الورقة البحثية ” بنية الهيئة السياسية الممثلة للثورة “
شهدت الثورة السورية ميلاد هيئتين سياسيتين، كانت وظيفتهما محددة بتمثيل الثورة سياسياً. هذا التخطيط النظري، كان بعيداً عن الواقع، فبعد أشهر من ميلاد كليهما ظهر ترهلهما البنيوي، وضعف تأثيرهما على الثورة وحاضنتها. ترافق ذلك مع نشوء قوى ثورية جديدة على الصعيد العسكري والمدني بدأت تمارس السياسة وتحاول –خصوصاً العسكرية منها- إثبات حضورها السياسي على الساحة.
في أواخر عام2015، كان تشكيل الهيئة العليا للمفاوضات، التي لم تختلف بنيتها عن بنية الجسمين السياسيين السابقين من حيث الضعف، إلا أنها اختلفت عنهما من حيث محدودية دورها الوظيفي، واقتصاره على تمثيل المعارضة في مفاوضات الحل السياسي.
لم تستطع الهيئات السياسية السابقة، ولا القوى الثورية الناشئة تشكيل جسم سياسي ذي بنية صلبة يعتمد على قوى المعارضة والثورة، ليشكل خرقاً لحالة المراوحة التي أصابت الثورة على صعيد التمثيل السياسي.
تحاول هذه الورقة تحليل بنية القوى السياسية والثورية، من أجل الوقوف على تأثيرها، وتحديد تلك التي لها الأولوية في تمثيل الثورة سياسياً، ووضعت معطيات بناء الهيئة السياسية الممثلة للثورة وشروطها، وقد خلصت الورقة إلى نتائج عدة.
وتنبع أهمية هذه الدراسة من حاجة الثورة الملحة لتمثيلها سياسياً من قبل هيئة تجمع القوى الحقيقية، وما سيشكله ذلك في حال حدوثه، من رافعة للثورة خصوصاً على مستوى رأب الصدع الحاصل حالياً بين القوى السياسية من جهة وبين القوى العسكرية وبعض قوى المجتمع المحلي من جهة أخرى.
اتبعت الدراسة المنهج التحليلي الوصفي، حيث وصفت واقع القوى السياسية والثورية الحالي، والأسباب التي أدت إليه، بهدف تحديد وزنها على الساحة، تمهيداً لوضع توصيات ومقترحات بخصوص مشاركتها في الهيئة التي يفترض تمثيلها للثورة.
لتحميل الورقة:
الورقة البحثية ” بنية الهيئة السياسية الممثلة للثورة “
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة