جهود الحشد والـمُنَاصَرة السورية في الساحة الدولية: واقع متشابك، وغياب للاستراتيجيات
ورقة بحثية من إعداد الوحدة المجتمعية
ملخص تنفيذي
يُعدّ مفهوم “الحشد والمناصرة” من المفاهيم الحديثة، وقد عرفه السوريون بعد اندلاع الثورة السورية؛ وتسعى هذه الورقة إلى تسليط الضوء على الجهود التي بذلها السوريون أفراداً ومنظماتٍ في هذا السياق.
يشير مفهوم “المناصرة” إلى قدرة جانب من المجتمع المدني على التأثير في عملية صناعة القرار، أو تسليط الضوء على بعض القضايا بهدف تحسين الواقع، من خلال مجموعة من الأنشطة والجهود والاستراتيجيات التي تسعى إلى إثارة الرأي العام تجاه قضية ما، ثم الحشد الجماهيري لها، والتوجه بالضغط نحو المعنيين لتصحيح الأوضاع إلى شكل أفضل أو تعديل القوانين والسياسات، أو المساهمة في ترسيخ مبدأ الشفافية والمساءلة.
وتنتظم حملات الحشد والمناصرة ضمن سياقات واضحة تهدف إلى تحديد الهدف والجمهور المستهدف، واختيار الاستراتيجيات والأنشطة التي ستقوم بها للوصول إلى ذلك الهدف الرئيسي.
وبالنظر في الحالة السورية فإن مفهوم الحشد والمناصرة تطوّر عند السوريين بعد عام 2011؛ فقد استخدم الناشطون السوريون بعض أدوات الحشد والمناصرة كالتظاهر والظهور الإعلامي دون استراتيجية واضحة، وتطور هذا المفهوم وأدواته واستخداماته من خلال الدورات والتدريبات، حتى تمكَّن ناشطون ومنظمات من تنظيم عدد من الحملات توجَّه بعضها إلى الساحة الغربية، ونجحت في لفت الانتباه إلى بعض القضايا الإنسانية والسياسية، وفي التأثير – إلى حدّ ما – في الجهات الدولية المعنية بالقضية السورية.
درست الورقة نموذجين من حملات الحشد والمناصرة التي لقيت تفاعلاً واضحاً من الجمهور واستهدفت الساحة الدولية، وقامت بتحليل أهدافهما وجمهورهما واستراتيجيتهما ونتائجهما؛ حيث ركّز النموذج الأول على الحملات المرافقة لأحداث عسكرية في حلب والغوطة وإدلب والتي حققت صدىً وانتشاراً جيداً، لكنها لم تستطع الوصول إلى هدفها الرئيسي المعلن. فيما ركّز النموذج الثاني على الحملة المتعلقة بقضية المعتقلين (ملف قيصر)، كنموذج لحملة حشد ومناصرة وضغط استطاعت الوصول جزئياً إلى هدفها، وحققت -في سياق موضوع الورقة كما سيتضح-إنجازاً ملموساً تمثّل باستصدار قانون أمريكي يفرض عقوبات على النظام السوري والداعمين له من الأفراد والمؤسسات.
وانطلاقاً من نتائج الدراسة السابقة فإنه يمكن اكتشاف جوانب نقاط القوة التي حققتها حملات الحشد والمناصرة السورية؛ إذ بدا واضحاً أن تلك الحملات أسهمت بإضاءة كثير من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها نظام الأسد، وشكّلت حالة ضغط إعلامي وسياسي على كل من نظام الأسد وروسيا، كما قدّمت للسوريين فرصة للتدرب على طرق “ممارسة المواطنة” والتعبير عنها، وفتحت الباب لإنشاء علاقات مع جهات وهيئات جديدة تشاركها الاهتمام نفسه.
كما تمكنت هذه الحملات من إظهار الدعم الداخلي للقضية السورية وتعزيز صمود السوريين في الداخل، وشكّلت فرصة للبدء بعملية المساءلة وملاحقة المتورطين أو محاصرتهم، كما فتحت المجال لظهور أنماط من التنظيم المجتمعي من خلال تكوين روابط وهيئات وشبكات تجمع أصحاب القضية والمتضررين للدفاع عن قضيتهم.
إلا أنها عانت من جوانب ضعف ومن بعض الأخطاء التي تحتاج إلى معالجة؛ فقد توجهت للتأثير في صانع قرار دولي دون أن تمتلك أيّاً من أدوات الضغط الحقيقية، ورفعت سقف توقعاتها، كما واجهت واقعاً شديد التعقيد على المستوى الداخلي والخارجي، ومتغيرات ميدانية وسياسية جعلت الاهتمام الإعلامي الدولي وحتى السياسي يتقاعس عن استمرار دعم القضية رغم عدالتها.
ومن جهة أخرى فقد أخفقت حملات المناصرة السورية في استقطاب جماهير جديدة وتغيير قناعاتها، ولم تنجح في المحافظة على حجم الحشد الداخلي، كما لم تقدم أنشطة مناصرة مؤثّرة تخدم الحدث، ولم تستطع تفعيل دور الجاليات السورية في المغترب على النحو المطلوب، عدا عن كونها قد ركزت على مخاطبة الجمهور المحلي والعربي وعلى أنشطة رفع الوعي، وغاب عنها الاستراتيجية والأهداف الواضحة والقدرة على استشراف الحدث قبل وقوعه، إلى جانب المبالغة في تقدير الإنجازات وضعف مفهوم تقييم الأثر وتعديل السياسات.
هذا؛ ولم تستطع أي من هذه الحملات – حتى الناجحة منها بمقياس السوريين – أن تحقق هدفها الرئيسي بشكل واضح، سواء الحملات الموجهة لأصحاب القرار أو الحملات الموجهة للشعوب، وهو ما يشير إلى وجود خلل على مستوى الاستراتيجيات أو على مستوى تحديد الأهداف، أو إلى غياب الكوادر المؤهلة.
وبالنظر في تجارب دول أخرى في حملات الحشد والمناصرة فقد فشلت الكثير من التجارب التي تسعى إلى التغيير، مقابل نجاح عدد محدود من التجارب، وقد تركزت عوامل النجاح في قدرة أصحاب القضية على تأسيس حركة منظَّمة تحمل استراتيجية واضحة يقوم عليها موظفون متفرغون، وينتهجون سياسة النفَس الطويل، عبر قيامهم بأنشطة مستمرة ومتعاقبة، تتم فيها مراكمة الإنجازات وحشد الأنصار من مختلف البلدان للمناصرة للقضية على أرض الواقع، دون الاعتماد على البيئة الافتراضية فحسب.
وخلصت الورقة إلى أن جهود السوريين أفراداً ومؤسساتٍ تمكنت من إيصال الخبر السوري إلى العالمية؛ إلا أن تلك الجهود لم تتمكن من استثمار هذا الوصول في تحقيق حالة من التأثير والضغط لتغيير الواقع إلى شكل أفضل. وقد قام السوريون باستخدام أساليب الحشد والمناصرة والضغط لخدمة قضيتهم؛ إلا أن هذا الاستخدام كان آنياً تنقصه الاستمرارية والاستراتيجية، فهو يظهر في كثير من الأحيان على شكل ردة فعل تتفاعل مع الحدث الطارئ بوقت متأخر بعد وقوعه. ولذا يتوجب على أصحاب القضايا والمدافعين عنها إعادة تقييم الحملات التي يعملون عليها والأهداف والاستراتيجيات والأدوات التي يستخدمونها، ودراسة التجارب السابقة والتعلم من الأخطاء؛ فتحقيق الإنجازات بهذه الأدوات يحتاج إلى الوعي بسُنَّة التدافُع ومراكمة الجهود، والتحوُّل بها من النشاط الفردي إلى النشاط المؤسساتي.
وقدّمت الورقة مجموعة توصيات من شأنها تعزيز جهود الحشد والمناصرة الحالية وتطويرها بما يحقق أكبر قدْرٍ من المنفعة للسوريين وقضيتهم، وتركز مع الجمهور المستهدف على الأرض على العمل البنائي طويل الأمد؛ الذي يعتمد على أنشطة التثقيف، والتعبئة، والتنظيم، والدعم، وبناء الشبكات الاجتماعية والسياسية، والاستمرارية ومراكمة النجاحات، والوعي وتجنّب الانقطاع، وتحقيق الشراكات المحلية والدولية؛ بهدف امتلاك قدرة على التأثير يمكن من خلالها الضغط على أصحاب القرار ودفعهم للالتفات إلى مطالبهم.
مقدمة
يُعدّ مفهوم “الحشد والمناصرة” الذي يقابل المصطلح الأجنبي “Advocacy” مفهوماً جديداً على المجتمع السوري، الذي أدرك بعد اندلاع الثورة السورية أنه يملك قوة للتأثير وصناعة الحدث، فبدأ الناشطون السوريون والمنظمات الاطلاع على التجارب في الدول الأخرى، وتعلم الأدوات التي يستخدمونها للتأثير في صناعة القرار.
ومع مرور الوقت تطورت هذه المعرفة ونزلت إلى حيز التنفيذ، فبدأت حملات الحشد والمناصرة التي نظّمها السوريون – أفراداً ومنظماتٍ – تفرض وجودها في الساحة؛ حيث استطاعت إيصال القضية السورية إلى الساحة الدولية في عدد من المواضيع بشكل نسبي، وبدعمٍ ومساعدةٍ من بعض الجهات الأجنبية. وعلى الرغم من فقدان الخبرة السابقة ومن الأخطاء المرتكبة؛ إلا أن هذه التجربة تستحق الدراسة والتعمق للتعرف على حيثياتها وسبل تطويرها.
تحاول هذه الورقة الإجابة عن الأسئلة الآتية:
- أين وصلت جهود الحشد والمناصرة التي قام بها السوريون وتوجهت للمجتمع الدولي؟ هل استطاعت هذه الجهود تحقيق الأهداف التي سعت إليها؟ ولماذا؟
- كيف يمكن تطوير هذه الجهود لتكون أكثر فعالية وقدرة على التأثير؟
وتأتي أهمية الورقة من كونها محاولة لدراسة جهود الحشد والمناصرة التي استهدفت مجتمعات وصنّاع قرار غير سوريين، ولتسليط الضوء على الإنجازات التي حققتها تلك الحملات والقائمون عليها بعد هذه السنوات، ولاكتشاف الأخطاء التي وقعت فيها واقتراح الحلول والتوصيات التي بإمكانها تعزيز هذه الجهود بشكل مستقبلي من أجل تحقيق المزيد من التأثير، لاسيما مع استمرار المأساة الإنسانية في سوريا، والحاجة الماسّة للحشد والمناصرة.
واعتمدت الورقة المنهج الوصفي التحليلي مع دراسة الحالة، بما يفسّر الظاهرة ويحلّلها من مختلف جوانبها، من خلال دراسة أربعة نماذج مختلفة لحملات مناصرة حققت درجة من الانتشار على المستوى الدولي، وذلك بدراسة المعرّفات الرسمية الخاصة بالحملات، ومتابعة منشوراتها، وما نُشر عنها في الإعلام الدولي[1]، وقد استندت الدراسة كذلك إلى عدد من المصادر الثانوية من أبحاث ومقالات متعلقة بالموضوع، وكما استندت إلى مجموعة من المصادر الأولية من خلال مجموعة مقابلات معمقة أُجريت مع عدد من العاملين في هذا المجال[2].
“تركز الورقة على حملات الحشد والمناصرة في الساحة الدولية، ويُقصد بها: الحملات التي استهدفت جمهوراً ومؤثّرين وصنّاع قرار في الدول الغربية، خاصة الدول المعنية بالقضية السورية؛ في محاولة للتأثير في سياسات هذه الدول ودفعها لإقرار قوانين واتخاذ قرارات تخدم القضية السورية” |
وقد تطرقت الورقة في قسمها الأول إلى التعريف بمفهوم الحشد والمناصرة وأدواته واستراتيجياته، ثم سلّطت الضوء في القسم الثاني على تطور هذا المفهوم عند السوريين بعد عام 2011، وركز القسم الثالث على دراسة عدد من الحالات لحملات موجهة للساحة الدولية نجح بعضها بشكل جزئي، وأخفق بعضها الآخر في الوصول إلى أهدافه.
واستعرض القسم الرابع بشيء من التفصيل جوانب القوة والضعف التي بدت في تلك الحملات، في حين استعرض القسم الخامس بعض حركات التغيير التي استخدمت أدوات الحشد والمناصرة للوصول إلى أهدافها، وجاء القسم السادس من الورقة بمجموعة توصيات من شأنها تطوير هذه الجهود وزيادة فاعليتها وقدرتها على التأثير، وضمّ القسم السابع مجموعة ملحقات: هي الجداول التي تمت من خلالها الدراسة التفصيلية للحالات الواردة في الورقة.
أولاً: مفهوم الحشد والمناصرة، الإطار النظري:
تتعدد التعريفات الخاصة بمفهوم المناصرة، وتختلف باختلاف الجهة التي قامت بصياغة التعريف؛ نظراً لاختلاف الاستراتيجيات والقيم التي يستند إليها المفهوم بين جهة وأخرى[3]، وقد يختلط مفهوم الحشد والمناصرة مع غيره من المفاهيم.
1- تعريف مفهومي الحشد والمناصرة:
الحشد: هو اجتماع أعداد من البشر حول هدف معين[4].
الـمُنَاصَرة “Advocacy”: يُعرف قاموس أوكسفورد الشخص الذي يقوم بالمناصرة بأنه: مَن يقوم بدعم قضية ما علناً أو توصية سياسات معينة، وذلك عن طريق تبنّي هذه القضية بالنيابة عن شخص آخر[5].
ومن التعاريف المنتشرة ما يرى المناصرة بأنها: مجموعة الجهود والأعمال المنظَّمة المتعلقة بالواقع الحالي وتسعى إلى التطرق لمواضيع مخفية كانت فريسة للتجاهل، من أجل التأثير في المواقف والسياسات العامة، بشكل يؤدي إلى تغيير الواقع باتجاه أفضل وتحقيق مجتمع عادل ومتحضّر، وهي عملية تتم من رأس الهرم إلى قاعدته[6]، أو من قاعدته إلى رأسه؛ بناءً على القضية المطروحة، والسياق والعوامل الحافزة، وتهدف إلى إشراك الأشخاص في عمليات صناعة القرار الذي يؤثر في حياتهم[7].
وغالباً ما يتم خلط مفهوم المناصرة مع مفاهيم أخرى تشترك بالعناصر ذاتها، مثل التسويق الاجتماعي، والعلاقات العامة، وحملات الوعي الشعبي. وتختلف حملات المناصرة عن باقي هذه المفاهيم بأنها[8]:
- لا تقف عند زيادة الوعي؛ بل تسعى دائماً للضغط على صانع قرار معين، ولتحقيق تغيير في السياسات.
- تختلف حملات المناصرة من حيث البنية أو نوع النشاط المستهدف عن حملات رفع الوعي، على الرغم من أن الجمهور العام هو أحد المستهدفين الرئيسيين في تلك الحملات؛ فحملات المناصرة تهدف إلى تحريك الجماهير للقيام بخطوة تجاه مشكلة ما، وليس لمجرد الاطلاع والعلم بها.
- لا تكتمل حملة المناصرة إلا إذا تم تحقيق النتائج المرجوّة، أي الأهداف المرسومة مسبقاً، وبالتالي تختلف الاستراتيجيات المتبعة في حملات المناصرة عن حملات التسويق والعلاقات العامة؛ نظراً لاختلاف الهدف والغاية المرسومة لهذه الحملات[9].
” المناصرة هي مجموعة الجهود المنظَّمة المتعلقة بالواقع الحالي وتسعى إلى التطرق لمواضيع ومشاكل مخفية كانت فريسة للتجاهل، من أجل التأثير في المواقف والسياسات العامة بشكل يؤدي إلى تغيير الواقع باتجاه أفضل وتحقيق مجتمع عادل ومتحضر.” |
ومن جهة أخرى فغالباً ما يختلط مفهوم المناصرة والأنشطة المرتبطة بها مع أنشطة مراكز الضغط، ما يُعرف اصطلاحاً بـ “اللوبي”؛ فأنشطة مراكز الضغط هي من أدوات المناصرة السياسية، وأعضاء مجموعات الضغط الاحترافيون يتقاضون مبالغ مالية مقابل التفاعل بشكل مباشر مع السياسيين أو الشخصيات العامة، بهدف التأثير في تشريعات سياسية معينة. في حين أن فعاليات المناصرة لا تقتصر فقط على التأثير في صنّاع القرار بخصوص تشريعات سياسية معينة، بل تتضمن فضاءً واسعاً من أنشطة التواصل والترويج لقضية معينة، من بينها أنشطة مجموعات الضغط[10].
2- مراحل عملية المناصرة[11] :
تمرّ عملية المناصرة بعدد من المراحل، هي :
- إثارة الانتباه والرأي العام نحو قضية مهمة، وتحريكها على جميع الأصعدة لحثّ صنّاع القرار على تبنّيها.
- مجموعة من الأفعال والأنشطة العلنية والجماهيرية [12].
- تعبئة الجمهور وحثّهم على المشاركة في العمل العام.
- التوجُّه إلى الآخر بعمليات الإقناع وحثّه على تغيير موقفه.
- تفهُّم احتياجات ومصالح الآخرين وتوضيح ما هو مطلوب منهم.
- التأثير في عملية صنع القرار على كافة المستويات.
- تقديم حلول لصنّاع القرار وعدم الاكتفاء بمجرد الانتقاد.
3- خطوات الإعداد لحملات المناصرة[13]:
لابد عند التخطيط لحملة مناصرة من تحقيق الخطوات التالية:
- تحديد القضية وجمع المعلومات ومعرفة الظروف البيئية[14].
- تحليل المعلومات ومعرفة جوانب القوة والضعف والظروف التي سيتم العمل فيها.
- تحديد وتحليل الفئات المستهدفة، ومعرفة الحلفاء والخصوم.
- الإعداد والتخطيط: وضع الأهداف[15]، وطرق وآليات العمل، والأنشطة، والإمكانات البشرية، والفترة الزمنية.
- تنفيذ ما تم التخطيط له.
- التقييم المستمر للأداء[16].
4- استراتيجيات المناصرة[17]:
تعتمد عملية بناء استراتيجية المناصرة بشكل أساسي على عوامل وعناصر عدة تتألف من[18]:
- هدف الحملة: وتشمل الأهداف الآنيّة (المرحلية) وبعيدة المدى (الرئيسية)[19].
- النطاق الجغرافي للحملة[20] ومراعاة التوقيت الزمني[21] وما يترافق معهما من فرص وعوائق محتملة.
- تحليل البيئة السياسية المستهدفة[22]: كالحكومات المحلية والمنظمات الدولية … إلخ،
- تحديد الجمهور المستهدف[23]:
- الأشخاص والمؤسسات التي تملك السلطة الفعلية لتوفير التشريعات (المشرِّعون).
- الأشخاص الذين يملكون القدرة على التأثير في مَن يملك السلطة الرسمية: مثل وسائل الإعلام والصحافيين، والشخصيات السياسية الحليفة أو المعارضة، ومنظمات المجتمع المدني، والجامعات والأكاديميين.
- الجمهور العام.
- بناء الخطاب: ويتضمن:
- رسائل الحملة: مجموعة من الرسائل المقنعة المتنوعة، والمصمَّمة لتناسب كل جمهور وفقاً لما هم مستعدون لسماعه، ويجب أن تتضمن الاحتكام لما هو صحيح، والاحتكام إلى مصالح الجمهور الخاصة[24].
- رُسل الحملة (المتحدّثون): وهم الأشخاص الذين يفترض أن ينقلوا رسالة الحملة، ويجب أن يكونوا من الخبراء الذين يتمتعون بمصداقية، ويمكن الاستعانة ببعض الشخصيات من الفئات الأصلية التي تعاني من مشكلة، بعد أن يتم تجهيزهم وتدريبهم بأفضل طرق لسرد المعلومات وإيصال الرسائل.
- بناء التحالفات: ويُقصد به تعاون عدد كبير من المنظمات لتحقيق هدف المناصرة الرئيسي المشترك[25].
- اختيار الأنشطة والفعاليات التي تناسب بيئة المناصرة التي يتم العمل فيها[26].
ثانياً: تطور مفهوم الحشد والمناصرة عند السوريين بعد عام 2011:
لم يكن للمجتمع المدني في سوريا أي أثر واضح منذ استلام البعث السلطة؛ فقد استغل قانون حلّ الأحزاب الذي فُرض أيام الوحدة بين سوريا ومصر فأحكمَ سيطرته على مفاصل المجتمع المدني ومؤسساته كافة، وأخضعها لإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل التي تحكمت بغالبية الأنشطة الاجتماعية[27].
وعلى الرغم من وجود منظمات أهلية مستقلة -نسبياً من الناحية الإدارية الشكلية – عن الدولة[28]؛ فإنه لم يكن بمقدور تلك الجمعيات لعب أي دور ضاغط على الحكومة أو مؤثّر في عملية صناعة القرار، حتى بعد توريث السلطة لبشار الأسد عام 2000، وحالة الانفراج القصيرة التي شهدها المجتمع المدني وظهرت على إثرها المنتديات السياسية والاجتماعية والبيانات التي أصدرتها بعض المجموعات، في محاولةٍ منها لإيصال مطالبها؛ فقد عاود نظام الأسد مجدداً تضييق الخناق وزجّ بالنشطاء والمؤثّرين في المعتقلات، لِيئد في المهد أي حراك شعبي مدني يمكن أن يتطور ويتوسع ليضغط على النظام لتغيير سياساته[29]، وأفسح في الوقت عينه المجال لنشاط اجتماعي وثقافي مدعوم من إيران[30].
وهكذا عاش المجتمع المدني السوري حالة جمود طويلة امتدت لعقود، لم يمتلك فيها أيّاً من أدوات التأثير أو الضغط، إلى أن اندلعت شرارة الثورة السورية في آذار 2011، وقام الثوار السوريون بتنظيم أنفسهم تحت عناوين مختلفة كالتنسيقيات ولجان التنسيق المحلية، وبدؤوا بمهمة الحشد وتنظيم المظاهرات ونقل الأخبار، وهو ما أسهم في اتساع رقعة الاحتجاج وامتدادها[31].
ثم تطورت الأدوات؛ حيث مكّنت مواقع التواصل هذه المجموعات من الوصول إلى القنوات الإعلامية بشكل أسهل ونقل الوقائع والأحداث، وهو ما يمكن اعتباره فاتحة جهود الحشد والمناصرة، التي استخدمت أدواتها بشكل عشوائي غير منظم ودون استراتيجية واضحة[32].
ومع تطوّر مسار الثورة، وتحوّل جهود التنسيق المدني والإعلامي والثوري والسياسي إلى شكل أكثر مؤسساتية؛ بدأت العديد من المفاهيم بالنضوج، لاسيما مع التدريبات التي بدأ الناشطون السوريون يتلقّونها مؤخراً من هيئات ومنظمات أجنبية، وبدأ السوريون يتعرفون على التأصيل العلمي والإداري للأنشطة التي انخرطوا فيها، ويطلعون على تجارب الدول المتقدمة في هذا الخصوص[33].
وانتقلت جهود الحشد والمناصرة من جهود داخلية محلية بدائية، تسعى إلى نشر فكرة الثورة والتوعية بجرائم نظام الأسد، إلى جهود تستعمل الأدوات والمفاهيم بأسلوب جديد لنقل قضية السوريين من المجال الداخلي المحلي إلى المجال الإقليمي والدولي، بشكل أكثر تنظيماً وأكثر وعياً للمفهوم وأدواته ومجالات استخداماته.
ويمكن تقسيم مجالات حملات الحشد والمناصرة التي عمل عليها السوريون أفراداً ومنظماتٍ إلى ما يلي[34]:
وتختلف الحملات السابقة في عدد من النقاط تتعلق بكونها حملات قادها ناشطون أفراد، أو قادتها منظمات أو تحالفات، وتختلف أيضاً في حجم التأثير والانتشار والأدوات والأنشطة، وفي مكان التنفيذ والجهات التي استهدفتها والجهات التي موّلتها.
وقد أنشأت منظمات سورية غير حكومية أقساماً خاصة بتصميم حملات الحشد والمناصرة، قامت بعضها بإطلاق بما يدعم مجال عملها وتخصصها[35]، في حين تخصصت بعض المنظمات بهذا الموضوع وجعلته أحد مجالات عملها الرئيسة[36]، وتخصصت منظمات أخرى بالحشد والمناصرة كمجال وحيد[37].
ثالثاً: حملات الحشد والمناصرة في الساحة الدولية -دراسة حالة:
لفهم أوسع لطبيعة أنشطة الحشد والمناصرة التي قامت بها المنظمات السورية نقوم بدراسة حالة لنمطَين من الحملات، التي حصدت تفاعلات واضحة في الساحة المحلية والدولية، وهما:
- الحملات المرافقة لأحداث عسكرية في حلب والغوطة وإدلب: التي تمثل نموذجاً لحملات حشد ومناصرة وصلت للساحة الدولية، وحققت صدىً وانتشاراً جيداً، وحققت نجاحات على مستوى الأهداف الآنية، لكنها لم تستطع الوصول إلى هدفها الرئيسي وإن حققت بعض النجاحات على نطاق الأهداف المرحلية[38].
- الحملة المتعلقة بقضية المعتقلين (ملف قيصر): وهو نموذج لحملة حشد ومناصرة وضغط استطاعت الوصول جزئياً لهدفها الرئيسي[39]، وحققت إنجازاً ملموساً تمثل بإصدار قانون أمريكي يفرض عقوبات على النظام السوري والداعمين له أفراداً ومؤسسات.
وقد تمت دراسة هذه الحملات من خلال متابعة المعرّفات الرسمية لهذه الحملات، ومتابعة ما نُشر عنها في الإعلام الغربي والحملات التي التحقت بها، ومحاولة رصد مدى التزامها باستراتيجيات المناصرة المعروفة التي ورد ذكرها في فقرة سابقة؛ لمعرفة ما إذا كانت تلك الحملات قد اتبعت منهجية عمل صحيحة لتصل الى أهدافها، إذ عدّت الدراسة تحقيق هدف الحملة الرئيسي معياراً لنجاح الحملة أو فشلها[40].
1-الحملات المرافقة لأحداث عسكرية:
ومن أبرز هذه الحملات:
حملة “حلب تحترق”:
أدّى التدخل الروسي في سوريا لقلب موازين القوى على الأرض لصالح نظام الأسد، وبدا ذلك واضحاً مع اشتداد الحملة العسكرية التي شنّتها قوات الأسد وحلفائه على مدينة حلب في الربع الثاني من عام 2016[41]؛ فانطلقت عقبها حملات مناصرة تحت عنوان “حلب تحترق”، حاولت تسليط الضوء على خطورة هذه العمليات العسكرية على المدنيين، ومحاولة الضغط من أجل إيقافها.
وبعد دراسةٍ وتحليلٍ لهذه الحملة بشكل تفصيلي[42] يمكن أن نجد أنه يمكن تقسيمها حسب الفترة الزمنية إلى حملتَين تخللهما انقطاع:
الحملة الأولى: #حلب_تحترق (في الفترة الواقعة بين نيسان وحتى حزيران 2016)
بدأت حملة إلكترونية منظَّمة باللغتَين العربية والإنكليزية، يقودها مجموعة من الناشطين توجهت للجمهور السوري والعربي والإسلامي والغربي في الوقت نفسه، مستخدمة وسم #حلب_تحترق #AleppoIsBurning، وقد حظيت بتفاعل عربي وسوري واضح أوصل الوسم العربي إلى صدارة الترند، وتفاعل معه العديد من الشخصيات المشهورة.
وقد رافقت الحملة الافتراضية عدد من الفعاليات الحضورية والوقفات الاحتجاجية، التي نجحت بتحقيق حالة واضحة تجلت بإقامة عدد كبير من المظاهرات في معظم دول العالم شارك فيها ناشطون عرب وأجانب خلال فترة محدودة.
الحملة الثانية: (في الفترة الواقعة بين أيلول وكانون الأول 2016)
عاود نظام الأسد حملته العسكرية بعد هدنة محدودة وبوتيرة مرتفعة، فعادت الأنشطة والحملات مجدداً، وقد حظيت هذه المرة بتفاعل واسع على المستوى العربي؛ إلا أنها لم تستخدم الوسم السابق، وإنما استعملت وسوماً عديدة مثل: #حلب_تباد، #إبادة_حلب، #أنقذوا_حلب وغيرها، كما أُقيمت عدد من الوقفات الاحتجاجية في عدد من دول العالم، ولكن بوتيرة وحشد أقل من سابقه.
وفي كلتا الحملتين تم استخدام الفضاء الافتراضي منبراً لتحديث المعلومات الواردة من الداخل، ولحشد الجمهور المتفاعل، والتنسيق بين الأنشطة في العديد من البلاد، وقد ركزت بشكل أساسي على نقل صور التفاعل والوقفات الاحتجاجية القادمة من مختلف بلاد العالم.
وقد بدا وبشكل واضح وجود تفاعل لعدد من النشطاء الأجانب في الحملة الأولى تحركوا للدفاع عن المدنيين، كما بدا واضحاً جهود بعض المنظمات والهيئات الغربية التي ساعدت في موضوع الحشد وإقامة الفعاليات؛ إلا أن هذا التفاعل لم يتم استثماره بالشكل الأمثل، حيث غابت جهود تلك المنظمات في المناصرة عن الحملة الثانية.
وقد انطلقت حملات الحشد والمناصرة مع انطلاق الحدث الساخن رغم أن الوقائع الميدانية السابقة كانت تشير إلى أن نظام الأسد وأعوانه مصممون على استعادة المناطق الحساسة التي خرجت عن سيطرتهم، فجاءت الحملة كردّ فعل على حدث عسكري قاسٍ، ولم تمتلك الوقت اللازم لتصميم أنشطتها وفعالياتها أو لمراكمة جهودها.
كما أن الخطاب الرسمي الذي تبنته الحملة ونُشر على معرّفاتها الرسمية أو ضمن اللافتات والبيانات التي أصدرتها لم يكن يحوي رسائل واضحة؛ فقد اقتصرت المنشورات في مواقع التواصل على التزويد بمعلومات، ونشر بعض الصور والفيديوهات التي حملت تعليقات تعكس مشاعر الحزن والألم والغضب، وركّزت على صور الأطفال واستهداف المرافق، فيما حملت بعض المنشورات عبارات عدائية غير لائقة لغرض الحملة.
وقد أصدرت الحملة الأولى ثلاثة بيانات صحفية أوضحت فيها مطالب الحملة، ولم تملك معها أي أدوات ضغط لتحقيقها، وركّزت على المطالبة بإدانة جرائم الحرب التي يرتكبها نظام الأسد وحلفاؤه، وعلى التضامن مع المحاصرين في حلب وعدد من المناطق السورية، والعمل على رفع الحصار وإيقاف العمليات العسكرية، والتركيز على انسحاب الأمم المتحدة من تحمل مسؤوليتها[43].
كانت حملة “حلب تحترق” من أوائل حملات المناصرة التي كان لها نشاط افتراضي وحضوري شمل العديد من الدول العربية والغربية، وبمشاركة العديد من النشطاء الأجانب الذين تفاعلوا مع الفعاليات الحضورية بشكل أكبر من الفعاليات الافتراضية؛ إلا أن قدرة منظِّمي الحملة على الحشد كانت أكبر من قدرتهم على استثمار هذا الحشد لتحقيق مكاسب عملية تحقق هدف الحملة الأساسي، سواء على نطاق جمع التواقيع أو رفع العرائض أو مقابلة السياسيين.
حملة ” أنقذوا الغوطة”:
بدأت الحملة العسكرية العنيفة على الغوطة الشرقية من النظام وحلفائه في أواخر شباط/فبراير 2018، وذلك استكمالاً للحملة التي بدأت في تشرين الثاني/ نوفمبر2017. وعلى الرغم من أن مؤشرات التصعيد العسكري كانت موجودة[44]؛ إلا أن حملات المناصرة تجاه الأعمال العسكرية لم تبدأ بشكل حقيقي وواضح حتى حدوث التصعيد الأخير، واقتصرت سابقاً على حملات تتعلق بالشأن الإنساني وحملات بعد استهداف المنطقة بالسلاح الكيماوي.
ورغم توافق مجلس الأمن على إقرار هدنة لمدة شهر في المنطقة إلا أن هذه الهدنة لم تصمد أكثر من بضعة أيام، واستأنف النظام وحلفاؤه هجومهم العسكري بشكل عنيف، دون أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل جادّ وحازم لإيقاف هذا الهجوم.
وبعد دراسةٍ وتحليلٍ لهذه الحملة بشكل تفصيلي[45] نجد أن انطلاق الحملة الافتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي باللغتين العربية والانكليزية قُوبل بتفاعل واضح من الجمهور العربي، وتفاعلت شخصيات عربية مؤثرة من صحافيين وكتّاب وناشطين وعلماء شريعة أعربوا عن تضامنهم مع الغوطة الشرقية، وقد التحقت بالحملة عدة جهات وأنشأت معرّفات بالاسم نفسه، واستخدمت إلى جانب الوسم الأساسي مجموعة من الوسوم باللغة العربية والإنكليزية، وهو ما أضعف قدرة جميع الحملات على الحشد الافتراضي وبدّد الجهود.
وقد ركّزت هذه الحملة نشاطها الافتراضي على موقع فيس بوك بالدرجة الأولى، في حين كان نشاطها على تويتر أضعف، رغم أن تويتر هو المنصة الأفضل لمثل هذه الحملات[46]، فيما كانت المعرّفات الأجنبية للحملة ضعيفة المتابعة والتفاعل معها قليل.
ومن الملاحظ وجود تطور في شكل الخطاب المستخدم؛ حيث استخدمت هذه الحملة بعض التقارير الدورية الصادرة عن بعض المنظمات السورية، وكانت تضم إحصائيات وأرقاماً وتقارير مرئية وصوتية عن وضع المدنيين وحالات الاستهداف، كما ركزت على نقل العديد من القصص الإنسانية وترجمة مشاعر المدنيين في الأقبية، في محاولةٍ لتشكيل حالة من التعاطف الإنساني مع الحدث.
وقد ركّزت معرّفات الحملة على نشر الأنشطة الحضورية بالدرجة الأولى، كما نشرت بعض الصور والفيديوهات التي حملت خطاباً عاطفياً ركز على نقل الحدث المؤلم واللقطات الصادمة، ومشاعر الحزن والألم والغضب الذي حمّل العالمَين الغربي والإسلامي المسؤولية، واعتبرهما شركاء لنظام الأسد وروسيا في الجريمة.
وبالعودة إلى حجم الفعاليات الحضورية على الأرض نلاحظ أن هذه الحملات حققت حشداً واسعاً على الأرض؛ إلا أن هذا الحشد قد يبدو أقل حجماً وأقل تنوعاً من الحملة السابقة، حيث تراجعت مشاركة الناشطين الأجانب في الوقفات الاحتجاجية مقارنة بالسابق، وغلبت مشاركة السوريين في دول العالم، كما لم يتم استثمار العلاقات والشراكات في الحملة السابقة ضمن الحملة الجديدة.
وقد أسهمت طبيعة الحدث ذي البعد الإنساني بتحرك واضح لبعض المنظمات الإنسانية، خاصة المعنية بحقوق الإنسان؛ إلا أن هذا التحرك اقتصر على إطلاق البيانات والتنديد، ولم يتم تطويره إلى خطوات أكثر عملية، كما نشطت حملات التبرع التي تدعو إلى تقديم المساعدة لاستيعاب احتياجات أهالي الغوطة الذين تم تهجيرهم قسرياً إلى الشمال السوري عقب انتهاء الحملة العسكرية.
وتتشابه الظروف التي تمّت فيها هذه الحملة مع ظروف حملة “حلب تحترق”، من حيث الحشد العسكري والتجاهل الدولي، والأهداف التي أطلقها الناشطون في هذه الحملة، والتي يصعب بلوغها من خلال هذا النوع من الأنشطة في ظل الظروف السياسية الموجودة، لاسيما مع وجود تجربة سابقة لم يُقدَّر لها النجاح رغم كل الجهود التي بُذلت فيها.
حملة “إدلب تحت النار”:
بعد أن أنهى نظام الأسد وحلفاؤه السيطرة على معظم المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة عبر اتفاقيات “مصالحة” وتهجير بدأ بالحشد الكثيف على أطراف محافظة إدلب، التي تضم قرابة 4 مليون مدني، وهي حينها من أواخر المعاقل الخاضعة لسيطرة قوى الثورة والمعارضة السورية.
بعد دراسةٍ وتحليلٍ لهذه الحملة بشكل تفصيلي[47] نجد أن نظام الأسد قد شنّ ثلاث حملات عسكرية، انطلقت معها حملات حشد ومناصرة قام بها عدد من النشطاء السوريين.
الحملة الأولى: شنّت قوات الأسد حملة عسكرية واسعة في آب/2018 استمرت قرابة شهرَين، حتى تمكنت بعدها الجهود الديبلوماسية التي قامت بها تركيا من إيقاف الحملة، بعد إبرام الاتفاق التركي-الروسي في منتصف شهر أيلول من العام ذاته[48]. وخلال هذه الفترة انطلقت عدة حملات مناصرة، هدفت إلى لفت الانتباه والضغط من أجل إيقاف أي تصعيد عسكري محتمل يهدد مصير ملايين السوريين في تلك المنطقة.
الحملة الثانية: عاود نظام الأسد وحلفاؤه شنّ حملة عسكرية عنيفة في أواخر نيسان/ 2019، أي بعد 8 أشهر على الاتفاق الروسي التركي؛ مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من سكان المنطقة خلال أسابيع معدودة، وتسبب بأزمة إنسانية متصاعدة. وقد ترافقت هذه الفترة بأنشطة مناصرة متعددة المستويات، استمرت قرابة 5 أشهر حتى منتصف أيلول، حيث توقفت بعد أن شهدت إدلب تهدئة نسبية مؤقتة، على إثر انعقاد قمة في أنقرة بين روسيا وتركيا[49].
الحملة الثالثة: عاود نظام الأسد تصعيد أنشطته العسكرية تجاه محافظة إدلب في تشرين الثاني من عام 2019؛ ما أدّى لنزوح ما يقارب الـ 110 آلاف مدني من ريف إدلب تجاه الحدود التركية[50]، واستمر التصعيد العنيف قرابة 3 أشهر، ليعود الوضع في إدلب إلى حالة التهدئة النسبية بعد الاتفاق التركي-الروسي في آذار من عام 2020[51].
تشابهت الظروف العامة في هذه الحملة مع ظروف حملتَي حلب والغوطة؛ حيث كان الوضع الميداني والحشود العسكرية تشير إلى إمكانية حدوث تصعيد عسكري قريب، إلا أن هذه الحملات لم تتجهز بشكل استباقي، ولم تنطلق إلا مع انطلاق الحملة العسكرية، وتوقفت مع توقفها؛ وهو ما أدى إلى تراجع أثرها وعدم قدرتها على البناء على ما قامت به في وقت سابق، سواء على نطاق تنظيم الفعاليات أو التشبيك مع الناشطين.
وقد ركز منظِّمو الحملات على النطاق الافتراضي بالدرجة الأولى، فأطلقت عدة حملات افتراضية استخدمت عدداً من الوسوم، ولكن دون وجود حملة مركزية واضحة تصبّ فيها معظم الجهود، كما أقيمت العديد من الفعاليات الحضورية التي اقتصرت على المظاهرات والأنشطة الاحتجاجية داخل سوريا وخارجها، تم بعضها في عدد من العواصم الأوروبية وأمام القنصليات الروسية، لُوحظ تراجع حجم الحشد – كمّاً- من قبل اللاجئين السوريين في أوروبا وكذلك الناشطين الأجانب، مقارنة بالحملات السابقة.
وقد ركّز خطاب الحملة على التزويد بالمعلومات، واستخدام الإحصائيات والأرقام والتقارير المرئية، والإشارة إلى حجم النزوح الداخلي والكارثة الإنسانية المتوقعة، كما اعتمد على إظهار بعض القصص الإنسانية وتأكيد أن معظم سكان المنطقة من المدنيين، ودحض الرواية الروسية التي تدّعي أن العمليات العسكرية كانت لمواجهة جماعات إرهابية، في محاولةٍ لتشكيل حالة تعاطف إنساني مع الحدث.
وقد تنوعت الوسائل والأدوات التي استُخدمت للفت النظر للحدث، كقيام بعض الناشطين السوريين بالإضراب عن الطعام، أو إطلاق بعض الناشطين داخل سوريا دعوات لمسيرات حاشدة بهدف اختراق الحدود وتشكيل قافلة بشرية تتوجه إلى أوروبا، كما تفاعلت العديد من المنظمات الإنسانية الغربية مع الحدث وأطلقت بيانات تحذيرية، وبدأ مجموعة من ممثّلي منظمات المجتمع المدني بجولة التقوا فيها عدداً من السياسيين من ممثلي دول الاتحاد الأوروبي، وهي خطوة جديدة لم تُلاحظ في الحملات السابقة.
” فشلت الحملات الثلاث في تنسيق جهود الناشطين السوريين وتوحيدها؛ حيث غلب عليها التشتت وعدم التنسيق وغياب الاستراتيجية والرسائل الموجهة، فكانت أشبه بمحاولات لتفريغ الغضب والاحتقان من كونها محاولات لتمرير رسائل وطلب تفاعل” |
وقفة مع الحملات الثلاث:
- تشابهت الحملات الثلاث من حيث الظروف والأهداف والاستراتيجيات المتبعة، حيث إنها واجهت حدثاً عسكرياً مدعوماً من دول كبرى، تم في مناخ سياسي دولي غير مهتمّ بالتدخل، ولم تملك هذه الحملات سوى أدوات التظاهر والاحتجاج التي قد لا تكون فعّالة في مثل هذه الحالات.
- يبدو الهدف الرئيسي الذي وضعته هذه الحملات “إيقاف الحملات العسكرية” هدفاً ذا سقف مرتفع، تحاول الجهات المنظِّمة للحملات بلوغه في فترة زمنية محدودة، ضمن سياق إقليمي ودولي واضح وواقع عسكري غير متوازن، وقد يكون هذا الهدف مفهوماً ومبرراً في حملة “حلب تحترق”؛ كونها أولى الحملات الخاصة بهذا النوع من الأحداث، خاصة مع وجود قناعة سائدة بين السوريين في ذلك الوقت أن مثل هذه الحملات والأنشطة ومثل هذه الحشود كفيلة بإيقاف روسيا ونظام الأسد؛ إلا أن تكرار الهدف نفسه والاستراتيجيات ذاتها في الظروف المتشابهة في الحملات يُعد أمراً محفزاً لمزيد حوار[52].
- رغم التشابه في الظروف والاستراتيجيات بين الحملات الثلاث إلا أنه لم يُلاحظ أي محاولات للبناء على إنجازات الحملات السابقة أو التعلم من أخطائها[53]، أو التطوير من شراكاتها واستثمارها في الحملات القادمة؛ بل بدأت كل حملة مسارها من الصفر، دون تفعيل الشراكات السابقة أو الاستفادة من التجربة.
- غاب عن الحملات الثلاث الإشارة الواضحة للجهات المنظِّمة التي تدير هذه الحملات، وبدت وكأنها حملات بمبادرات من مجموعات من الناشطين، حملت في بعض الأحيان طابعاً فردياً تأثر بخبرة مجموعة النشطاء الذين قاموا بتصميمها وبتجربتهم وعلاقاتهم، في ظل غياب واضح لدور المؤسسات والمنظمات السورية في دعم هذه الحملات أو التشبيك معها[54].
- تراجعت أعداد المظاهرات والوقفات الاحتجاجية في الحملات الأخيرة مقارنة بالحملات الأولى، كما تراجع عدد الناشطين الأجانب المشاركين في حملات إدلب مقارنة مع السابق؛ الأمر الذي قد يعود إلى تغير المزاج العام تجاه الحدث السوري المتصاعد، والفشل في تحقيق نجاحات ملموسة[55].
- فشلت الحملات الثلاث في تنسيق جهود الناشطين السوريين وتوحيدها؛ حيث غلب عليها التشتت وعدم التنسيق وغياب الاستراتيجية والرسائل الموجهة، فكانت أشبه بمحاولات لتفريغ الغضب والاحتقان من كونها محاولات لتمرير رسائل وطلب تفاعل، كما اتسم نموذج الخطاب المستخدم في بعض الحملات بالعدائية والهجوم، فاستهدف دولاً وأطرافاً سياسية وهيئات دولية يفترض أن تكون الحملة موجهة لها لحثّها على التفاعل.
- رغم أن معظم الحملات السابقة هدفت إلى وقف العمليات العسكرية والضغط على روسيا فإن أيّاً من هذه الحملات لم تتوجه للشعب الروسي أو حتى الإيراني لإطلاعه على ما تقوم به حكومته، ومحاولة تحقيق ضغط داخلي على تلك الحكومات.
2- الحملة الخاصة بقضايا المعتقلين (حملات قيصر):
بدأت صور “قيصر” بالخروج للعلن في منتصف عام 2014، وذلك بعد أن تمكن من الانشقاق مصوِّر عسكري كان يتولى مهمة تصوير جثث القتلى من المعتقلين؛ حيث جمع حوالي 55 ألف صورة لـ 11 ألف معتقل سوري قضوا تحت التعذيب حتى منتصف 2013، وقام بالانشقاق في آب 2013 والسفر خارج سوريا بالتنسيق مع عدد من ناشطي المعارضة السورية.
وعلى صعيد آخر قامت مجموعة من المنظمات السورية الأمريكية المرخصة بمتابعة هذا الملف عبر تشكيل مجموعة ضغط؛ فعملت هذه المجموعة على الجانب القضائي وعلى الجانب الإعلامي، في محاولة لتعريف العالم عامة والشعب الأمريكي خاصة بهذه الجرائم، ثم انتقلوا إلى تحريك الملف سياسياً مع السلطات الأميركية[56]. قد استغرق إنجاز القانون ست سنوات متواصلة، تغيرت فيها الكثير من الوقائع الميدانية والسياسية، إلى أن تم توقيع القرار في كانون الأول 2019 ودخل حيّز التنفيذ في حزيران 2020[57]، وقد لقي اهتماماً بالغاً من قبل السوريين والسياسيين الأمريكيين من خلال الرصد والمتابعة[58]، وأثّر في محاولات إعادة تعويم النظام، والانطلاق بعملية إعادة الإعمار.
وبعد دراسةٍ وتحليلٍ لهذه الحملة بشكل تفصيلي[59] وفقاً للأدبيات الناظمة لها نجد:
بالنظر إلى هدف الحملة الذي ركز على تحريك الرأي العام الغربي تجاه قضية المعتقلين، والضغط على نظام الأسد لكشف مصيرهم والإفراج عمّن تبقى منهم ومحاسبة المتورطين في جرائم تعذيب؛ نلاحظ أن الحملة لم تُصمم للاستجابة إلى حدث طارئ، وإنما صُممت لتصنع حدثاً ما بالاستفادة من الأدوات والمعلومات المتاحة، وبالتالي لم يكن وقت تنفيذ الحملة حرجاً من الناحية الزمنية، بل ساعدت طبيعة الموضوع على العمل به ومراكمة الجهود، عدا كون موضوع الحملة موضع اهتمام في الدول الغربية ومجال تخصص عند بعض المنظمات.
وقد ركزت هذه الحملات على الأنشطة الحضورية بشكل يفوق تركيزها على الفضاء الافتراضي، وتوجهت هذه الأنشطة بشكل مباشر إلى الجمهور المؤثر، كالسياسيين وناشطي حقوق الإنسان بالدرجة الأولى، كما ركزت على الفعاليات المباشرة، كاللقاءات والمداخلات ومعارض الصور أكثر من تركيزها على المظاهرات والوقفات الاحتجاجية التي اقتصرت على بروز الحضور السوري غالباً، وحاولت لفت نظر الإعلام والسياسيين والحقوقيين للموضوع.
وقد أسهم موضوع الحملة ذو الطابع الإنساني الحقوقي الذي يتعلق بموضوع الحريات وحقوق الإنسان بإثارة الانتباه العالمي ودفع المنظمات والمؤسسات المعنية للتحرك، خاصة مع وجود الأدلة والقرائن التي سمحت باتخاذ خطوات لاحقة، والدفع بالقضية باتجاه القضاء.
لم يستطع نظام الأسد وحلفاؤه التشويش على هذه الحملة، كما حدث مع الحملات السابقة التي استخدم فيها حجة محاربة جهات إرهابية، كما لم يستطع الاستمرار بالتشكيك بالأدلة المقدمة، وبالتالي لم يكن هناك أي عقبات أو موانع تمنع الناس عموماً والسياسيين خصوصاً من التفاعل معها.
وقد أخذت هذه الحملة مداها الزمني اللازم، وتمكنت من إنضاج تحركاتها ومراكمة الإنجازات، ومما ساعدها على الاستمرارية أن العديد من القائمين على هذه الحملات هم من أصحاب المصلحة[60]، ممن تمكنوا من تنظيم نشاطهم وتأسيس مجموعات وروابط تحركت بدافع ذاتي واستخدمت كل الوسائل المتاحة، بغضّ النظر عن الدعم المقدم.
كما ركز خطاب الحملة على تزويد المعلومات وتقديم الكثير من التقارير التوثيقية التي تتابع تطور الانتهاكات وتوثق أسماء المعتقلين، واستند أيضاً إلى القصص الإنسانية التي رواها الضحايا وعائلاتهم، واستخدم في هذه الحملات عموماً خطاباً عقلانياً أكثر من الخطاب العاطفي؛ حيث ركز على الجريمة وأدلتها وضحاياها بدل المناشدات والرسائل العاطفية.
وقد استخدم الناشطون السوريون والأجانب العديد من الاستراتيجيات التي جمعت بين أنشطة الحشد، وركزت على الجمهور المؤثر وبالطرق المناسبة، وعلى أنشطة المناصرة التي قادتها بعض المنظمات والفرق المختصة، وعلى أنشطة الضغط التي وإن تعثرت نتائجها في البداية؛ إلا أنها أثمرت بعد عدة سنوات في التأثير على صاحب القرار، حيث يُلاحظ أن أنشطة المناصرة شاركت فيها الكثير من الجهات التخصصية، ودفعت بالقضية إلى مستوى جديد يتعلق بخطوات فعلية في سياق محاسبة المتورطين، وشجّعت الضحايا وعائلاتهم على تقديم شهاداتهم والمشاركة في الأنشطة المختلفة.
نجحت الحملة بشكل جزئي في التأثير على صانع القرار، ودفعه لاستصدار “قانون قيصر” الذي فرض عقوبات على نظام الأسد وعلى المتورطين بجرائم تعذيب للمعتقلين[61]، لكنها لم تنجح حتى الآن في إيقاف عمليات الاعتقال التعسفي أو إطلاق سراح المعتقلين.
مما سبق نجد أن جهود الحشد والمناصرة التي حدثت في موضوع المعتقلين عامة وموضوع صور “قيصر” خاصة لم تكن جهوداً فردية، ولم تكن جهوداً موجهة من قبل جهة واحدة؛ وإنما كانت جهوداً متنوعة جمع العديد منها اسم “قيصر”، وقد انطلقت هذه الجهود من قضية إنسانية وحقوقية تملك المقومات اللازمة للاستمرار، فقد جمعت بين الأدلة الدامغة والشهود والوقت وفظاعة الجريمة المدانة إنسانياً بين كل الشعوب، بالإضافة إلى التخصص لدى بعض الجهات الدولية والحقوقية، والرغبة السياسية الأمريكية التي أرادت استثمار الحدث كوسيلة للضغط على نظام الأسد وعلى حلفائه.
كما يُلاحظ أن جهود الحشد والمناصرة التي قام بها السوريون تحولت من جهود فردية إلى جهود مؤسساتية، ودخلت عدد من المنظمات والهيئات السورية والمجموعات من أصحاب المصلحة لإدارة ودعم عملية الحشد والمناصرة ولاحقاً الضغط؛ وهو ما جعل هذه الأنشطة أكثر تأثيراً واستمرارية.
رغم كل هذا الاستثمار وهذه الأنشطة يبدو أن أنشطة مجموعات الضغط كانت ذات أثر أكبر وقدرة على تحقيق نجاح على الصعيد الملموس، وبالتالي فليس من المجدي التعويل على أنشطة الحشد والمناصرة وحدها، دون وجود مجموعات ضغط تستثمر تلك الجهود وتدفع بها الى صنّاع القرار؛ كما لا يمكن لمجموعات الضغط أن تقوم بعملها وحدها دون وجود أنشطة حشد ومناصرة تستثمر في نتائجها. |
وقد تمكنت مجموعة الضغط من تحقيق تواصل وتأثير في صنّاع القرار؛ كون هذه المجموعة تتألف من عدد من السوريين الذين يحملون الجنسية الأمريكية منذ مدة طويلة، اختبروا المشهد العام وامتلكوا أدوات تأثير وضغط على ممثليهم في الكونغرس الأمريكي؛ إلا أنها ومن جهة أخرى كانت تجربة الضغط التجربة الحقيقية الأولى بهذا الحجم لهذه الجالية، كما أنها رغم نحاجها على مستوى الضغط كانت أضعف من أن تحقق حشداً داخلياً على مستوى الجاليات، وكذلك نحو جهود مناصرة حقيقية يمكن أن تؤثّر بشكل أكبر في المجتمع والإعلام الأمريكيين[62].
رابعاً: جوانب القوة والضعف في حملات الحشد والمناصرة السورية:
اختلفت حملات الحشد والمناصرة السورية التي توجهت للجمهور غير السوري من حيث موضوعها وجمهورها واستراتيجيات عملها؛ إلا أنه يمكن ملاحظة مجموعة من نقاط القوة والضعف التي تميزت بها هذه الحملات.
1- نقاط القوة التي حققتها حملات الحشد والمناصرة السورية:
قدّمت حملات المناصرة للسوريين فرصة للتدرب على “ممارسة صفة المواطنة” والتعبير عنها، وعمّقت لدى السوريين الشعور بالانتماء للوطن والإحساس بالمسؤولية والإيمان بالقدرة على عمل شيء وإن كان رمزياً. |
يمكن ملاحظة مجموعة من الإنجازات وعوامل القوة التي تمكنت هذه الحملات من تحقيقها، ويمكن إجمالها بالنقاط الآتية:
- أسهمت حملات الحشد والمناصرة السورية بتسليط الضوء على جرائم وانتهاكات ارتكبها نظام الأسد، وصنعت حالة إعلامية استطاعت – إلى حدّ ما- إزعاج النظام وحلفائه وفضح انتهاكاتهم.
- على الرغم من أن حملات الحشد والمناصرة السورية – لاسيما التي رافقت حملات عسكرية- لم تصل إلى هدفها الرئيسي كما أوضحنا؛ إلا أنها خلقت حالة ضغط إعلامي وسياسي على كل من نظام الأسد وروسيا، إذ كان من الممكن أن يتمادى من دونها هذان الطرفان في سياستهم العسكرية دون قيود.
- قدّمت حملات المناصرة للسوريين فرصة للتدرب على “ممارسة صفة المواطنة” والتعبير عنها[63] بعد عقود من الحرمان، وعمّقت لديهم الشعور بالانتماء للوطن والإحساس بالمسؤولية والإيمان بالقدرة على عمل شيء، وإن كان رمزياً.
- ظهر عدد من المجموعات السورية على برنامج الواتس أب أو التلغرام، بهدف التنسيق وإطلاق بعض حملات الحشد والمناصرة الموجهة للجمهور السوري، وهذا النمط من التجمعات قد يكون تجربة جديرة بالدراسة، لاسيما وأن هذه المجموعات يمكن أن تكون بذرة لتنظيم اجتماعي أو سياسي، ورغم قدرتها على الحشد الداخلي؛ إلا أنها تحتاج إلى تطوير بعض الأدوات حتى تصبح قادرة على إطلاق حملات على المستوى الإقليمي أو الدولي.
- فتحت حملات المناصرة للسوريين الباب لإنشاء علاقات مع جهات وهيئات جديدة تتشارك الاهتمام نفسه، ووسعت – إلى حد ما- من دائرة التأثير والانتشار.
- أسهمت حملات المناصرة – خاصة عند بعض الجهات والمؤسسات المتخصصة – بتكوين خبرة تراكمية متفاوتة بُنيت من خلال التجربة، ومكّنتهم من معرفة الفاعلين والمؤثرين في صناعة السياسات وكيفية التعاطي معهم.
- كانت حملات المناصرة وسيلة ممتازة لإظهار الدعم الداخلي للقضية السورية، ولتعزيز صمود السوريين في الداخل والضغط في بعض المواضيع؛ حيث ظهرت مجموعات مركزية من ناشطين قادرين على الحشد الداخلي ولا يمكن أن يسكتوا عن الانتهاكات الكبيرة.
- بدأت بعض جهود المناصرة تظهر بعض الثمار، خاصة تلك التي تتعلق بإحالة بعض المتورطين في عمليات تعذيب لمعتقلين إلى القضاء، أو إخضاع بعض الشركات والشخصيات المتورطة في دعم نظام الأسد للعقوبات، وهي خطوة مهمة لزيادة الضغط على نظام الأسد وحلفائه، وضرورية في حال انطلقت عملية “الحل السياسي” النهائي وبدأت المرحلة الانتقالية.
- قدمت بعض الحملات أفكاراً جديدة ومبتكرة لم تكن مألوفة على الساحة السورية استطاعت لفت انتباه بعض الجمهور الغربي للقضية السورية، ولفتت أيضاً نظر السوريين لأهمية بناء رأي عام غربي متعاطف مع قضيتهم[64].
- ظهرت أنماط جديدة من مجموعات الحشد والمناصرة قامت على مبدأ التنظيم المجتمعي الذي يجمع أصحاب المصلحة والمتضررين للدفاع عن قضيتهم، كما ظهرت تجمعات لمؤسسات وروابط وشبكات كان من أهدافها مناصرة بعض القضايا التي تهم السوريين واعتمدت على موارد المنظمات وأدواتها[65].
- استطاعت بعض الأعمال الوثائقية الوصول للشهرة والحصول على جوائز عالمية، كما تمكنت بعض الشخصيات السورية من ممارسة بعض الأنشطة السياسية كإلقاء خطابات في بعض البرلمانات الغربية، واللقاء مع سياسيين أجانب ومحاولة نقل وجهة نظر السوريين المتضررين إليهم[66].
- رغم أن معظم حملات الحشد والمناصرة لم تصل إلى أهدافها الاستراتيجية الرئيسية؛ إلا أنها حققت حالة من الضغط كما نقلت الخبر الميداني السوري وأعادته للواجهة، وأسهمت بشكل غير مباشر في زيادة حملات التبرع للمنظمات الإنسانية التي تفاعلت مع تداعيات الحدث، والمؤسسات الحقوقية التي استطاعت تحقيق بعض الإنجازات الملموسة.
2- نقاط الضعف والخلل التي وقعت بها حملات الحشد والمناصرة السورية:
” توجهت حملات الحشد والمناصرة للتأثير في صانع قرار دولي تحكمه الكثير من المصالح والتعقيدات والتفاهمات، دون أن تدرك السياسات الناظمة لتغيير القرارات، ودون أن تمتلك أيّاً من أدوات الضغط الحقيقية التي تجعل صانع القرار يلتفت لمطالبها أو يهتم بقضيتها” |
على الرغم من الإنجازات وحالة الحشد التي استطاعت حملات الحشد والمناصرة تحقيقها؛ إلا أنها وقعت في بعض الأخطاء المتكررة التي أضعفت من مجال التأثير، ويمكن تصنيف عوامل الضعف تلك كالتالي:
عوامل موضوعية نتيجة الظروف المتعلقة بالحالة السورية:
- توجهت حملات الحشد والمناصرة للتأثير في صانع قرار دولي[67] تحكمه الكثير من المصالح والتعقيدات والتفاهمات، دون أن تدرك السياسات الناظمة لتغيير القرارات[68]، ودون أن تمتلك أيّاً من أدوات الضغط الحقيقية التي تجعل صانع القرار يلتفت لمطالبها أو يهتم بقضيتها[69]؛ إذ توقعت الكثير من الحملات أن يتحرك صانع القرار بخطوات حاسمة لإيقاف الانتهاكات – خاصة الهجمات العسكرية – انطلاقاً من مبادئ أخلاقية أو إنسانية أو شعارات يرفعها، نظراً لعدالة القضية التي تناصرها، لكن ذلك لم يحدث على النحو المطلوب.
- صادفت أنشطة الحشد والمناصرة واقعاً شديد التعقيد على المستوى الداخلي والخارجي؛ فأما على المستوى الداخلي: فقد واجه السوريون الكثير من المشاكل والأزمات الإنسانية التي لم تتوقف منذ سنوات، كما أن المشهد الفصائلي المعقد، وظهور جماعات الغلو والتطرف، بالإضافة إلى حالة التصعيد العسكري المستمر وتسارع الأحداث جعلت من الصعوبة بمكان تحقيق أثر تراكمي. وأما على المستوى الخارجي: فلم تكن عملية الضغط والتأثير سهلة، لاسيما وأن مصالح الدول المعنية بالقضية السورية مختلفة، ومن الصعب جداً الجمع بينها أو اللعب على تناقضاتها للوصول إلى قرار مشترك، حيث إن الانقسام الدولي ووجود المحور المعطل لقرارات مجلس الأمن المتمثل بروسيا والصين جعل الكثير من الجهود تذهب دون أثر واضح.
- صادفت حملات الحشد والمناصرة بمختلف مواضيعها تحدّياً كبيراً في مواجهة الرواية التي سعى كل من نظام الأسد وروسيا لترويجها، حول محاربتهم عصابات إرهابية وتنظيم داعش؛ وهو ما شوّش العديد من القضايا التي تمّت المناصرة لها[70]، خاصة للحملات التي ترافقت مع العمليات العسكرية[71].
- واجهت حملات الحشد والمناصرة منظومة ثقافية عند السوريين لم تعتد استخدام هذه الأدوات، ولم تؤمن سابقاً بقدرتها على التغيير أو التأثير؛ وهو ما جعل تفاعل بعض الشرائح معها ضعيفاً، لاسيما وأن الوسائل والأدوات لم تكن مقنعة للبعض، كما أن آثار الحرب النفسية ونظرية المؤامرة كانت حاضرة بشكل كبير في أذهان شريحة واسعة من السوريين، وكانت عائقاً أمام تفاعلهم مع الحدث.
- مع استمرار أمد القضية السورية عاماً بعد عام فتر الاهتمام الغربي -خاصة الإعلامي- بالحدث السوري، لاسيما مع وجود العديد من الأزمات والمستجدات الطارئة التي جذبت الإعلام بشكل أكبر، كما أن نمط الخبر السوري أصبح منفّراً عند الجمهور الأجنبي كونه مليئاً بالدمار والقتل والدماء والتشرد واللجوء. بالإضافة إلى أن تركيز الإعلام الغربي على داعش والتنظيمات الإرهابية جاء على حساب بقية الأحداث[72].
نتيجة عوامل ذاتية:
“جاءت جهود المناصرة أضعف من جهود الحشد؛ افتقدت في بعض الأحيان وجود أنشطة مناصرة حقيقية، فلم تقدم خطوات عملية يمكن لهذا الحشد التقدم بها” |
- لم تستطع حملات المناصرة استقطاب جماهير جديدة من ناحية تغيير القناعات، خاصة السوريين “المحايدين” أو المؤيدين للنظام من جهة، أو استقطاب الآخرين – من غير السوريين- المؤثّرين في عملية صناعة القرار على النحو المطلوب[73].
- نجحت الحملات في موضوع الحشد المحلي، ولكنها فشلت في المحافظة على حجم هذا الحشد؛ إذ يُلاحظ تناقص أعداد السوريين المشاركين بالفعاليات[74]، بينما كان الحشد غير المحلي ضعيفاً جداً، لاسيما في الحملات الخاصة بالتصعيد العسكري في إدلب، ومن جهة أخرى نجحت بعض الحملات بإيصال معاناة السوريين وبعض مشاكلهم لمستويات دولية، ولكنها لم تنجح في استثمارها بخطوات عملية أفضل. وبالتالي جاءت جهود المناصرة أضعف من جهود الحشد، وافتقدت في بعض الأحيان لوجود أنشطة مناصرة حقيقية، فلم تقدم خطوات عملية يمكن لهذا الحشد التقدم بها، ولم تعقد شراكات مع جهات أجنبية لها الاهتمام نفسه إلا في نطاق محدود.
- ركّزت أغلب أنشطة الحشد والمناصرة على مخاطبة الجمهور المحلي أو العربي[75]، فصِيغت أغلب الرسائل باللغة العربية بما يناسب هذا الجمهور وبلغته، في حين غابت الأنشطة التي يفترض أن تؤثر في الجمهور الغربي القادر على الضغط على حكوماته؛ فالحملات التي نُشرت بلغات أخرى معدودة، ولم تستطع أن تحقق متابعات كبيرة أو انتشاراً ملموساً خارج دائرة المغتربين السوريين؛ فلم يكن لمثل هذه الحملات صدى خارجي ملائم، ولم تقدم متحدثين قادرين على الخروج على وسائل الإعلام الأجنبية للدفاع عن القضية موضوع الحشد. وبالتالي لم تتجاوز الحملات التي نظّمها السوريون -في معظمها- على مدار هذه السنوات كونها حديثاً مع الذات، وبلغة لا يفهمها الآخر[76].
- غابت الجاليات السورية التي استقرت في الغرب منذ وقت طويل عن التأثير الواضح في الحدث؛ فلم تنمِّ مهاراتها في المشاركة السياسية الفاعلة في بلدان المهجر[77] أولاً، ولم تؤسس منظماتها الخاصة التي يمكنها دعم وقيادة حملات المناصرة الناشئة، أو تلك التي تستفيد من جمهور اللاجئين وتنظّمهم بشكل أدعى للتأثير، واختيار الخطاب الأنسب للجمهور الأجنبي في تلك البلاد، وجاءت بعض هذه الخطوات متأخرة.
” توجهت أغلب الحملات إلى الأنشطة ذات الجهد القليل والتكلفة المنخفضة؛ لعدم وجود ثقافة عند السوريين لتقديم دعم مالي لأنشطة الحشد والمناصرة، أو حتى إنشاء مؤسسات سورية مختصة بذلك” |
أخطاء في تحديد استراتيجيات الحملات:
- ركّزت أغلب استراتيجيات حملات الحشد والمناصرة على أنشطة رفع الوعي بشكل كبير، مثل الخروج على الإعلام وتقديم الإحصاءات والأرقام وبعض التقارير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو بعض وسائل الإعلام السورية فحسب، وكانت هذه الأنشطة موجهة بدرجة أساسية للجمهور المحلي صاحب المصلحة بالدرجة الأولى، ثم للجهات الإنسانية التي تملك القدرة على التأثير[78]؛ ولم تستطع هذه الحملات إثارة اهتمام وسائل الإعلام الأجنبية إلا في حالات محدودة[79].
ومن جهة أخرى ركزت العديد من المنظمات المتخصصة في المناصرة على إقامة حملات تقوم على أنشطة رفع الوعي تتوجه للجمهور السوري فقط، وناقشت بعض المشاكل التي قد لا تكون أولوية في الوضع الحالي، وإنما يمكن أن تكون مقبولة ومطلوبة في وضع الاستقرار[80]، فيما لم تستغل هذه المنظمات فترات الاستقرار النسبي لرفع وعي الجمهور الغربي بالموضوع السوري من كل جوانبه.
- ضعف الاستراتيجية والاستشراف: عانت معظم حملات الحشد والمناصرة من ضعف الاستراتيجية وغياب الأهداف الواضحة والقابلة للقياس؛ حيث كانت الأهداف والمطالب مرتفعة السقف في كثير من الأحيان، كما جاءت أغلب الحملات من منطلق رد الفعل على حدث كان من الواضح أنه قادم لا محالة[81]، بالإضافة إلى أن بعض الحملات تعرضت لتوقفات مفاجئة ثم استأنفت نشاطها بعد انقطاع؛ وهو ما أثّر في قدرتها على الحشد.
- المبالغة في تقدير الإنجازات، وضعف ثقافة تقييم الأثر: فمن الواضح أن معظم حملات الحشد والمناصرة لم تستطع الوصول إلى هدفها الرئيسي، سواء الحملات الموجهة لأصحاب القرار أو الحملات الموجهة للشعوب، وهو ما يشير إلى وجود خلل على مستوى الاستراتيجيات أو على مستوى تحديد الأهداف، والذي انعكس بشكل ما على ضعف إيمان السوريين بقدرة حملات الحشد والمناصرة على تحقيق تغيير في الواقع، ولو بقدر جزئي[82].
- وضوح العامل المادي في اختيار أغلب أنشطة الحشد والمناصرة: حيث توجهت أغلب الحملات إلى الأنشطة ذات الجهد القليل والتكلفة المنخفضة؛ لعدم وجود ثقافة عند السوريين لتقديم دعم مالي لأنشطة الحشد والمناصرة، أو حتى إنشاء مؤسسات سورية مختصة بذلك؛ حيث إن معظم المؤسسات المتخصصة بهذه الأنشطة حالياً هي مؤسسات ممولة من جهات أجنبية، وقد يكون الدعم المقدم لها موجهاً في مسارات محددة، ولقضايا ليست ذات أولوية أو اهتمام حالي لدى السوريين.
- التشتّت وضعف التنسيق: غلب على حملات المناصرة حالة من التشتت الواضح وضعف التنسيق؛ حيث استخدمت العديد من الوسوم في الحملات الافتراضية، حتى إن الوسم الواحد كان يُكتب بأكثر من شكل في كثير من الأحيان، وهو ما ضيّع قوته على مواقع التواصل، ومن جهة أخرى كانت تُقام عدة وقفات في الزمان نفسه والمكان نفسه، دون تنسيقٍ أو جمعٍ للحشود[83].
كما غابت التحالفات عن معظم الحملات التي أطلقها السوريون، سواء تحالفات منظمات سورية فيما بينها أو بين جهات سورية وغربية، ومن جهة أخرى تمكنت بعض الحملات المحدودة من عمل تحالفات على نطاق محدود، ولكنها كانت تحالفات من نفس اللون والتوجه[84]. وقد كان ثمّة كثير من العوائق أمام تحقيق هذه التحالفات والشراكات، أهمها: غياب الثقة بين المنظمات، وعدم الرغبة في مشاركة العلاقات، أو التخوّف من أن تستحوذ جهة ما على الجهود[85].
أخطاء في سياق التطبيق:
- ركّزت غالبية حملات المناصرة على الواقع الافتراضي كميدان للعمل، في حين كانت الأنشطة الحضورية قليلة ومحدودة النطاق[86]، على افتراض أن الشعوب الغربية يمكن أن تتحرك عبر الحملات الافتراضية وتقوم بالضغط على حكوماتها، بالإضافة إلى أن هذه الحملات الافتراضية استخدمت خطاباً غير مناسب في بعض الأحيان لم يُصمم بما يناسب الشريحة المستهدفة، ويفترض أساساً أن الموضوع المثار محل اهتمام تلك الشعوب.
ومن جهة أخرى سمح النشاط الإلكتروني بظهور خطاب عشوائي يحمل رسائل معاكسة من قبل الجمهور السوري المتعاطف مع الحملة، خاصة وأن القائمين على هذه الحملات لم يكن لديهم جمهورهم المنظم المنضبط[87]، ومن جهة أخرى سمح التفاعل الإلكتروني للجمهور المحلي بتفريغ جزء من مشاعرهم، وحالَ بينها وبين القيام بتحرك حقيقي في بعض الأحيان، بل رفع سقف توقعاتها بإحداث تأثير أو تغيير من خلال عدد من التعليقات والوسوم.
- غياب الهوية البصرية الواضحة لبعض الحملات؛ إذ يُفترض أن يكون لحملات المناصرة الاحترافية شعار واضح ورسائل متوافق عليه يلتزم بها جميع المشاركين، خاصة المنظّمين والداعمين للحملة، وأن يكون للحملة متحدث رسمي باسمها ينقل رسائل الحملة بشكل واضح للإعلام والجمهور والسياسيين.
- أسهمت بعض أنماط الحملات –ربما بشكل غير مقصود- باستغلال الأطفال، وتحويلهم إلى نجوم على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو أمر وإن كانت له إيجابيات تتمثل بزيادة التعاطف والاهتمام؛ إلا أنه خلق ضغوطاً على هؤلاء الأطفال، وفرض عليهم أن يكونوا تحت دائرة الضوء ويجعلهم عرضة للاستغلال[88].
- أسهمت بعض الحملات والفعاليات بسبب قلة الناشطين المدربين المتمكنين من اللغة الإنكليزية بتصدير بعض الشخصيات من المواطنين الصحفيين، الذين سلطت عليهم وسائل الإعلام الغربية الضوء؛ وافتقد بعض هؤلاء الناشطون الخبرة في التعامل مع وسائل الإعلام الغربية، ولم يستفيدوا من الفرص ولم يكن لديهم رسائل واضحة ولا استراتيجيات معدّة مسبقاً، ولم يتم تدريبهم عليها من قبل الجهات المعنية، كما أصبح هؤلاء الناشطون لاحقاً انتقائيين جداً في مشاركتهم بأي حملات أخرى، فيصعب الوصول إليهم أو التنسيق معهم.
- لم يتم استثمار العديد من حملات المناصرة على الجانب السياسي، بل على العكس قامت بعض الحملات برفض وجود أي شخصية سياسية؛ خوفاً من أن تقوم بـ”سرقة الجهود” أو الأضواء الإعلامية.
- من الملاحظ أن معظم الحملات التي ترافقت مع أحداث طارئة كالعمليات العسكرية كانت بجهود ناشطين أفراد، وقد استطاعوا تحقيق نجاح في موضوع الحشد الداخلي؛ إلا أنهم افتقدوا للعمل المنظم ولاستراتيجية مؤسساتية واضحة تضبط العمل، خاصة في موضوع الخطاب والرسائل والموارد المالية والخبرات المدربة، ولم يتمكنوا من استثمار حالة التعاطف السوري والغضب العام وتوجيهها في القنوات المفيدة، بينما ركزت المنظمات في حملاتها على المواضيع غير الآنية كالمعتقلين، وحققت فيها نجاحات نسبية في موضوع المناصرة وإن افتقدت للقدرة على الحشد، وبالتالي فما زال ثمة انفصال بين الناشطين الأفراد القادرين على تحقيق حشد وتحرك شعبي والمؤسسات القادرة على وضع استراتيجيات تستثمر هذا الحشد بما يحقق الأهداف المرجوّة.
- من الواضح أن القائمين على حملات المناصرة غالباً ما استهدفوا الجمهور العربي وغير العربي بالرسائل ذاتها وبالخطاب نفسه؛ فغالباً ما تُترجم بعض الرسائل والخطابات على افتراض أنها ستناسب الوصول إلى الجمهور الغربي، وهو افتراض غير صحيح؛ حيث إن عملية تصميم الحملات التي ستوجه للجمهور الغربي تختلف تماماً من حيث اللغة ومن حيث الاستراتيجيات والأنشطة، والنجاح في الحشد على مستوى الجمهور العربي لا يعني بالضرورة النجاح على مستوى الجمهور الغربي[89].
كما يُلاحظ غياب الأقلام السورية عن صحافة الرأي العالمية التي يمكن أن تنقل وجهة النظر السورية بلغات أخرى وبشكل قد يكون مؤثراً في الجمهور الأجنبي؛ فقد اقتصرت المقالات التي تحدثت عن الوضع السوري في الصحف والمواقع الأجنبية على مقالات إخبارية وبعض الدراسات والتحليلات التي قدمتها بعض المراكز البحثية الغربية وبأقلام أجنبية.
- توقع السوريون أن بعض الأحداث الدامية كفيلة بتحريك المجتمع الدولي، فعملوا على نشر وتوثيق الكثير من الصور الصادمة والدموية، وهو ما أدى إلى ابتعاد الكثير من المتضامنين الذين لم يكن بمقدورهم احتمال هذه المناظر القاسية، مبرّرين أنه لا قدرة لديهم على وقف هذه الجرائم الوحشية، في حين يُلاحظ أن بعض الصور البسيطة استطاعت تحريك الشارع الأوروبي بشكل لم يكن متوقعاً، لاسيما وأنها صور قد تكون عادية من منظور السوريين[90].
- من الواضح بالنظر إلى استراتيجيات ورسائل الحملات المنفَّذة ندرة الكوادر المؤهلة التي تلقت تدريبات على حملات الحشد والمناصرة وتحسن اختيار الاستراتيجيات المطلوبة والرسائل الموجهة، وحتى الكوادر التي تلقت تدريبات لم يتح لها المجال للحصول على خبرة ميدانية، لاسيما في الحملات الموجهة للغرب[91].
خامساً: ماذا حققت حركات الحشد والمناصرة في العالم؟[92]
شهد القرن الحالي ظهور كثير من الحركات التغييرية التي استخدمت أدوات الحشد والمناصرة، كالانتفاضة الفلسطينية عام2000، وحركة مناهضة الحرب الأمريكية عام2003، وحملة مكافحة التغيير المناخي عام2009، وثورات الربيع العربي 2011، وحركة “احتلوا وال ستريت” عام 2011؛ ورغم أن هذه الحركات قامت على حشد الناس تجاه قضية والضغط على الحكومات باستخدام أدوات متنوعة إلا أن هذه الحركات فشلت في تحقيق أهدافها.
“من العوامل التي ساعدت بعض الحركات الاحتجاجية على تحقيق نجاحات هو وجود حركة منظَّمة تحمل استراتيجية واضحة تنتهج سياسة النفَس الطويل، وتقوم بأنشطة مستمرة ومتعاقبة، تُراكم فيها الإنجازات، وتحشد الأنصار من مختلف البلدان” |
ويعود هذا الفشل إلى تركيز أصحاب هذه الحملات على بناء حشد أفقي واسع بتكتيكات متكررة، بدلاً من تأسيس حركات منظمة ذات استدامة؛ فقد اعتمدت هذه الحركات على تكتيك الاحتجاج بأشكاله المختلفة[93]، دون أن يفكر أصحاب هذه الحركات بمتابعة قضيتهم والتصعيد إلى أشكال أخرى من النشاط.
وبالتالي كانت قضايا المناصرة أشبه بحملة ضجيج دون نتيجة سياسية؛ إذ افترض أصحابها أن السياسيين سيسمعون أو يتحركون إذا تحرك الناس، ولكن ليس ثمة ما يؤكد أن السياسيين سوف يتجاوبون مع المطالب مهما نجحت الحملة في خلق حالة من الضجيج، وبالتالي لا يمكن أن تثمر الاحتجاجات والمسيرات وحملات التوقيع في التأثير الحقيقي لدى صنّاع القرار؛ ما لم يعتقد صنّاع القرار أن بإمكان منظّمي النشاطات تصعيد أنشطتهم ونقلها إلى مرحلة أعلى قد تؤثر عليهم، لأنهم لا يفهمون سوى لغة المصلحة بأشكالها المتنوعة.
وبالتالي فإن المظاهرات والوقفات الاحتجاجية قد تكون قادرة على إلقاء الضوء على قضية مهمة، لكنها لن تستطيع التأثير في السياسات العامة دون القدرة على المتابعة والتصعيد؛ فثمة كثير من الظروف الأخرى يمكن أن تكون عاملاً مهماً في نجاح أية حركة احتجاجية أو فشلها.
وبالعودة على التاريخ نجد أن بعض الحركات فقط من بين المئات الأخرى استطاعت الوصول إلى نجاحات عبر استخدام الأدوات اللاعنفية، فعلى سبيل المثال: بدأت حركة التغيير المناخي في بداية التسعينيات، وقامت على أنشطة متنوعة لبناء الوعي وإنتاج الأفلام والوثائقيات ونشر الكتب، ثم دفعت المشاهير لتبنّي هذه القضية والدفاع عنها، وقد استطاعت لاحقاً الحصول على دعم معظم مؤسسات المجتمع العلمي في معظم أنحاء العالم، ثم اتجهت للضغط على مراكز القرار والتحالف مع العديد من الشركات العالمية وبعض الحكومات والقيام بالاحتجاج تلو الاحتجاج ؛ حتى نجحت في الضغط على الدول للتوقيع على بروتوكول كيوتو للحد من الاحتباس الحراري عام 1997.
وقد استغلت الحملة مفاوضات كوبنهاغن عام 2009 للضغط مجدداً بهدف إقرار معاهدة جديدة حول التغيير المناخي، وقامت بتنظيم 5200 نشاط احتجاجي متزامن في أكثر من 181 دولة، وُصف بأنه أكبر يوم للنشاط السياسي في الكوكب، وكررت الأمر ذاته في عام 2010 بتنظيم أكثر من 7000 احتجاج متزامن، واستخدمت لاحقاً الاحتجاجات المسرحية، ورسمت يافطات بشرية كبيرة يمكن قراءتها من الجو، ورفعت لافتات قرب معالم جغرافية وأثرية مشهورة، وعملت على إقامة حفلات وتوقيع عرائض والاجتماع بالمندوبين الحكوميين على هامش المؤتمرات الدولية وتسليم رسائل مكتوبة للرؤساء والحكام، وعلى الرغم من استمرار نشاط الحركة لم تستطع الدفع باتجاه معاهدة جديدة؛ حيث انتهت مهلة المعاهدة الأولى عام 2012.
ويبدو واضحاً أن من أسباب تحقيق تلك النجاحات كان وجود حركة منظَّمة تحمل استراتيجية واضحة، يقوم عليها موظفون متفرغون يتقاضون رواتب جيدة، وينتهجون سياسة النفَس الطويل، عبر قيامهم بأنشطة مستمرة ومتعاقبة، تتم فيها مراكمة الإنجازات وحشد الأنصار من مختلف البلدان لمناصرة القضية، وقد تمكنوا من ترتيب احتجاجات متزامنة انتشرت في العديد من الدول للدلالة على قوتهم وقدرتهم على التأثير، واعتمدوا فيها على سنوات طويلة من البناء والتنظيم والتحولات الثقافية والعمل السياسي اليومي، وقد أنهكوا السلطات لدرجة أصبحت مستعدة للتفاوض على مطالبهم.
أما حالياً فاعتمدت العديد من الحركات الاحتجاجية على شبكة الإنترنت كبيئة افتراضية ومكان للنشاط السياسي، تمكنت من خلالها من توسيع شبكة علاقاتها والوصول إلى المعرفة دون كلفة تذكر، واستخدمت تقنيات هذه الشبكة للحشد والتعبئة ولنشر المعلومات وبثّ البيانات، وكذلك لنشر الدعوات أو التنظيم لمسيرات واحتجاجات.
إلا أن هذه الحركات وقعت في خطأ كبير عندما جعلت الميدان الافتراضي الساحة البديلة للعمل، بدلاً من النزول إلى العالم الحقيقي، لاسيما وأن النضال الإلكتروني لا يبني حراكاً سياسياً حقيقياً، ولا يمكن من خلاله قياس حجم التأثير الحقيقي، حيث يمكن لعشرات الآلاف مشاركة تغريدة فيها صورة لطفلة جميلة، ولكن القليل منهم مَن يأخذ خطوة أكثر عملية لإنقاذها، عدا أن الأنشطة الإلكترونية تعزّز ظهور الفردية على حساب العمل الجماعي.
سادساً: نتائج وتوصيات
ومما سبق نجد أن السوريين – أفراداً ومؤسساتٍ – نجحوا في إيصال الخبر السوري إلى العالمية ولفت النظر إلى قضيتهم؛ إلا أنهم لم يتمكنوا من استثمار هذا الوصول في تحقيق حالة من التأثير والضغط لتغيير الواقع نحو الأفضل، وقد استخدم السوريون أساليب الحشد والمناصرة والضغط لخدمة قضيتهم؛ إلا أن هذا الاستخدام كان آنيّاً، تنقصه غالباً الاستمرارية والاستراتيجية، ويظهر في كثير من الأحيان على شكل ردة فعل تتفاعل مع الحدث الطارئ في وقت متأخر.
ومن جهة أخرى استطاعت جهود الحشد والمناصرة تحقيق حالة من الحشد الداخلي لم تتمكن من المحافظة عليها أو استثمارها، ولم تنجح في خلق تيار واضح يحمل مطالب محددة، كما أنها أخفقت في تحقيق حالة الحشد الخارجي، لاسيما مع الجمهور غير السوري؛ إذ افترض كثير من السوريين أن العالم سيتفاعل مع محنتهم من تلقاء نفسه ويتحرك لنصرتهم، نظراً لعدالة القضية التي يناصرون لها.
وبالتالي يتوجب على أصحاب القضايا والمدافعين عنها إعادة تقييم الحملات التي يعملون عليها والأهداف والاستراتيجيات والأدوات التي يستخدمونها، ودراسة التجارب السابقة والتعلم من الأخطاء؛ فتحقيق الإنجازات بهذه الأدوات يحتاج إلى التدافع ومراكمة الجهود، والتحول بها من النشاط الفردي إلى النشاط المؤسساتي الذي يركز على العمل مع الجمهور المستهدف على الأرض بشكل بنائي طويل الأمد؛ يدور حول التثقيف، والتعبئة، والتنظيم، والدعم وبناء الشبكات الاجتماعية والسياسية، والاستمرارية ومراكمة النجاحات والوعي، وتجنب الانقطاع، وتحقيق الشراكات؛ حتى يمتلكوا قوة يستطيعون من خلالها الضغط على أصحاب القرار ودفعهم للالتفات إلى مطالبهم.
ولابد من الإشارة إلى أن الإنجازات في هذا السياق غير مضمونة النتائج، لاسيما إن كانت الأهداف كبيرة؛ إلا أن العمل المستمر وتحقيق نجاحات مستمرة في العديد من المجالات يمكن أن تخدم أي جهود سياسية في هذا السياق، ويمكن لها أن تستفيد من أي تغير في المزاج الدولي واستثماره لصالح تحقيق المزيد من الأهداف والنجاحات؛ وهذا يعني أن على العاملين في هذا المجال فهم السياسات الدولية ومتابعة تبدلاتها واللعب على تناقضاتها، خاصة فيما يتعلق بالقضايا غير الآنية.
وفي محاولة لتطوير جهود الحشد والمناصرة التي قام بها السوريون أفراداً ومنظمات خلال السنوات الماضية؛ تقدم الورقة مجموعة من التوصيات، وهي:
- إنشاء مرجعية مناصرة سورية تقوم بتطوير منظومة علاقات مع منظمات فاعلة وضاغطة على المجتمع الدولي، سواء فيما يتعلق بقضايا القصف أو القتل أو الاختفاء القسري أو التعليم. تسعى هذه المرجعية للمناصرة في عدة أمور، منها: إيقاف القتل وتخفيف عدد الضحايا، أو جلب دعم دولي، أو الدفع بقضية ما إلى الساحة، كما تقوم أيضاً بتشكيل علاقات مع مؤسسات إعلامية أو مؤسسات إخبارية، وتمثّل هذه المرجعية المحرّك بين المنظمات السورية والمنظمات الضاغطة والجهات الإعلامية.
- إنشاء مؤسسات متخصصة بالمناصرة ممولة من السوريين، تقوم عليها كوادر متفرغة ومدربة تعمل وفق خطط استراتيجية طويلة الأمد، تراكم الجهود وتستثمر الأحداث، وتستشرف المستقبل وتعمل عليه استباقياً[94].
- تقديم تدريبات تخصصية للناشطين والمؤثرين والإعلاميين – داخل سوريا وخارجها- في مفهوم المناصرة من منطلق وطني ولتحقيق أهداف وطنية، وتدريبهم على كيفية صياغة الرسائل المناسبة لكل جمهور، وعلى طرق تقييم الأثر واعتباره مقياساً لنجاح الحملة أو فشلها.
- إعداد متحدثين وإعلاميين ناطقين بلغات أجنبية متعددة يمكن اختيارهم من الناشطين والإعلاميين الموجودين في داخل سوريا، بالإضافة إلى أبناء الجاليات السورية الذين وُلدوا في دول أجنبية؛ لأنهم الأقدر على صياغة رسائل مناسبة تفهمها تلك الشعوب.
- التحالف مع بعض المجموعات والشعوب التي تعرضت لظروف تشبه ظروف السوريين، كالتركستان والبوسنيين وغيرهم، والتعلم من تجاربهم وتشارك الخبرات؛ فتنوع خلفيات المناصرين لقضية ما أدعى للفت النظر إليها.
- إعداد حملة مناصرة داخلية موجهة للسوريين، لتوعية الناس بالمفهوم الصحيح لعملية المناصرة وأهدافها وطرقها الصحيحة، وضرورة اختيار الخطاب المناسب، ومعرفة كيفية التعامل مع حملات جمع التواقيع ووسائل التواصل الاجتماعي.
- التخطيط لحملات مناصرة داخلية طويلة الأمد، تركّز على مبادئ الثورة وسبل تعزيزها وتحويلها إلى سلوك مجتمعي عام، والإشارة إلى الأخطاء والانتهاكات التي تقوم بها بعض الفئات وتشجيعها على التصحيح، والبدء بعملية تنظيم مجتمعي يساعد في تفعيل عمليات الحشد الداخلي ونقل جهودها باتجاه خطوات مناصرة واضحة يمكن استثمارها سياسياً وحقوقياً[95].
- إعداد حملات مناصرة موجهة للشعوب التي تملك حكوماتها تأثيراً على نظام الأسد، كالشعب الروسي والإيراني والصيني، يكون الهدف منها إطلاع تلك الشعوب على حقيقة ما يجري في سوريا، وعلى الدعم التي تقدمه حكوماتهم للانتهاكات، في محاولة لخلق تيار داخلي ضاغط على تلك الحكومات، والتشبيك مع بعض الجهات الحقوقية العاملة في كلا البلدين[96].
- الاستفادة من تجربة بعض المنظمات السورية التي استطاعت الوصول لحالة من الموثوقية والتأثير في المجتمع الدولي، كالدفاع المدني[97] والشبكة السورية لحقوق الإنسان[98]، ومحاكاة التجربة من قبل بقية المنظمات وتطوير الأدوات لمزيد من التأثير.
- الجمع بين التركيز على جرائم نظام الأسد تجاه شعبه وعلى جرائمه تجاه المجتمع الدولي وما يشكله من تهديد على مصالحهم، وتحويل الأمر إلى قضية مؤرّقة لدى الشعوب الأوروبية حتى يدفعها الحفاظ على أمنها للضغط على حكوماتها لإنهاء وجود الأسد، أو لإبعاده ومنظومته عن السلطة.
- متابعة الأحداث الدورية كاجتماعات حقوق الإنسان ومجلس الأمن، والتحضير لفعاليات تتزامن مع هذه الاجتماعات.
- البدء بعملية تنظيم مجتمعي للكوادر السورية داخل سوريا وتلك المنتشرة في بلاد اللجوء، واستثمار تفاعلها مع الحدث ورغبتها في تقديم الدعم، وتنظيم مواضيع الحشد والتجمعات الاحتجاجية والتنسيق فيما بينها.
- العمل على تكوين شبكات وفرق متخصصة – داخل سوريا وخارجها – قادرة على استخدام اللغة الإنكليزية بشكل جيد نطقاً وكتابةً، يمكن الاعتماد عليها في الحملات الافتراضية بما يتناسب مع رسائل واستراتيجيات الحملة.
- توجيه الجاليات السورية في أوروبا للعمل على تشكيل مجموعات ضغط، وتدريب أبناء تلك الجاليات السورية في المهجر على أدوات واستراتيجيات الحشد والمناصرة والضغط، وعلى طرق إنشاء علاقات مع البرلمانيين والإعلاميين.
- توجيه الناشطين السوريين في دول اللجوء إلى الانضمام إلى المنظمات الحقوقية المحلية وغير المحلية والتعلم من تجاربها، ومعرفة طرق وأساليب التأثير فيها، واستثمار خبراتها وجهودها في خدمة القضية السورية.
- بناء خطة مناصرة تصلح لأوقات الطوارئ يمكن أن تلجأ إليها المنظمات والتحالفات؛ تكون مهمة كل جهة واضحة ومحددة، سواء على نطاق تأمين الكوادر المدربة أو على نطاق تأمين الموارد المالية والعلاقات.
- دعم الأعمال الفنية والوثائقية المتحدثة بلغات أجنبية وتخدم القضية السورية، كالمسلسلات الدرامية والأناشيد والإعلانات، فهي أكثر وصولاً وأكثر تأثيراً.
- إعادة إبراز صورة الواقع السوري المؤلم؛ بعيداً عن الإرهاب والجماعات المتشددة، وخلافات مؤسسات المعارضة السورية؛ لأن ذلك يُضعف موثوقية عمل الجهات السورية ومردود حملات المناصرة التي تقوم بها.
- التواصل مع منظومة الإعلام الدولية بطرق جديدة؛ لا تركز فقط على الحدث الميداني السوري، وإنما تسعى لنقل جوانب إيجابية من حياة السوريين وصمودهم، والتركز على المطالب الشعبية التي تتوافق مع مبادئ حقوق الإنسان.
- التوافق على معايير لتوثيق الانتهاكات بما يتناسب مع المعايير الدولية، خاصة فيما يتعلق بأعداد الضحايا والمتضررين؛ وذلك بهدف دعم مصداقية التقارير والأرقام التي تستخدمها المنظمات[99].
سابعاً: الملحقات
(الجداول التفصيلية لدراسات الحالات)
حملة حلب تحترق Aleppo Is Burning [100]
هدف الحملة | |
المرحلي [101] | حشد السوريين داخل سوريا وخارجها |
تحريك الرأي العام الغربي لمتابعة الحدث ولفت الانتباه | |
الرئيسي | إيقاف العمليات العسكرية وإنقاذ المدنيين وفرض منطقة حظر جوي. |
النطاق “الجغرافي” للحملة | |
حملات افتراضية | إطلاق حملة على سوشيال ميديا باللغة العربية تحت وسم #حلب_تحترق، وحملة باللغة الإنكليزية كان لها معرّف واضح وتحت وسم #AleppoIsBurning |
حملات حضورية على النطاق المحلي | تظاهرات دورية في جميع المناطق المحررة كل جمعة، ومطالبات بوقف الاقتتال الداخلي وفتح الجبهات |
حملات حضورية على النطاق إقليمي / عربي/ إسلامي | انطلقت 10 مظاهرات حاشدة على الأقل مظاهرات في العديد من الدول الإقليمية والعربية، طالبت بعض حكومات الدول العربية بالتدخل و بتسليح المعارضة. كما أعلن العديد من الفنانين العرب تضامنهم مع الحملة، وأعلنت بعض الشخصيات الدينية المعروفة تضامنها، وأطلقوا حملة لجمع التبرعات. |
حملات حضورية على النطاق الدولي | أكثر من 60 وقفة احتجاجية خلال الحملة الأولى في معظم دول العالم، في حين لم تتجاوز الوقفات الاحتجاجية في الحملة الثانية 30 وقفة في الشهر الأخير |
الجمهور المتفاعل | |
الجمهور العام | حشد شعبي جيد على مستوى السوريين |
الجمهور المؤثر | حشد شعبي واضح في العديد من الدول والعواصم الأجنبية ضم العديد من الناشطين السوريين والأجانب، لاسيما في لندن |
وقت الاطلاق | |
عند الحدث الساخن | بدأت حملة “حلب تحترق” بشكل منظم في أواخر شهر نيسان2016، واستمرت بالنشر وتحضير الفعاليات حتى نهاية أيار 2016، ثم توقفت الحملة مع حدوث هدنة جزئية لم تستمر لوقت طويل، وقد تسبب ذلك بانقطاع النشر وتوقفت معرّفات الحملة وأنشطتها عن متابعة الحدث، وظهرت هاشتاغات جديدة. |
الأدوات الإعلامية | |
الهوية البصرية | ركّزت الحملة على استخدام اللون الأحمر للإشارة إلى الحريق والدماء، وقد كان ذلك واضحاً من خلال البوسترات واللافتات المطبوعة وارتداء الناشطين ملابس حمراء يحمل بعضها شعار الحملة |
الوسوم | استخدمت الحملة الإلكترونية الأولى وسماً واحداً باللغة العربية والإنكليزية #حلب_تحترق لاقى تفاعلاً واضحاً وصل إلى مركز عالمي متقدم بما يزيد عن مليون استخدام خلال فترة بسيطة، إلا أن توقف الحملة عن النشر وظهور حملات جديدة أدت إلى ظهور وسوم أخرى: #حلب_تباد، #إبادة_حلب، #أنقذوا_حلب، #حلب_تناديكم، فلم تبنِ جهودها على حجم الحشد الإلكتروني السابق ولم تتمكن من دفع الوسوم الجديدة لتتصدر التصنيف العالمي. |
معرّفات الحملة | كان للحملة معرّف رسمي نشط على موقع تويتر يقوم بنشر كل ما يرد له من أخبار الحملة تحت وسم واحد، خاصة في الحملة الأولى، وقد نشرت خلال الشهرين الأولين ما يقارب 806 تغريدة، وتابعها قرابة 1800متابع، فيما لم يكن للحملة أي معرّف على فيس بوك، باستثناء بعض المجموعات الفرعية التي أنشأها بعض الناشطين في دول العالم تتابع الأنشطة وفعاليات الحملة. |
خطاب الحملة | |
تزويد معلومات | لم يستند خطاب الحملة على تقارير وإحصائيات، بل اقتصر فقط على نشر أخبار متفرقة من ناشطين على الأرض. |
عاطفي، غاضب | استخدمت الحملة خطاباً عاطفياً ركز على مشاعر الحزن والألم والغضب، وحمل بعض العبارات العدائية أو غير اللائقة، وركز على صور الأطفال واستهداف المرافق، خاصة الصحية. |
إقناع | لم يركز الخطاب على الحجج والإقناع |
تأثير وطلب تفاعل | ركّز الخطاب على الدعوة للمشاركة في التظاهر، ولم يكن هناك خطوات واضحة تبيّن للمشاركين كيف يمكنهم أن يتفاعلوا بشكل أفضل أو بطرق أخرى |
استراتيجيات الحملة | |
أنشطة الحشد ولفت النظر | التظاهر المكثف بمشاركة ناشطين أجانب وبمشاركة واضحة من اللاجئين السوريين والجاليات السورية المقيمة في دول العالم |
وقفات احتجاجية في مناطق حيوية كمبنى الأمم المتحدة، والبرلمان الأوربي وأمام أبواب بعض وكالات الأنباء الدولية | |
مشاركة واضحة لجمهور أجنبي وشخصيات مؤثرة، من فنانين وأكاديميين[102]، وناشطي حقوق إنسان وبعض السياسيين وبعض أعضاء الأحزاب السياسية؛ حيث تمت بعض الفعاليات في هذه الحملات بدعوى وتنظيم جهات غربية أو منظمات حقوقية كمنظمة العفو الدولية[103]. | |
لفت اهتمام وسائل الاعلام الغربية بالحدث الميداني؛ حيث نشرت العديد من التقارير الخاصة عما يجري في حلب[104]، كما استضافت بعض القنوات والصحف الأجنبية ناشطين سوريين، وسلطت وسائل الإعلام الضوء على بعض الحسابات التي تنشر باللغة الإنكليزية من داخل حلب المحاصرة وتنقل واقع المدنيين من قلب الحدث[105]. | |
نشاط واضح للطلبة السوريين في بعض جامعات تركيا، الأردن، أمريكا، ومصر. | |
إضاءة معالم مهمة في بعض المدن للإعلان عن التضامن في كل من كندا وقطر، وتسليط إضاءة قوية ضخمة على مبنى الامم المتحدة في أمريكا تطالب بإيقاف الأسد، بالإضافة إلى عرض فيلم قصير عن قلعة حلب الأثرية | |
تلطيخ بعض أبواب السفارة السورية في بعض العواصم الأجنبية بالدماء | |
أنشطة المناصرة | أطلقت معرّفات الحملة ثلاثة بيانات “صحفية” موجهة للإعلام توضح مطالبها في تأمين حماية دولية للمدنيين، وإعلان التضامن مع المدنيين المحاصرين في حلب الذين يتعرضون للغارات الجوية، بالإضافة إلى رفع الحصار عن المناطق التي خرجت عن سيطرة نظام الأسد، وإيقاف العمليات العسكرية في سوريا، واتهام الأمم المتحدة بالتقاعس عن مسؤولياتها. |
أطلق ناشطون بريطانيون عريضة موجهة للبريطانيين للضغط على الحكومة للتدخل من أجل إنقاذ المدنيين. | |
شاركت بعض الجهات الاعتبارية كالمعارضة الإيرانية في تنظيم وقفة لها في أمريكا معلنة عن تضامنها مع المدنيين في حلب، كما قامت بإنتاج فيديو يشرح معاناة المدنيين تحت القصف. | |
بدأ ناشطون سوريون وأتراك بالتحضير لحملة افتحوا الطريق إلى حلب، وذلك بالتحضير لقافلة مساعدات إنسانية تقودها منظمة IHH التركية في أواخر عام2016، يشارك فيها عدد من النشطاء الأتراك ومجموعة من السياسيين وعلماء الشريعة السوريين في محاولة لإغاثة المدنيين المحاصرين، إلا أن الحملة لم تتم نتيجة تسارع الأحداث الميدانية، والتوصل إلى اتفاق التهجير. |
نتيجة الحملة | |
الأهداف الآنيّة | نجحت في الحشد الداخلي داخل سوريا في العديد من المناطق المحررة كغوطة دمشق وادلب والزبداني |
نجحت في حشد السوريين خارج سوريا | |
نجحت في حشد الجمهور الغربي وبعض الدول العربية | |
وصل وسم #حلب_تحترق إلى الترند العالمي، وبلغ لاحقاً قرابة مليوني استعمال خلال عام 2016، بينما لم يصل الوسم باللغة الإنكليزية إلى الترند العالمي | |
أوصلت الخبر الإعلامي إلى أهم القنوات التلفزيونية الإخبارية | |
الهدف الرئيسي | لم تنجح في تحقيق الهدف الرئيسي للحملة وهو إيقاف العملية العسكرية وحماية المدنيين. |
حملة أنقذوا الغوطة #Save_Ghouta
هدف الحملة | |
المرحلي | حشد السوريين داخل سوريا وخارجها |
تحريك الرأي العام الغربي ولفت انتباهه | |
الرئيسي | إيقاف العمليات العسكرية وإنقاذ المدنيين في الغوطة |
النطاق الجغرافي للحملة | |
حملات افتراضية | انطلقت عدة حملات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية، واستخدمت عدة وسوم مثل #أنقذوا_ الغوطة، #الغوطة_الشرقية، #الغوطة_تغرق_بالدماء، كما انطلقت حملات باللغة الإنكليزية استخدمت أيضاً وسوماً مختلفة#EasternGhouta. #BreakGhoutaSiege #SaveGhouta #Ghouta |
حملات حضورية على النطاق المحلي | انطلقت العديد من التظاهرات الدورية في جميع المناطق المحررة كل جمعة، مع مطالبات بتوحيد الفصائل وفتح الجبهات، خاصة في إدلب، وجنوب دمشق، كما شارك بعض الناشطين في دمشق وأطلقوا حملة رمزية تتضمن نشر صور على مواقع التواصل من داخل المدينة تظهر عبارات تؤكد تضامنهم مع الغوطة، ورفضهم لوحشية نظام الأسد. |
حملات حضورية على النطاق الإقليمي / العربي/ الإسلامي | انطلق عدد من المظاهرات الحاشدة في بعض الدول والعربية أعلنت تضامنها مع الغوطة، خاصة في بيروت و الأردن و القدس، إلا أن بعض الوقفات أُلغيت بسبب عدم قدرتها على الحصول على الترخيص اللازم. وقد تفاعلت شخصيات عربية مؤثرة من صحافيين، وكتّاب، وناشطين وشيوخ أعربوا عن تضامنهم مع الغوطة الشرقية. |
حملات حضورية على النطاق الدولي | رصد أكثر من 40 وقفة احتجاجية خلال الأسبوع الأخير من شهر شباط في عدد من دول العالم، وقد تكررت العديد من الوقفات الاحتجاجية بشكل واضح في تركيا وألمانيا وفرنسا، وقد تركزت بعض الوقفات في مناطق حساسة، كمقر الأمم المتحدة في جنيف، وأمام السفارة الروسية و الأمريكية والإيرانية في تركيا. |
الجمهور المتفاعل | |
الجمهور العام | حشد شعبي جيد على مستوى السوريين |
الجمهور المؤثر | حشد شعبي من السوريين في دول اللجوء، وبعض الجمهور الأجنبي، خاصة في تركيا |
وقت الإطلاق | |
قبل الحدث الساخن | حظيت حملة التضامن مع طفل أصيبت عينه إبان الحملة العسكرية الأولى أواخر عام 2017 بتفاعل كبير من شخصيات مؤثرة عربية وعالمية؛ كسعد الحريري، واللاعب الفرنسي فرانك ريبري، والسفير البريطاني للأمم المتحدة ماثيو ريكروفت، إلا أنه لم يتم استثمار هذا التفاعل الكثيف في الحشد للحملة الجديدة أو توجيه المتضامنين للقيام بأي فعل. |
عند الحدث الساخن | انطلقت حملات المناصرة بعد عملية التصعيد العسكري الأخيرة؛ حيث نشطت بعض المواقع التي سبق لها أن قامت بحملات مناصرة حول موضوع حصار الغوطة الشرقية، وقامت بالتفاعل مع الحملات الجديدة، كما ظهرت معرّفات جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي. |
بعد الحدث | توقفت أغلب الحملات بعد انتهاء الحدث، باستثناء أحد المواقع الذي كان مخصصاً لحملات المناصرة الخاصة بالغوطة، فاستمر بتغطية الأحداث السورية المتنوعة، وعمل على التذكير بوقائع ما حدث في الغوطة كل سنة وإطلاق حملة جديدة تطالب بمحاسبة النظام على استخدام السلاح الكيماوي تحت عنوان لا تخنقوا الحقيقة، |
الأدوات الإعلامية | |
الهوية البصرية للحملة | لم يكن هناك هوية بصرية واضحة؛ فلم يُلاحظ شعار واضح معتمد، أو لوغو يدل على الحملة باستثناء صورة غلاف، وصورة بروفايل مشتركة وضعها الناشطون على صفحاتهم الشخصية |
الوسوم | نتيجة لاستخدام العديد من الوسوم لم يستطع أي منها الوصول إلى الترند العالمي. كما استخدم الجمهور المتفاعل مع حملة “أنقذوا الغوطة” الوسم بعدة أشكال: #saveghouta , #save_ghouta , #savealghouta , #save_algouta))؛ وهو ما أضعف أيضاً قدرة هذه الحملات على الوصول إلى المراكز المتقدمة. |
معرّفات الحملة | من الملاحظ ظهور بعض الصفحات على فيس بوك وتويتر تحت اسم “أنقذوا الغوطة” تنشر باللغتَين العربية والإنكليزية، وهو ما شتّت الجهود وأضعف متابعة الجمهور لتلك المعرّفات، وقد ظهرت صفحات تنشر بلغات أخرى كالفرنسية والتركية بشكل محدود، كما تم إنشاء بعض المجموعات الفرعية العامة التي ضمّت ناشطين لتجميع أخبار الأنشطة والفعاليات في بعض دول العالم. |
خطاب الحملة | |
تزويد معلومات | استخدمت الحملة تقارير دورية صادرة عن بعض المنظمات السورية تضم إحصائيات وأرقاماً وتقارير مرئية وصوتية عن وضع المدنيين وحالات الاستهداف. |
عاطفي، غاضب | ركزت معرّفات الحملة على نشر الأنشطة فقط، كما نشرت بعض الصور والفيديوهات التي حملت خطاباً عاطفياً ركز على نقل الحدث المؤلم واللقطات الصادمة ومشاعر الحزن والألم والغضب. كما حمّلت بعض المنشورات العالمَين الغربي والإسلامي المسؤولية واعتبرتهما شريكَين لنظام الأسد وروسيا في الجريمة، وركزت على صور الأطفال واستهداف المرافق وخاصة الصحية، فيما حمّلت منشورات أخرى قادة العالم المسؤولية عن الجريمة التي تحدث في الغوطة، وطالبت إحدى المنشورات بمحاسبة الأمم المتحدة على تقصيرها. |
إنساني | تسليط الضوء على العديد من القصص الإنسانية التي ركزت على الأطفال والوضع الإنساني، ونقلت وترجمت هذه القصص بعدة لغات، خاصة تلك التي تنقل معاناة المدنيين في الأقبية والخوف والهلع الذي يشعرون به. |
إقناع | لم يركز الخطاب على الحجج والإقناع، بل ركز على تحقيق حالة من التعاطف الإنساني مع الحدث. |
تأثير وطلب تفاعل | ركّز الخطاب على الدعوات للمشاركة في التظاهر، وكان ثمّة محاولات لطلب التفاعل من خلال إرسال عريضة لبعض البرلمانيين في بريطانيا، وإطلاق حملة جمع تواقيع على موقع منظمة العفو الدولية تطالب بوقف القصف عن الغوطة . |
استراتيجيات الحملة | |
أنشطة الحشد ولفت الرأي | غطت العديد من القنوات العالمية الحدث الميداني، واستخدمت الكثير من المواد البصرية القادمة من ناشطين في الداخل. |
استطاعت إحدى الحملات أن تصل لبعض القنوات الإخبارية العالمية؛ حيث قدّم المتحدث الخاص بها عدة تقارير وتحديثات عن الأوضاع الميدانية، كما خرجت بعض مقالات الرأي التي كتبتها أقلام غربية تتحدث عن ضرورة التدخل لإيقاف هذه الجريمة. | |
حدثت تغطية جيدة لأنشطة الدفاع المدني وتقاريرهم من قبل بعض وسائل الاعلام الغربية المرئية والمكتوبة، كما اعتمدت بعض القنوات الإخبارية على الفيديوهات الصادرة عن الدفاع المدني في تغطية الحدث وإعداد تقاريرها الحصرية. | |
لاقى النشاط الذي قام به أحد المراهقين بتصوير نفسه كمراسل من داخل الغوطة يتحدث بالإنكليزية يوثّق القصف ويناشد العالم للتدخل تغطية واهتماماً من قبل الإعلام الدولي، كما لاقى انتقاداً في الوقت ذاته من ناحية خلط الطفل للعمل الصحافي والنشاط السياسي أو المجتمعي، في حين حظي حساب بعض الأطفال على تويتر الذي كان ينقل الأوضاع الميدانية باللغة الإنكليزية باهتمام من الإعلام الدولي أيضاً وإن لم يكن على نطاق واسع. | |
من الملاحظ وجود عدد محدود من المنشورات التي تقدم تحديثات عن الوضع بلغات أخرى كالفرنسية والروسية. | |
وقفت شاحنات إعلانية أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك حملت لوحات تطالب بالتحرّك بشأن سوريا، وتنتقد فشل المجتمع الدولي بوضع حد للمجازر، في محاكاة لفكرة مستوحاة من فيلم رُشّح لجائزة الأوسكار، وذلك قبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن بخصوص الغوطة في 22 شباط/فبراير من العام 2018. | |
أنشطة المناصرة | أطلقت إحدى المنظمات الإنسانية الغربية بياناً تطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك، كما سلطت بعض المنظمات الغربية الضوء على الواقع الإنساني وأطلقت حملات دعم وجمع للتبرعات. |
كما أطلق المجلس الدولي لحقوق الإنسان بياناً دعا فيه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتدخل من أجل وقف الهجمات ومساعدة المدنيين، في حين رفعت منظمة أطباء بلا حدود تقريراً حول استهداف المنشآت الطبية والكوادر العاملة فيها، كما وجهت رسالة تضامن للأطباء داخل الغوطة تعلن فيها أنها لن تتوقف عن تقديم الدعم بأنواعه رغم العراقيل. | |
أطلقت إحدى منظمات المناصرة السورية حملة تدعو فيها المتعاطفين مع المدنيين في الغوطة إلى الاتصال الهاتفي بالسفارات الروسية في أنحاء العالم، وإخبارهم بأن العالم يراقب ومطالبتهم بوقف العمليات العسكرية. | |
أصدر الحزب الوطني الديمقراطي الكندي بياناً يستنكر فيه المجزرة التي تحدث في الغوطة. | |
أصدرت اليونيسف بياناً فارغاً معربةً عن عدم امتلاك الكلمات لوصف معاناة الأطفال وحدّة غضبها، احتجاجاً على المجازر التي شهدتها الغوطة الشرقية. | |
نظّم تحالف المنظمات السورية غير الحكومية حملة مشتركة أطلقت بياناً بعنوان “معاً لأجل الغوطة”، طالبت فيه بفكّ الحصار وإيقاف القصف عن الغوطة الشرقية مؤتمراً صحافياً. | |
سلّمت مجموعة من المتظاهرين في فرنسا رسالة كتبها المحاصرون في الغوطة إلى مسؤولين في قصر الإليزيه في باريس. | |
نظّمت منظمة العفو الدولية في بروكسل وقفة احتجاجية لقيت تفاعلاً واهتماماً إعلامياً واضحاً. |
نتيجة الحملة | |
الأهداف الآنيّة | نجحت في حشد السوريين داخل سوريا |
نجحت في حشد السوريين خارج سوريا | |
وافق أعضاء مجلس الأمن على تطبيق هدنة لمدة 30 يوماً، إلا أن اتفاق الهدنة هذا تم خرقه بعد عدة أيام. | |
أوصلت الخبر الإعلامي إلى أهم القنوات التلفزيونية الإخبارية | |
الهدف الرئيسي | لم تنجح في تحقيق الهدف الرئيسي للحملة وهو إيقاف العملية العسكرية وحماية المدنيين |
حملة إدلب تحت النار #IdlibUnderFire
هدف الحملة | |
المرحلي | حشد السوريين داخل سوريا وخارجها |
تحريك الرأي العام الغربي | |
الرئيسي | إيقاف العمليات العسكرية وإنقاذ المدنيين في إدلب |
نطاق الحملة | |
حملات افتراضية | انطلقت عدة حملات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية، واستخدمت عدة وسوم مثل: #أنقذوا_ ادلب، #ادلب، كما انطلقت حملات باللغة الإنكليزية استخدمت أيضاً وسوماً مختلفة: #Saveidlib, #IdlibUnderFire #Idlib |
حملات حضورية على النطاق المحلي | بالتزامن مع الحملة الأولى خرجت قرابة 60 مظاهرة وبشكل دوري في مناطق مختلفة من محافظة إدلب تندد بالتصعيد العسكري والصمت الدولي، كما طالبت بعض المظاهرات تركيا بالتدخل وتوفير الأمان للمنطقة. ومع الحملة الثانية زادت وتيرة المظاهرات الداخلية وتركزت في مناطق حدودية مع تركيا، حيث طالبت بالضغط لإيقاف الحملة العسكرية وفتح معابر آمنة للجوء المدنيين. كما خرجت مظاهرات في مناطق عديدة في إدلب مجدداً مع الحملة الثالثة التي كانت الأعنف؛ غلب عليها الطابع الهجومي الغاضب، حيث رُفعت في بعض المظاهرات لافتات حانقة تجاه الفاعلين المحليين والإقليميين. |
حملات حضورية على النطاق الإقليمي، العربي/ الإسلامي | انطلقت عدة وقفات احتجاجية في تركيا نظّم بعضَها نشطاء أتراك ، ونظّم أخرى نشطاء سوريون تمركزت قرب القنصلية الروسية في إسطنبول. |
حملات حضورية على النطاق الدولي | خلال الحملتَين الثانية والثالثة أقام ناشطون سوريون عدداً من الوقفات الاحتجاجية في عواصم أجنبية، أُقيم بعضها في مناطق حساسية مثل البرلمان السويدي ، ومقر الأمم المتحدة في نيويورك. كما تجددت المظاهرات في أمريكا و كندا وعدد من مدن العالم التي كان هدفها إعلان التضامن مع إدلب والمطالبة بوقف التصعيد العسكري. |
الجمهور المتفاعل | |
الجمهور العام | حشد شعبي جيد على مستوى السوريين داخل سوريا وخارجها |
الجمهور المؤثر | حشد قليل لناشطين أجانب وأتراك |
وقت الإطلاق | |
عند الحدث الساخن | انطلقت حملات المناصرة مع بداية الحملات العسكرية الأولى، واستمرت بشكل قوي خلال فترات التصعيد، وتابعت رصد الوضع الإنساني بوتيرة أقل خلال فترات الهدوء. |
بعد الحدث | لوحظ استمرار بعض الحملات الافتراضية حتى بعد أن توقفت العمليات العسكرية، حيث تابعت بعض المواقع تغطيتها للحدث الداخلي في إدلب بشكل مستمر، وخاصة ما يتعلق بموضوع فيروس كورونا، ومن أبرز هذه المواقع: Eyes on Idlib عين على إدلب، Save Idlib (أنقذوا إدلب)، إضافة لموقع خاص بإدلب اسمه ادلب مباشر . كما شاركت بعض المعرّفات في حملة لا تخنقوا الحقيقة التي كان هدفها التذكير بجرائم استخدام السلاح الكيماوي في سوريا. |
الأدوات الإعلامية | |
الهوية البصرية للحملة
| لم يكن هناك هوية بصرية واضحة للحملات التي أطلقها سوريون؛ حيث لم يُلاحظ شعار واضح معتمد أو لوغو يدل على الحملة، خاصة خلال الفعاليات الحضورية، كما لم يُلاحظ خطاب واضح للحملة أو رسائل أو مطالب واضحة، بل اقتصر ما ورد في معرّفات الحملة على متابعة الأنشطة والفعاليات وتحديث وترجمة المعلومات الميدانية ونشرها بعدة لغات. |
استخدام الوسوم | شهد وسم “إدلب تحت النار” تفاعلاً كبيراً في الأوساط السورية والعربية، لكنه لم يكن بالزخم ذاته الذي كان عليه في الحملات السابقة، ولم يشهد الوسم باللغة الإنكليزية الحشد ذاته، بل تشتت الجهود نتيجة لاستخدام عدد من الوسوم، مثل: #Idlib , #Saveidlib, #IdlibUnderFire فلم يستطع أي منها تحقيق الحشد المطلوب على مواقع التواصل أو الوصول إلى التصنيف العالمي. |
المعرّفات الرسمية | اقتصرت المعرّفات الرسمية على معرّفين واحد لحملة أنقذوا ادلب باللغة العربية (صفحة فيس بوك نشطة، ومعرف على تويتر متوقف عن النشر منذ أواخر عام2014)، ومعرّف رسمي آخر ينشط باللغة الإنكليزية على تويتر لحملة Save Idlib إلا أن المعرّفين العربي والإنكليزي لا يتبعان لفريق العمل نفسه؛ فقد بدا واضحاً الاختلاف في نوع المنشورات وشكلها وسياسة النشر. |
خطاب الحملة | |
تزويد معلومات | شاركت الحملات تقارير دورية أصدرتها بعض المنظمات ركّزت على إحصائيات و أرقام و تقارير مرئية و صور توضح الوضع الإنساني وحجم النزوح الداخلي والانتهاكات التي تحدث يومياً |
عاطفي، غاضب | رفعت المظاهرات في داخل سوريا لافتات غاضبة تجاه السياسة التركية حمّلتها مسؤولية سقوط بعض المناطق، كما هاجم متظاهرون “هيئة تحرير الشام” وحملوها المسؤولية تجاه الخسارة العسكرية ونددوا بسياساتها الداخلية، في حين رفعت مظاهرات أخرى لافتات طالبت أعضاء اللجنة الدستورية بالانسحاب واعتبرت المشاركة خيانة للثورة خاصة مع استمرار التصعيد. |
إنساني | ركّز خطاب الحملة بشكل واضح على إظهار بعض القصص الإنسانية وتأكيد أن معظم سكان المنطقة من المدنيين، ودحض الرواية الروسية التي تدّعي أن العمليات العسكرية كانت لمواجهة جماعات إرهابية، وقد نقلت هذه القصص من خلال ترجمة بعض الرسائل المصورة التي نشرها عدد من الناشطين والصحفيين وإظهار الصعوبات التي يعانيها الناس في المخيمات التي نزحوا إليها وتفتقد الاحتياجات الأساسية. |
إقناع | لم يركز الخطاب بشكل كافٍ على الحجج والإقناع، بل ركّز على تحقيق حالة من التعاطف الإنساني مع الحدث. |
تأثير وطلب تفاعل | أصدرت بعض الجهات الإنسانية بيانات إعلامية دورية تغطي آخر التحديثات في الوضع الميداني والإنساني، وتطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته. |
استراتيجيات الحملة | |
أنشطة الحشد ولفت الانتباه | نظّم عدد من الناشطين من جنسيات مختلفة بينهم سوريون حملة “WE ARE THE LOVE”، “نحن المحبة” قامت بأنشطة متزامنة في أكثر من 15 مدينة حول العالم، من خلال إطلاق أعداد كبيرة من البوالين البيضاء في محاولة للفت النظر لما يحدث في إدلب. |
نظّم ناشطون سوريون في أوروبا العديد من المظاهرات في عدد من دول العالم، خاصة تركيا، بينها مظاهرات أمام أماكن حساسة كالبرلمان السويدي | |
نشطت حملة For Sama التي كانت تعمل على ترويج الفيلم الذي نقل معاناة المدنيين في حلب خلال القصف، وذلك لإثارة الانتباه حول أوضاع المدنيين في إدلب، لاسيما وأن الفيلم كان مرشحاً لجائزة الأوسكار في فترة التصعيد الأخيرة. | |
نظّم المجلس السوري الأمريكي وقفات احتجاجية في مناطق أمريكية عديدة، مثل واشنطن، ولوس أنجلوس، وأريزونا، وأورانج، وكونيتيكت، وكذلك نيويورك وشيكاغو؛ وذلك احتجاجاً على الحملة العسكرية التي يشنّها نظام الأسد على محافظة إدلب، إلا أنه كان من الملاحظ قلة عدد المشاركين في تلك الوقفات، واقتصارهم على عدد قليل من أفراد الجالية السورية في أمريكا، دون وجود مشاركات واضحة من غيرهم. | |
نظّم ناشطون سوريون في كل من تركيا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا حملة بعنوان “الأمعاء الخاوية“، قاموا فيها بإضراب عن الطعام واعتصام يومي في دول أوربية عديدة، بهدف تسليط الضوء على معاناة سكان إدلب وريف حماة. | |
أطلق مجموعة من السوريين في الداخل في بعض المدن التركية حملة شعبية تحت عنوان من ادلب إلى برلين، حملت دعوات لتحضير مظاهرات حاشدة واختراق الحدود التركية وتشكيل قافلة بشرية تتوجه إلى أوروبا، على غرار ما حدث عام 2015، وذلك في حال لم يتجاوب المجتمع الدولي مع مسؤولياته في حماية المدنيين في إدلب، وقد رفعت الحملة مطالب بالتطبيق الفوري للقرارات الدولية الخاصة بالشأن السوري وعلى رأسها مقررات مؤتمر جنيف لعام 2012، كما طالبت بتأمين طريق نجاة للمدنيين عبر الحدود التركية ومنها إلى أوروبا، هرباً من الموت الذي يلاحقهم يومياً بصواريخ روسيا والنظام. | |
أطلقت منظمة سامز حملة في الولايات المتحدة استعملت فيها سيارات دعائية ترفع لافتات ضخمة تحمل وسمين؛ الأول NotATarget، والثاني #STOPBOMBINGHOSPITALS طالبت فيها بالتوقف عن قصف واستهداف المستشفيات والمنشآت الطبية. كما قام الكادر الطبي داخل إدلب بعدد من الوقفات الاحتجاجية التي تؤكد تعرضهم للاستهداف المباشر من قبل الطائرات. | |
أطلقت منظمة “ساعدوا اللاجئين” بالتعاون مع حملة “أنقذوا إدلب” حملة في لندن قامت فيها بإسقاط بعض الصور والفيديوهات الضوئية على بعض جدران المدينة تتهم فيها الرئيس الروسي باستهداف المشافي، وتشير إلى عملية الاستهداف المتكرر للمنشآت الطبية. | |
نظم فريق “نحن المحبة” حملة #ASSAD2ICC الأسد إلى المحكمة الدولية، والتي ركّزت على احتفاليات دخول العام الجديد 2020، وطالبت المحتفلين بأن يجعلوا ضمن أهدافهم للعام القادم إحضار بشار الأسد إلى المحكمة الدولية ومحاكمته على الجرائم التي ارتكبها، وقد شارك في هذه الحملة عدد من الناشطين الأجانب من مختلف الجنسيات في أكثر من 15 دولة. | |
اهتمت العديد من وسائل الإعلامي الغربية المرئي و المكتوب بمتابعة الحدث الميداني وتغطيته، كما كان هناك محاولات بسيطة لنشر مقالات رأي باللغة الإنكليزية تكتبها أقلام سورية |
استراتيجيات الحملة | |
أنشطة المناصرة | نشر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقال رأي في صحيفة وول ستريت جورنال بعنوان “يجب على العالم إيقاف الأسد”. |
أرسل ممثلون عن 12 منظمة في بريطانيا (تنحدر من خلفيات عرقية مختلفة، بينها منظمات من سيرلانكا وبورما والبوسنا مرخصة في بريطانيا) رسالة تطالب الحكومة البريطانية باتخاذ دور قيادي لحماية المدنيين في إدلب. | |
قام ممثلون عن مجموعة منظمات منها مديرية صحة إدلب والدفاع المدني السوري ومنظمة “أطباء ومحامون من أجل حقوق الإنسان” ومنظمة “بارقة أمل” والمجلس الاستشاري النسائي بلقاء عدد من ممثلي دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا في مدينة جنيف السويسرية من أجل دفعها للتحرك والضغط لإيقاف الحملة العسكرية، كما قدّم ممثل الدفاع المدني مداخلات أمام البرلمان البريطاني و مجلس الشيوخ الامريكي | |
طالبَ عدد من الأطباء والجرّاحين حول العالم – بينهم أطباء سوريون وأطباء حاصلون على جائزة نوبل – في بيان صادر عنهم بإيقاف قصف المشافي وفتح تحقيق دولي في القضية. | |
أطلقت مجموعة من المنظمات الدولية بينهم مكتب OCHA، واليونيسيف، وأوكسفام حملة بعنوان “العالم يراقب” تطالب بإيقاف الحملة العسكرية على إدلب، ويحذّرون من كارثة إنسانية ستطال المدنيين، كما طالب المبعوث الأممي في سوريا خلال خطاب ألقاه في مجلس الأمن كلّاً من روسيا وتركيا العمل على إقرار التهدئة في إدلب. | |
أطلقت إحدى المنظمات السورية المتخصصة بالمناصرة حملة جمع تواقيع من أجل مطالبة أعضاء مجلس الأمن ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) ومجتمع المانحين الدوليين باتخاذ خطوات فورية لوقف الهجمات الوحشية التي يشنها النظام السوري وروسيا على محافظة إدلب. | |
انطلقت مجموعة من الحملات لجمع التبرعات من أجل إغاثة النازحين، بالإضافة إلى حملات دعم شعبية للفصائل ودعوات للتجنيد وغيرها. | |
رتّب المجلس السوري الأمريكي لقاء بين بعض أعضائه والرئيس الأمريكي في أحد الاجتماعات، حيث أطلعت إحدى المشاركات الرئيس على الوضع في ادلب وضرورة أن تقوم الولايات المتحدة بالضغط من أجل إنقاذ المدنيين. | |
أصدرت لجنة التحقيق الخاصة بسوريا بياناَ يشير إلى أن نظام الأسد يرتكب جريمة حرب في إدلب، ويجبر الناس على النزوح من أرضهم. |
نتيجة الحملة | |
الهدف المرحلي | نجحت في الحشد الداخلي داخل سوريا وخارجها |
أوصلت الخبر الإعلامي إلى أهم القنوات التلفزيونية الإخبارية | |
الهدف الرئيسي | لم تنجح في تحقيق الهدف الرئيسي للحملة وهو إيقاف العملية العسكرية وحماية المدنيين |
حملات قيصر
هدف الحملة | |
المرحلي | حشد السوريين داخل سوريا وخارجها |
تحريك الرأي العام الغربي تجاه قضية المعتقلين | |
الرئيسي | الضغط على نظام الأسد للكشف عن مصير المعتقلين، والإفراج عمّن تبقى منهم ومحاسبة المتورطين في جرائم تعذيب. |
النطاق الجغرافي للحملة | |
حملات افتراضية | لم يُلاحظ انطلاق حملات افتراضية واضحة مع الإعلان عن صور “قيصر”، باستثناء حملة افتراضية واحدة تحت عنوان “أنقذوا البقية” انطلقت عام 2018، وكان لها بعض الفعاليات الافتراضية. |
حملات حضورية على النطاق المحلي | انطلقت العديد من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية داخل سوريا؛ إلا أنها لم تكن منتظمة تحت مسمى أو وسم معين، وإنما كانت مطالبات مستمرة للتذكير بقضية المعتقلين والضغط من أجل الإفراج عنهم. |
حملات حضورية على النطاق الإقليمي / العربي/ الإسلامي | لم تنتشر فعاليات حضورية بشكل واضح في الدول العربية أو الإقليمية، باستثناء معرض أقيم في إسطنبول عرض صور “قيصر”، وقافلة نسائية نظمتها ناشطات تركيات عرفت باسم “قافلة الضمير” جمعت عدداً من الناشطات من مختلف الجنسيات بهدف الإضاءة على قضية المعتقلات في سجون النظام. |
حملات حضورية على النطاق الدولي | تركزت أغلب الفعاليات الحضورية في الدول الأوربية وأمريكا؛ فقد نظّم ناشطون سوريون عدداً من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية في عدد من العواصم الأجنبية، ومبنى الأمم المتحدة في جنيف ، كما أقاموا معارض للصور. |
الجمهور المتفاعل | |
الجمهور العام | حشد شعبي جيد على مستوى السوريين داخل سوريا وخارجها |
الجمهور المؤثر | حشد قليل على مستوى الناشطين الأجانب في الفعاليات الحضورية |
تفاعل واضح من قبل ناشطي حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية وعدد من السياسيين |
وقت الإطلاق | |
عند الحدث الساخن | انطلقت حملات المناصرة مع بداية الإعلان عن تسريب هذه الصور وخروجها للإعلام؛ فقد تم التكتم الشديد على هذه الصور لحين التحضير المناسب من قبل المعنيين لدفعها إلى الواجهة. |
بعد الحدث | استمرت الحملات خلال السنوات الماضية بوتيرة متفاوتة، إلا أنه كانت تستغل الأحداث أو المؤتمرات للتذكير بالقضية والمناصرة لها. |
الأدوات الإعلامية | |
الهوية البصرية | لم يكن هناك هوية بصرية واضحة للحملات بشكل عام، باستثناء حملة “أنقذوا البقية”، كما لم يُلاحظ أي هوية بصرية واضحة في الفعاليات الحضورية. |
الوسوم | لم يكن هناك وسم خاص بالحملة أو مرتبط بها، باستثناء حملة واحدة انطلقت تحت عنوان #أنقذوا_البقية ، #Save_The_Detainees ، #Save_the_rest |
المعرّفات الرسمية | كان هناك حملتان إلكترونيتان مختلفتان تحت الاسم نفسه انطلقتا أوائل عام 2018، حيث أطلقت الحملة الأولى معرّفها الرسمي على فيس بوك نشرت فيه باللغة العربية، كما أطلقت الحملة الثانية معرّفاتها على كل من فيس بوك نشرت فيه باللغة العربية، ومعرّف آخر على تويتر نشرت فيه باللغة الإنكليزية يتبع له موقع الكتروني متوقف عن العمل، وقد اقتصرت هذه المعرّفات على نشر الأنشطة والفعاليات وتحديث المعلومات وترجمتها. |
ركزت حملات صور “قيصر” في أنشطتها على مجالات الإعلام التقليدي، كالمقابلات التلفزيونية والتقارير المصورة والتقارير المكتوبة، كما ركزت على الأنشطة الحضورية، في حين لم تكن الحملات الافتراضية على مواقع التواصل بالزخم ذاته الذي تحركت به الحملات المدروسة السابقة. |
خطاب الحملة | |
تزويد معلومات | خلال السنوات الماضية صدرت العديد من التقارير التوثيقية التي تتابع تطور الانتهاكات، وترصد أسماء المعتقلين وأوضاعهم من قبل منظمات سورية وأجنبية. |
عقلاني | رغم أن الحدث كان صادماً وقاسياً؛ إلا أنه من الملاحظ أن الحملات اللاحقة عملت على استخدام خطاب عقلاني أكثر من الخطاب العاطفي، فلم يرتكز الخطاب على مناشدات، بل ركز على الجريمة وأدلتها وضحاياها. |
إنساني | نقلت الحملات المتنوعة الكثير من القصص الإنسانية التي رواها الضحايا أو عائلاتهم، سواء تلك الموجهة للجمهور العربي أو للجمهور الغربي. |
طلب تفاعل | لم يكن هناك طلب من الجمهور للتفاعل مع الحملة بشكل واضح، باستثناء حملات لجمع التواقيع استهدفت السوريين فقط[106]، كما لم يتم استثمار معارض الصور والطلب من الجمهور التفاعل بطريقة ما. |
استراتيجيات الحملة | |
أنشطة الحشد ولفت النظر | مع انتشار صور “قيصر” على وسائل الإعلام بدأ الناشطون السوريون بالحشد لهذا الموضوع بالتعاون مع جهات ومنظمات حقوقية أجنبية، حيث عرضت الصور لأول مرة في “منظمة العفو الدولية” عام 2014، كما أقيمت معارض للصور في كل من متحف الهولوكوست بالعاصمة الأميركية واشنطن، وإحدى قاعات الكونغرس الأميركي، والمقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك برعاية عدد من البعثات الدبلوماسية لكل من تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت ولوكسمبورغ والسويد وليتوانيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية. واستمرت إقامة هذه المعارض أمام برلمانات منها البرلمان الأوروبي والبريطاني والكندي، كما أقيمت معارض للعامة في كل من لندن وفرنسا ونمسا والسويد والدانمارك وتركيا. |
رافقت الحملة منذ بدايتها تغطية إعلامية كثيفة على المستوى المحلي والدولي ضمن وسائل الإعلام المرئي والمكتوب. | |
وضمن هذا السياق صدر تقريران في العام 2014 عُرِف أحدهما بتقرير “المحتجزين السوريين لعام 2014” وعُرف الآخر بـ “إذا تكلّم الموتى “ الصادر عن منظمة “هيومان رايس وتش” العالمية، وثّقت فيه أسماء الضحايا وظروف احتجازهم المرعبة، من خلال مقابلات مع معتقلين سابقين ومنشقين وأقارب ضحايا، بالإضافة إلى تقنيات الطب الشرعي وتحديد المواقع الجغرافية. | |
شكّل مجموعة من المحامين السوريين ما عُرف باسم “مجموعة ملفات قيصر” أخذت على عاتقها مهمة تجميع الشهود ورفع دعاوى حول المتورطين في عمليات تعذيب واختفاء قسري أو التحضير لها. | |
شكّلت مجموعة من عائلات ضحايا التعذيب في معتقلات النظام السوري “رابطة عائلات قيصر” في حزيران 2018، أخذت على عاتقها تعريف العالم بما يحدث في معتقلات سوريا وبأساليب التعذيب الهمجية والمطالبة بتمكين أهالي الضحايا من استلام رفات أبنائهم، وتأمين الدعم المعنوي والنفسي لعائلات الضحايا، بالإضافة إلى معرفة مصير بقية المعتقلين والمختفين قسريًا، ومحاسبة المجرمين. | |
استضافت قنوات تلفزيونية غربية العديد من المعنيين بقضية المعتقلين وضحايا الاعتقال السابق للحديث عن تجربتهم، بينهم “قيصر“. | |
كما أدلى بعض الشهود والضحايا بإفادات أمام عدد من الجهات الحكومية الغربية كمجلس الشيوخ الأمريكي، وقدم بعض النشطاء من عائلات الضحايا مداخلة أمام مجلس الأمن. | |
أنشطة المناصرة | قام بعض النشطاء الأجانب بالتعاون مع فريق (منظمة العفو الدولية) بإصدار كتاب “عملية القيصر” الذي قامت بتأليفه الكاتبة الفرنسية غارانس لو كازن. |
قامت بعض الأسر السورية التي تعرفت على صور أبنائها وذويها الذين اعتقلوا وماتوا تحت التعذيب برفع قضايا في دول أوروبية كإسبانيا وألمانيا ضد نظام الأسد. | |
تمكنت مجموعة ملفات “قيصر” من رفع دعاوى على بعض المتورطين وإصدار مذكرات ملاحقة بحق بعض شخوص النظام، مثل جميل الحسن، بالتعاون مع المركز الأوربي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان. | |
أطلق العديد من النشطاء حملات جمع تواقيع عبر موقع أمنستي، للمطالبة بمعرفة مصير ذويهم، كما نشرت مدونة منظمة العفو الدولية عدداً من القصص الإنسانية عن بعض المعتقلين. | |
تبنّت بعض الجهات الدولية والحقوقية حملات وفعاليات لدعم قضية المعتقلين التي أصبح اسم “قيصر” رمزاً لها؛ فضمن فعاليات اليوم العالمي لمناهضة التعذيب أقامت “مجموعة ملفات قيصر” برعاية وزيرة الدولة الألمانية في حكومة بادن فورتمبيرغ معرضًا لصور “قيصر” في ألمانيا تضمن عرض فيلم وثائقي “شهود ضد الأسد”. | |
قامت مجموعة من المنظمات السورية الأمريكية بمتابعة هذا الملف عبر تشكيل مجموعة ضغط؛ حيث عملت هذه المجموعة على الجانب القضائي وعلى الجانب الإعلامي، في محاولة لتعريف العالم عامة والشعب الأمريكي خاصة بهذه الجريمة، ثم انتقلوا إلى تحريك الملف سياسياً مع السلطات الأمريكية، وتمكنوا من تنظيم جلسة استماع في عام 2014 لشهادة “قيصر” أمام الكونغرس، ثم قاموا بمقابلة العديد من الموظفين والنواب في الكونغرس من جمهوريين وديمقراطيين، في محاولة لدفع الحكومة نحو إجراء قانوني. | |
قام اثنان من أعضاء الكونغرس الذين تفاعلوا مع جهود مجموعة الضغط السورية الأمريكية بصياغة مسودة قانون قيصر | |
قدمت عدد من الإحاطات في مجلس الأمن تركز على وضع المعتقلين، وتطالب بنقل الملف للمحكمة الجنائية الدولية. | |
أرسلت مجموعة من المنظمات الإنسانية السورية العاملة في الشأن الإنساني والقانوني رسالة إلى مجلس الأمن تدعم فيها مبادرة دولة الكويت، وتطالب المجلس بالاستجابة لأحكام القرار الدولي من خلال الكشف عن مصير الآلاف من المختطفين والمفقودين، وضمان إنشاء آلية تحقيق ومساءلة مستقلة وشفافة تحت إشراف دولي، ويضمن مساءلة عادلة وشفافة ومعاقبة الجناة. |
نتيجة الحملة | |
الهدف المرحلي | نجحت في حشد السوريين خارج سوريا |
نجحت في حشد العديد من الناشطين الأجانب والمنظمات الحقوقية | |
أوصلت الخبر الإعلامي إلى أهم القنوات التلفزيونية الإخبارية | |
الهدف الأساسي | نجحت الحملة بشكل جزئي في التأثير على صانع قرار، ودفعه لاستصدار “قانون قيصر” الذي فرض عقوبات على نظام الأسد وعلى المتورطين بجرائم تعذيب للمعتقلين، لكنها لم تنجح حتى الآن في إيقاف عمليات الاعتقال التعسفي أو إطلاق سراح المعتقلين. |
لتحميل الورقة البحثية:
جهود الحشد والـمناصرة السورية في الساحة الدولية: واقع متشابك، وغياب للاستراتيجيات
لمشاركة الصفحة: https://sydialogue.org/gxr9
- أنشطة ذات جهد منخفض، مثل: رسائل للصحافة، ومقالات وافتتاحيات صحفية، وبيانات صحفية، وتزويد المواقع الإلكترونية بالأخبار، وملصقات دعائية، ونشرات إلكترونية.
- أنشطة ذات جهد متوسط، مثل: مقابلات صحفية مع جميع أنواع وسائل الإعلام، ومؤتمرات صحفية، واجتماعات مع المشرّعين، وإعلانات مدفوعة لوسائل الإعلام، واعتصامات وعرائض.
- أنشطة ذات جهد مرتفع، مثل: حفلات فنية، ومسلسلات إذاعية وتلفزيونية، ودعايات إذاعية وتلفزيونية، وإعلانات في الشوارع، وأفلام وشعارات، ومظاهرات سلمية.
- المصداقية: ويُقصد بها نقل المعلومات الموثوقة وتحديثها.
- العواطف: وهي ما يُسمى بالأنسنة (Humanizing)، ويُقصد بها: تضمين الرسائل قصص الناس أصحاب القضية، كما يجب أن يتم تحديد العواطف التي يُراد للفئة المستهدفة أن تشعر بها، سواء أكانت الحزن، أو الغضب، أو الصدمة، أو الرغبة باتخاذ إجراء … إلخ.
- المنطق: أي أن يكون الخطاب عقلانياً يتضمن حقائق من إحصائيات ودلائل ملموسة، ويقدم حلولاً للمشكلة، ويوضح كيف يُمكن لهذه الحلول أن تصنع فارقاً.
- النشاطات المتعلقة بإثبات الحجة والدليل للطرح أو الخطاب المُتبنى في الحملة، وتشمل هذه النشاطات: القيام بأبحاث، وتشبيك العلاقات، وتحليل السياسات، وحضور المؤتمرات، والتفاعل مع الخبراء والأكاديميين.
- وضع القضية في أيدي صنّاع القرار بشكل مباشر، وذلك عن طريق فعاليات “اللوبي”، والاجتماعات المباشرة أو ما يُسمى “Roundtables”.
- النشاطات المتعلقة ببناء نوع من الضغط العام، وذلك عن طريق بناء التحالفات، والنشاط الإعلامي أو المسيرات.
We are watching Aleppo burn in real time. And just like in Bosnia and Rwanda, we do nothing””, The Telegraph, 13 Dec 2016, Link: https://cutt.us/rfQNn
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة