المشاركات الإعلامية

حول خيارات تركيا بعد هجوم إسطنبول

خلال استضافته على “تلفزيون سوريا” للحديث عن تصعيد تركيا ووعيدها لمليشيا حزب العمال الكردستاني عقب الهجوم الأخير في مدينة إسطنبول؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إن السيناريوهات متنوّعة بين أقوى ردٍّ وهو القيام بعمليةٍ بريةٍ وهذا كان على أجندة الجيش التركي منذ أشهر ولم يكن بعيداً، وصولاً إلى القيام بضربات جوية أو تكثيف طلعات الطيران المُسيّر وهذا هو المرجّح.

ولفت سالم إلى أن العملية البريّة غير مرجّحة في الوقت الحالي وهناك عدة مؤشراتٍ على ذلك؛ أولها تصريح مسؤول تركي وُصِف بأنه “رفيع المستوى” لوكالة رويترز قال إنه يمكن أن تقوم بلاده بعمليةٍ بريةٍ لكن بعد عمليةٍ في العراق، وبالتالي لا يوجد استعجال لعمليةٍ بريةٍ تحديداً في سوريا، كما إنه كان هناك استعداد للعملية سابقاً منذ أشهر وكانت تقريباً صافرة بداية المعركة محضّرة تماماً لكنها لم تبدأ، لأنه لم يكن هناك سماحٌ أمريكيٌ روسيٌ إيرانيٌ لذلك.

ورجّح سالم التكثيف الحالي للطلعات الجوية، والتي قال إنها تكثّفت أساساً منذ شهر شباط 2022 أي عند بداية الحرب الأوكرانية الروسية، حيث كان هناك تحولٌ نوعيٌّ في تكثيف طلعات الطيران المسيّر ضد “قسد”، وهذا ما حرّض قسد على القيام بمثل هذه العمليات التي لم تكن تقوم بها من قبل بهذا الشكل لأنها عمليات تُضعف من رصيدها حتى لدى حلفائها.

ولفت الباحث إلى أن عملية مرسين قبل نحو شهرين التي نفذتها “قسد” ثم عملية إسطنبول بعدها تأتيان كردٍ فعل على الضربات الكثيفة التي استهدفت بشكل نوعي قيادات مليشيا “قسد” في شمال سوريا، حيث رفعت هذه القيادات الصوت لمطالبة الروس والأمريكيين بمنع تركيا من القيام بهذه العمليات دون استجابة واضحة.

وحول العوامل الخارجية المؤثرة على العملية؛ قال الباحث إن تركيا تحاول أن تكون في الوسط بين الأمريكان والروس، كما إنه ومنذ محاولة الانقلاب في تركيا تأزّمت العلاقة مع الولايات المتحدة بشكل كبير لوجود ظنون لدى تركيا بأن واشنطن بشكل أو بآخر تقف وراء محاولة الانقلاب، إضافة لدعمها المستمر لـ “قسد”، ولذلك عملياً أصبحت روسيا أقرب إلى تركيا رغم الخلافات، إضافة لاعتماد تركيا على روسيا في الحصول على صواريخ إس 400، بالتالي تصبح هنا رغبات روسيا ونفوذها ذو تأثير وأهمية عند صانع القرار التركي خاصة أن هناك فئات وأحزاباً ذات ميول شرقية تجاه الروس والصين وهذه أصبحت مؤثرة.

أما العوامل الداخلية، فرأى سالم أن هناك ضغوطاً من الكثير من أحزاب المعارضة التي ترى عدم وجود مشكلة مع نظام الأسد، في حين أن المشكلة مع مليشيا “بي كا كا”، ولكن في الحقيقة فإن نظام الأسد هو مَن يقف ضد أنقرة على اعتبار أنه أكبر راعٍ لمليشيا “بي كا كا”، وفي النتيجة لم يخرج “بي كا كا” ولم يُدعم إلا من عباءة نظام الأسد.

المزيد:
https://www.youtube.com/watch?v=WihmB84PNVc

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى