المشاركات الإعلامية

حول الصورة الذهنية للعمل الإنساني في سوريا بعد عام 2011

خلال استضافتها على راديو “وطن إف إم” بشأن طبيعة الصورة الذهنية للعمل الإنساني في سوريا بعد عام 2011؛ قالت مديرة الوحدة المجتمعية في مركز الحوار السوري أ. كندة أحمد، إنه يغلب الطابع السلبي على تلك الصورة.

وناقشت أ. كندة أحمد في المداخلة مع الراديو الورقة التي أصدرها مركز الحوار السوري حول الصورة الذهنية للعمل الإنساني بسوريا، مشيرة إلى أن الورقة سعت إلى إطلاع القارئ حول نشأة ذلك العمل بعد عام 2011 وكيف تحول من شكلٍ تطوعيٍ إلى شكل أكثرَ تنظيماً ومنظمات تحكمها بنية إدارية استطاعت الدخول في منظومة العمل الإنساني الأممي الذي بدأ في عام 2014.

ولفتت أ. كندة أحمد إلى أن القسم الثاني من الورقة استشرف الصورة الذهنية لأداء تلك المنظمات عند الحاضنة من خلال نتائج استبانة أجاب عليها قرابة 500 مشارك في الداخل والخارج، حيث ركزت على فكرة التزام المنظمات بمعايير الشفافية وقدرتها على تطوير نظم العمل ومدة استقلال قرارها عن الداعم.

وحاولت الاستبانة أن تستشف من الحاضنة التزام المنظمات بمعايير الشفافية والتوثيق، مشيرة إلى أن الصورة الذهنية كان يغلب عليها الطابع السلبي أكثر من الإيجابي.

وبيّنت أ. كندة أحمد أنه كانت هناك أخطاء من المنظمات؛ سواء فيما يتعلق بموضوع الحوكمة أو الشفافية، وخاصة في الجوانب المالية والإدارية، والتي أدت إلى ظهور الكثير من الأقاويل والاتهامات إلى المنظمات بالفساد وسوء الإدارة والهدر وعدم تلبية الاحتياجات.

ونوّهت الباحثة إلى أن هناك حالة من التعميم على جميع المنظمات على اختلاف تجاربها وبنيتها، بالرغم من أن بعض المنظمات صححت أخطاءها، في حين لا تزال هناك منظمات أخرى ترتكب أخطاءً وهو أمر ليس مشكلة كبيرة لكون لا يمكن الدخول في هذا المجال دون وقوع أخطاء، ولكن المهم هو كيف يتم تصحيح هذه الأخطاء.

ومن أبرز المشاكل والفجوات بالعمل الإنساني حسب أ. كندة أحمد غياب الجهة الرقابية؛ لأن المنظمات تعمل في ظروف غير طبيعية، مشددة على ضرورة وجود آلية رقابية تشارك بها المنظمات من جهة والحاضنة من جهة أخرى بحيث أن الأخطاء المالية والتجاوزات يجب المحاسبة عليها، أما الأخطاء الإدارية والبشرية فيجب أن تُوضع لها ضوابط.

كما إن بعض ممارسات المنظمات وفق الباحثة لعبت بشكل سلبي من خلال المبالغة في تصوير الإنجازات، منوّهةً إلى أن العمل الإغاثي ما زال قابلاً للإصلاح إذا كانت هناك رغبة ومبادرة في أن تُكمل المنظمات ما بدأت به وتستمر بذلك على أسس سليمة.

وحول مستقبل عمل المنظمات؛ قالت أ. كندة أحمد إنها أمام تحدٍ كبير في يتعلق بالاستمرارية وتأمين الدعم في ظل مناخ يتناقص فيه الدعم يوماً بعد يوم، حيث لا يمكن ضمان الاستمرار في العمل ما لم تكن بنية المنظمات الإدارية قوية وتحظى بسمعة جيدة لإيجاد موارد دعم إضافية، وفي حال استمرار الخلل فإن ذلك قد يؤدي إلى توقف المنظمات عن العمل وبقاء المجال مفتوحاً أمام المنظمات الأكثر تجاوباً والأحسن سمعة والقادرة على تلبية الاحتياجات الكبيرة.

للمزيد:

https://soundcloud.com/watanfm/21-01-2021pod

مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى