته على “تلفزيون سوريا” للحديث عن أهداف روسيا من تشكيل “الفرقة 16” في سوريا؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. أحمد قربي، إن الفرقة تم تداول أنباء إحداثها وظهرت بعض المؤشرات على تأسيسها في حزيران عام 2020، مشيراً إلى أنها شبيهة من حيث الهيكلية بـ “الفرقة 25” التي يقودها العميد بقوات نظام الأسد “سهيل الحسن” قائد ما يُعرف بـ “قوات النمر”.
وأضاف قربي أنّ بُنيةَ هذه الفرقة لا تختلف عن المؤسسات التي اعتادت روسيا تأسيسها منذ تدخلها في سوريا، مشيراً إلى أن روسيا عندما تدخّلت عسكرياً في سوريا كانت تحمل أيديولوجيا نابعة من فكرة الاتحاد السوفييتي وهي تمكين المؤسسات، وهذا الأمر كان مخالفاً للتوجُّه الذي كانت إيران اعتادت على تغذيته في سوريا بعد الثورة وهو تغذية المليشيات خارج مؤسسات الدولة الرسمية، ولهذا ظهرت مليشيات “الدفاع الوطني” والمليشيات الطائفية من “حزب الله” والمليشيات الإيرانية والقوات الرديفة.
وتابع الباحث أنه عندما أتت روسيا حاولت أن توجد نوعاً من المركزية للدولة، فعملت على تأسيس “الفيلق الخامس” ثم “الفرقة 25″، ثم ما يُسمى “اللواء 16″، لافتاً إلى أن هذا اللواء لا يختلف من حيث التركيبة عن بقية المؤسسات التي أنشأتها روسيا خصوصاً من حيث البعد الطائفي، لافتاً إلى أنّ “صالح عبد الله” قائد اللواء ينحدر من الطائفة العلوية كما “سهيل الحسن”، وهذه النقطة مهمة جداً لمعرفة كيف تٌفكّر روسيا في بناء المؤسسات، فهي تريد نسخ مؤسسات نظام الأسد ذات البنية الطائفية ومحاولة تكرارها مع نقطة إضافية أنها تريد أن تجعل ولاء المؤسسات لروسيا أكثر من أن تكون مرتبطة بنظام الأسد.
وأشار قربي إلى أن عناصر الفرقة أتوا أساساً من المليشيات التي كانت موجودة في سوريا، إضافة لـ “قوات النمر”، بمعنى أن هذه العناصر تم أخذها بالأساس من تشكيلات تعمل تحت توجيه وإشراف الضباط الروس، أي إنها لم تأت بهم من جيش نظام الأسد أو الفرق العسكرية العادية أو من خلال التجنيد الإجباري، بل أتت بعناصر لديهم خبرة مسبقة.
وحول الأدوار المنوطة بـ “الفرقة 16” ؛ توقع الباحث أنها ترتكز على 5 أدوار، وهي الأدوار العسكرية التقليدية التي اعتادت روسيا من خلال المليشيات أن تكون هي القوّة الضاربة على الأرض التي تُنسق مع القوة الجوية التي تملكها في قاعدة حميميم، وهذا الدور الأساسي الذي حاولت روسيا أن تغطيه بعيداً عن المليشيات الإيرانية ولم تستطع حتى الآن من خلال التجارب السابقة في حملاتها العسكرية المتكررة.
وأما الدور الثاني -حسب قربي-؛ فهو محاولة إيجاد أكثر من نقطة توازن داخل المؤسسة العسكرية لدى نظام الأسد، وهي نقطة مهمة تريد روسيا من خلال “الفرقة 16” أن تحاول إيجاد أكثر من مركز ثقل حتى توازن بين هذه القوى، ولا تجعل كل قوتها الضاربة مع “سهيل الحسن”، فهي تريد تعداد وتنويع مراكز القوى لإيجاد نوع من التوازن داخل مؤسسة جيش نظام الأسد.
وأما الثالثة فهي الأدوار غير التقليدية غير العسكرية، أي الاقتصادية كأن تقوم المليشيات بعمليات تهريب البشر وتجارة المخدرات وتجارة المحاصيل وسلب الأراضي، فكل هذه التجارة غير الشرعية تحاول روسيا من خلال المليشيات والمؤسسات والأجنحة العسكرية أن توجد بها نوعاً من التمويل لها بعيداً عن مؤسسة نظام الأسد العسكرية.
الدور الرابع -وفق قربي- هو موازنة الدور الإيراني، وهي نقطة مهمة، لأن روسيا عندما أتت بـ “الفرقة 16” ووضعتها في حلب كل المؤشرات تقول إنها لموازنة الوجود الإيراني لأن الوجود الأساسي الأكبر عسكرياً في حلب لإيران، ولذلك أتت روسيا بهذا اللواء ووضعته في حلب حتى لا تكون الكلمة لإيران هناك.
أما الدور الخامس والأخير، وهو إمكانية أن يكون لهذه الفرقة دورٌ مستقبلي خار ج الحدود في معارك روسيا، ولكن لا توجد مؤشرات على ذلك حتى الآن.
للمزيد:
https://www.youtube.com/watch?v=b30DzRoybQ8
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة